الرئيسية » نساء في الأخبار
المهندسة صفاء بنعمر

برلين - المغرب اليوم

انشغلت صفاء بنعمر بالتميز لغويا وعلميا قبل وصولها إلى إكمال العقد الثاني من حياتها، وإن كانت اكتفت من الاهتمام بالألسن الحين إلا أنها لا تزال منكبة على مسايرة تطورات العلوم الصناعية. وراكمت بنعمر، خلال السنوات الست عشرة الماضية، خبرة ميدانية في مجالَي اللوجستيك البري والجوي، وتصرّ على الاستمرار في هذا الدرب إلى حين تحقيق حلمها بالقفول من ألمانيا صوب المغرب.

ألمانية في البرنوصي
في عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، بمدينة الدار البيضاء، رأت صفاء بنعمر النور سنة 1984، وبهذا الحيز من "العاصمة الاقتصادية" اشتد عودها وانفتح ذهنها على طلب العلوم. تميزت صفاء، خلال الطور الثانوي، بالميل إلى دراسة الألمانية كلغة أجنبية ثانية جوار الفرنسية، وبمؤسسة الخنساء أفلحت في الحصول على شهادة الباكالوريا الخاصة بها. استمرت بنعمر في مسارها التعليمي بالانخراط في جامعة الحسن الثاني، لتحظى بدبلوم الدراسات العامة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في "حي الكليات" بالدار البيضاء الواقع على "طريق الجديدة".

بروز فكرة الهجرة
تكشف صفاء بنعمر أن حضور فكرة الهجرة لديها قد رُصد قبل إكمالها الربيع الـ18 من عمرها، واقترن ذلك بمساع تكوينية في دولة ألمانيا منذ حرصها على استكمال المرحلة الثانوية.
تقول صفاء: "ولجت معهد غوته بعد شروعي في تعلم الألمانية بمؤسسة الخنساء، وكان ذلك بغية نيل معدلات عليا في الامتحانات؛ لكن الخطوة قربتني من الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا ويحرصون على اكتساب اللغة".
أضحت بنعمر مقتنعة بأن إكمال التعليم العالي متاح أمامها في "بلاد غوته"، وانتظرت نيل "DEUG" في العلوم الاقتصادية قبل أن تقوم بتفعيل هذا الطموح على أرض الواقع.

في قلب أوروبا
وصلت "ابنة البرنوصي" إلى أراضي جمهورية ألمانيا الفيدرالية سنة 2004، مستقرة في مدينة "دورتموند" لأجل تعزيز قدراتها اللغوية في مدة زمنية جاورت ستّة شهور من الزمن، وتم قبول صفاء بنعمر في تكوين أكاديميّ عال بجامعة "نيداغاين"، في مدينة "مونشنغلادباخ" المتوسطة للطريق بين دوسلدورف والحدود الألمانية الهولندية، وجعلها ذلك تطمح إلى اكتساب صفة مهندسة صناعية.
أنهت الوافدة من الدار البيضاء مرحلتها الجامعية في فترة تعادل أربع سنوات، وقبل التخرج خاضت تدريبا بحثيا لنصف سنة وسط شركة "مان"، المتخصصة في صناعة الحافلات والموزعة إنتاجها عبر العالم.

العيش وسط الألمان
تكشف صفاء بنعمر أن تحقيق الاندماج وسط المجتمع الألماني يبرز الفرص الثمينة المتاحة في هذا البلد الأوروبي، خصوصا لذوي التوجهات العلمية الراغبين في الاستفادة من التقدم الصناعي السائد.
وتشدد المغربية نفسها على أن البيئة الألمانية تعلم الطلبة الأجانب الاعتماد على ذواتهم، دراسيا ومهنيا، وتفتح أمامهم إمكانات للحصول على تجارب أولية قبل أن يتخرجوا ويقرروا التوجه صوب عالم الشغل بدوامات كاملة.
"عززت مساري التعليمي العالي بتدريب في ميونيخ مع MAN، وفي منتصف المدة الجامعية كنت قد أمضيت 6 شهور أخرى في شركة بمدينة كولونيا، وصرت بفكرة عن العمل المطلوب ميدانيا"، تعلن المهندسة الصناعية.

