جنيف - المغرب اليوم
بدأت اليوم الثلاثاء محادثات في جنيف بين إيران والترويكا الأوروبية (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) لبحث ملف البرنامج النووي الإيراني ومسألة رفع العقوبات، في ظل تهديدات غربية بإعادة تفعيل آلية "العودة الفورية" الخاصة بفرض عقوبات الأمم المتحدة، وفقا لـ رويترز.
يرأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية ماجد تخت-روانجي، بينما يمثل الدول الأوروبية نواب وزراء الخارجية، إلى جانب مشاركة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي.
ووفق وكالة تسنيم الإيرانية، فإن المحادثات تركز على القضايا النووية ورفع العقوبات، بالإضافة إلى القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، حسب وسائل الإعلام الإيرانية.
من جهتها، أكدت الحكومة الإيرانية أن الدول الأوروبية لا تمتلك السلطة القانونية أو الأخلاقية لتفعيل آلية العودة الفورية، محذّرة من أن ذلك سيُغيّر طبيعة العلاقات ويُشكل خطاً أحمر لمصالحها الوطنية.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل باقاعي، على أن طهران تدرس كافة السيناريوهات، بما في ذلك التعاون مع روسيا والصين، سعياً لحماية مصالحها الوطنية، حسب وكالة تسنيم الإيرانية.
في سياق متصل، يرى ديبلوماسي أوروبي، نقلت عنه قناة العربية، أن هذه الجولة من المفاوضات تُعدّ الفرصة الأخيرة لإيران قبل اتخاذ قرار تفعيل آلية العودة الفورية وإعادة فرض العقوبات بالكامل.
وأضاف: “النافذة المتاحة أمام طهران ستغلق قريبًا، ولن يُؤخّر شيء الآن العودة للعقوبات”
تأتي هذه الجولة في ظل تأزم الأوضاع بعد قصف المواقع النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو الماضي، والذي دفع إيران لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنعها من معاينة مواقعها المصابة، وفقا لوكالة اسوشيتدبرس الأمريكية.
أما الدول الأوروبية (E3)، فقد أوضحت أنها مستعدة لتفعيل آلية "snapback" بحلول 18 أكتوبر إذا لم تقدم طهران تنازلات حقيقية، تشمل استئناف التفتيشات الدولية ومحاسبة مخزون اليورانيوم المخصب والقيام بخطوات دبلوماسية واضحة، وفقا لوكالة رويترز
وفي الوقت ذاته، تقرّ موسكو بإمكانية دعم تمديد المهلة ستة أشهر لمنع العودة الفورية للعقوبات، وفقا لـ ذا جارديان البريطانية.
وتمثل محادثات جنيف اليوم مفصلًا دقيقًا في مفاوضات الساعة الصفر. فالكرة الآن في ملعب طهران، بين الاستجابة لضغوط العودة إلى التزامات الاتفاق النووي مقابل تجنّب أزمات إضافية، أو المراهنة على تحالفات دولية تعقد المشهد وتبعد عملية التفاوض عن حلٍ دبلوماسي.