دمشق - المغرب اليوم
شهدت بلدة الكسوة بريف دمشق الجنوبي الغربي حادثًا أودى بحياة عنصرين من الفرقة 44 التابعة للجيش السوري، أحدهما على الأقل قيادي، في انفجار غامض أسفر أيضًا عن إصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة، اثنان منهم في حالة حرجة، وفقا لتقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتزامن الحادث مع تحليق طائرات إسرائيلية في أجواء المنطقة، وهو ما أثار التساؤلات حول خلفيات الانفجار ودوافعه.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الانفجار وقع وسط ترقب أمني، في ظل دوافع غير معلنة، مع استمرار التحقيقات للوقوف على مصدر التفجّر. ولم يُستبعد دور ضربة جوية أو إطلاق قذيفة من الطيران الإسرائيلي، نظرًا لوجود الاستهداف الجوي المكثف في محيط دمشق في الآونة الأخيرة.
في ضوء تصاعد التوترات الحدودية، تُعد منطقة الكسوة السابقة لمواقع متكررة للتوتر الإسرائيلي–السوري، وهي تقع في نطاق ييسّر للطيران الإسرائيلي إجراء دوريات ملاحية واستهداف مواقع يُشتبه بكونها مرتبطة بحلفاء النظام الإيراني أو ميليشيا حزب الله.
ويكشف التحليق المتزامن مع الانفجار عن نمط أمني إسرائيلي مستمر في فرض مراقبة مستمرة وضغط ميداني خفي قد يترافق مع تفجيرات مباشرة أو غير مباشرة
وإضافة لذلك، فإن وقوع الحادث أثناء تزامنه مع وجود إسرائيل في الأجواء يُلقي ظلالًا على توجهات استخباراتية تشمل جمع المعلومات أو تهيئة ميدانية للضربات أو تنفيذ ضربات استباقية ضد مواقع جيش النظام السوري أو ميليشيات مؤيدة له.
ويشير حادث مقتل عنصرين من الجيش، خاصة بقيادي بين الضحايا، إلى أن الهدف من التفجير لم يكن عشوائيًا، ما يفرض على دمشق اتخاذ خطوات لتعزيز الحراسة والمراقبة، خاصة على المعابر والمناطق الحساسة جنوب العاصمة.
ومن جهة أخرى، يأتي هذا الانفجار ضمن مشهد أمني متصاعد في سوريا، حيث تتعدد الحوادث المجهولة، سواء كان سببها حوادث داخلية، أو عمليات اغتيال، أو ضربات طيران.
كما يعكس الحادث هشاشة الوضع الأمني في المناطق المحيطة بالعاصمة، ويُبرز خلو المشهد من تطوّرات سياسية ملحوظة لتهدئة التوتر، مما قد يفتح الباب لتصعيد إضافي أو تكرار حالات مشابهة.