الرئيسية » سؤال وجواب
متقاعدون أميركيون

القاهرة ـ المغرب اليوم

قال تقرير أصدره الاتحاد الأميركي للتعليم العالي المستمر، وهو اتحاد يجمع الجامعات والكليات التي تقدم مقررات لكبار السن الذين يعودون للدراسة الأكاديمية، إن نسبة العائدين زادت خلال السنوات الخمس الماضية.. وإن من أسباب هذه الزيادة الأزمة الاقتصادية، التي بدأت مع انهيار بنوك وشركات ومؤسسات استثمارية سنة 2008، حيث واجه كبار السن مشاكل اقتصادية، وقرروا العودة إلى الدراسة لرفع مستوياتهم التعليمية.

لكن التقرير قال إن هناك سببا آخر هو ظاهرة جديدة وسط المتقاعدين وكبار السن، وهي الحصول على درجات جامعية، ليس للعمل، ولكن لزيادة العلم، وأن بعض هؤلاء يتخصص في مواد مثل القانون والهندسة وعلم الفضاء. وحسب التقرير، «لا يتوقع أن يستفيد متقاعد من دراسة مواد علمية للبحث عن عمل، لكن توضح الظاهرة أن مثل هذا الشخص يريد العلم من أجل العلم». واستعرض التقرير تطور التعليم المستمر في الولايات المتحدة، وقال إن النسبة في زيادة مستمرة، وأيضا وسط النساء،

والأقليات السوداء واللاتينية. وقسم التقرير العائدين إلى قسمين، أولا الباحثون عن «إنعاش فكري»، وهم الذين يدرسون مقررات في الآداب والفنون، مثل أدب الثورة الفرنسية وكتابات أفلاطون والرومانسية البريطانية.. وأشار إلى أن هؤلاء لا يريدون العودة إلى العمل اعتمادا على هذه الشهادات، بقدر ما يريدون المتعة الفكرية. أما القسم الثاني فهم الباحثون عن «العلم الحقيقي»، وهم الذين يدرسون الهندسة وعلم الفضاء والقانون، أيضا ليس أساسا للعودة إلى العمل، ولكن لدخول مجال فيه تحد فكري.

وكان روبرت ستراوس، محرر التعليم في صحيفة «نيويورك تايمز»، زار جامعة بنسلفانيا وقابل مثل هذا النوع الثاني، الذين يدرسون «مقررات جادة»، بالمقارنة مع «مقررات ترفيهية». من الذين قابلهم إديتي روي، التي تقاعدت بعد أن كانت مذيعة في تلفزيون «إن بي سي» في فيلادلفيا، ثم قررت أن تعود إلى الجامعة لتدرس الاقتصاد.. لا لتبحث عن عمل في «وول ستريت»، أو في بنوك أو مؤسسات اقتصادية، ولكن - كما قالت - «لأني وصلت إلى نقطة أنني أريد نوعا جديدا من الانتعاش الفكري.

تعودت على كتابة خبر، وإخراج برنامج في فيديو.. لكني بدأت أبحث عن ممارسة فكرية كبيرة. عندما كنت شابة، كنت أحب الأرقام والرياضيات. وعندما دخلت عالم الصحافة، ظل هذا الجزء من ذهني نائما». وكانت روي حصلت على ماجستير في العلوم السياسية من جامعة ستانفورد (ولاية كاليفورنيا)، وماجستير في الصحافة من جامعة كولومبيا (نيويورك).. لكنها قالت: «أنا لا أعرف بالضبط كيف سأستفيد من هذا (ماجستير اقتصاد)، لكنه من أكثر المقررات إثارة للذهن». وهناك ريتشارد هندريكس، الذي تقاعد، لكنه كان دائما يهتم بالقانون. نال دكتوراه في اللغة الإنجليزية وعمل أستاذا جامعيا، ثم مسؤولا في جامعة بنسلفانيا، ثم في جامعة سيتي (ولاية نيوجيرسي). وبعد أن تقاعد وعمره 68 عاما،