صناعة الطائرات
تعاقدت صفاء بنعمر، منذ ما يزيد قليلا عن عشر سنوات من الآن، مع شركة "إيرباص"، الرائدة في صناعة الطائرات، والتحقت مهندسة صناعية بفرع هذه المؤسسة وسط مدينة "هامبورغ" الألمانية.
وتقول بنعمر: "العمل في هذا القطاع جعلني أكسب مدارك جديدة، وأنفتح على مهارات وازنة، متعاملة مع فئات مختلفة من المركبات الجوية، ثم غدوت متخصصة في إدارة المشاريع عند AIRBUS".
الخبيرة الصناعية عينها تفاخر بما قدمته، ضمن فريق عمل دوليّ كبير، من أجل المساهمة في بناء خط إنتاج ضخم للطائرات، وتواصل حاليا المهام الموكولة إليها في الحفاظ على الكلفة واستخدام منتجات بديلة.

رحيل في الأفق
تطمح صفاء بنعمر إلى أن تعيد البصم على هجرة أخرى، وتربط ذلك بالمدى البعيد لمخططاتها؛ لكنها هذه المرة تبتغي السير في الاتجاه المعاكس عبر الرحيل عن ألمانيا ومعاودة الاستقرار فوق التراب المغربي.
وتكشف المغربية، المقيمة في "هامبورغ" حاليا، أنها تطمح إلى العودة إلى الوطن الأمّ، برويّة حتى تتوفر كل الظروف المساعدة، من أجل المساهمة في جهود تنمية المملكة عبر نقل المعرفة إلى الجيل الأقل سنا.
تضيف المهندسة الصناعية: "أحلم بإنشاء مقاولة أستثمر من خلالها في كل ما تعلمته بألمانيا ضمن إدارة المشاريع؛ وهذا التخصص صالح لكل الميادين دون استثناء، بما في ذلك تدبير مجريات الحياة اليومية".

مستقبل اللغات
تنطلق صفاء بنعمر من تجربتها الخاصة، الممتدة بين سيدي البرنوصي البيضاوية وحيز استقرارها الأوروبي الحين، لتحسم بأن معالم المستقبل يمكن أن يتم تحديدها بوضوح عبر المراهنة على اللغات المكتسبة.
وتزيد المهندسة الصناعية أن الشابات والشبان المغاربة الراغبين في فتح آفاق أرحب أمامهم مطالبون بضبط حسن للغات التي تناسب أهدافهم، معتبرة أن هذه الخطوة تزيل عثرات البداية وتحفّز الطموحات كيفما كان نوعها.
"الديار الألمانية تبقى مانحة فرصا دراسية متميزة عن باقي الدول الأوروبية، وبخاصة أن التجريب متاح لكل من ابتغى ذلك؛ لكن الأساس يتمثل في توضيح المبتغى وعدم مجاراة مثبطات العزائم"، تختم صفاء بنعمر.

قد يهمك أيضًا : 

النشاط الصناعي في ألمانيا يواصل الانكماش خلال ديسمبر
تحسن النشاط الصناعي في فرنسا خلال تشرين الثاني الجاري

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نادية فتاح العلوي تؤكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار…
الطبيبة ألاء النجار تفجع بمقتل أطفالها وزوجها بعد قصف…
الأميرة للا حسناء تترأس الدورة الأولى للمجلس الإداري لمؤسسة…
تصريح قديم لإلهان عمر يعيد الجدل حول التطرف اليميني…
وفاة إينا كانابارو لوكاس أكبر معمرة في العالم عن…

اخر الاخبار

بوتين يؤكد امكانية حل الصراع بين ايران واسرائيل ويعرض…
واشنطن ترسل مزيدًا من السفن لاعتراض الصواريخ إلى شرق…
الولايات المتحدة تجلي مزيداً من موظفي سفارتها في بغداد…
بعد محادثات جنيف القادة الأوروبيون يجددون رفضهم لامتلاك إيران…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

أزمة جديدة لمحمد رمضان مع عائلة مصرية بسبب أغنيته…
توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في…
مينا مسعود يؤكد أن فيلم في عز الضهر يعكس…
كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

تصريح قديم لإلهان عمر يعيد الجدل حول التطرف اليميني…
وفاة إينا كانابارو لوكاس أكبر معمرة في العالم عن…
كامالا هاريس تتهم ترامب بمحاولة نشر الخوف لإسكات من…