التحق بكلية القانون. وقال: «وجدت أن هذا طريق جديد. ذهبت إلى الجامعة خلال سنوات كيندي الذي كان دعا الشباب للعمل في الخدمة العامة. وكان أمامي خياران: تدريس الأجيال الجديدة، أو القانون والمحاماة.. واخترت التدريس، وها أنا أعود إلى القانون». غير أن العودة إلى الجامعات لدراسة «علوم جادة» لم تقلل من الزيادة المستمرة في عدد العائدين لدراسة «علوم ممتعة»، كالآداب والفنون. مثل جون كوتروتش، الذي قال إنه كان يحب التاريخ في طفولته، لكنه دخل كلية عسكرية،

وعمل طيارا في السلاح الجوي الأميركي، ثم تقاعد من القوات المسلحة، وعمل طيارا في شركة طيران، ثم تقاعد مرة أخرى، ثم عاد إلى كلية الدراسات العليا في جامعة نيوهامبشاير ليدرس التاريخ. وقال: «ها أنا، في الخمسينات، أدرس نفس المقررات للحصول على درجة دكتوراه، مثل آخرين في برنامج التاريخ. هناك من يريد أن يكون أستاذا في كلية، لكن لا يزعجني هذا (لا أحسدهم). أنا سعيد لأني قررت أن أفعل ما أريد».

وهناك إليزابيث بارنوم التي فعلت أكثر من ذلك.. كانت كاتبة وناشطة سياسية في مينيابوليس (ولاية مينيسوتا) لما يقرب من 40 عاما، ثم قررت محاولة شيء جديد. ولأنها كانت دائما تهوى الأدب، التحقت ببرامج الدراسات العليا في الآداب في جامعة نورث داكوتا. وقالت: «حصل العكس. جهز أبنائي حقائبي، وأخذوني إلى شقتي بالقرب من الجامعة، وقبلوني وودعوني». وقال تقرير اتحاد التعليم العالي المستمر، في خلفية عن الموضوع، إن «كونتيونغ إيديوكيشن Continuing Education» (التعليم المستمر) اسم أميركي،

وإن البريطانيين يستعملون اسم «فيرذار إديوكيشن Further Education» (التعليم الإضافي)، وهو يختلف عن «أدلت إيديوكيشن Adult Education» (تعليم الكبار).. وذلك لكونه أولا لكبار السن وصغار السن معا، ثانيا أنه يركز على الدراسات الجامعية، ثالثا أنه يركز على الآداب والفنون، ورابعا أنه للذين حصلوا على شهادات جامعية، ويريدون «الاستمرار»، كما في اسم «التعليم المستمر». الآن، مع ظاهرة التعليم المستمر «الجاد» في القانون والعلوم والكيمياء والفيزياء والأحياء،

يدخل التعليم المستمر مرحلة أبعد من التعليم المستمر «الممتع» في الآداب والفنون.. وفي كل الحالات، يمكن أن يكون «العلم في الكبر كالنقش في الحجر»، وليس «كالنقش في البحر».

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حسام عمارة يحذر من العنف البدنى والنفسى ضد الأطفال
كيف تتعاملين مع الصداع وقت الحمل؟
هل تغير لون عيني الطفل أمر طبيعي؟
كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟
كيف تساعد ابنك على اكتشاف موهبته؟

اخر الاخبار

غوتيريش يحذر من تصعيد خطير بعد الضربات الأمريكية لإيران
مصر تدين التصعيد في إيران وتحذر من عواقب خطيرة…
تستخدم لأول مرة بالتاريخ.. أقوى قنبلة غير نووية في…
المغرب يجدد التزامه بمحاربة خطاب الكراهية في الأمم المتحدة…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

أحمد الفيشاوي يكشف عن حلمه الذي يتمنى أن يحققه…
أزمة جديدة لمحمد رمضان مع عائلة مصرية بسبب أغنيته…
توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في…
مينا مسعود يؤكد أن فيلم في عز الضهر يعكس…

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

دراسات تؤكد فوائد زيت الزيتون في الوقاية من الأمراض…
تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء

الأخبار الأكثر قراءة