الرئيسية » نساء في الأخبار
السفيرة الفرنسية في المغرب هيلين لوغال

الرباط _المغرب اليوم

لا يمكن قراءة ما تعرّض له شكيب بنموسى بسبب إحاطته الدبلوماسية لفائدة السفيرة الفرنسية في المغرب، هيلين لوغال، بخصوص تقرير النموذج التنموي الجديد، من زاوية واحدة، بل وجب التعامل معه وفق ما تمليه العلاقات المغربية الفرنسية آنيا من جهة، وشخص هيلين لوغال من جهة ثانية.فالمنطق المتعارف عليه لا يمكن ان يستسيغ استسلام سفير مغربي، سبق له ان اشتغل وزيرا للداخلية، بسهولة بين يدي سفيرة فرنسية رغم دهاءها ومسارها الديبلوماسي المتفرد. ولذا فإن الإدلاء بإحاطة مهما كانت مركزة، حول المرحلة التي وصل اليها إنجاز التقرير، ولو من زاوية تبادل المعطيات بشكل بروتوكولي بين سفيرين، يجب أولا أن يخضع للمساطر المعمول بها دبلوماسيا، خاصة إذا كان بنموسى تحدث مع هيلين بصفتيهما الديبلوماسية كسفيرين، وبالتالي فالمحتمل هنا طبعا، هو أن بنموسى استشار في الأمر رئيسه المباشر؛ الذي هو وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، قبل ان يقدم على هذا الفعل.

لكن تصرف هيلين لوغال يثير أكثر من علامة استفهام ولا يمكن اعتباره تصرفًا سادجا ولا بريئا، أو غير خال من خلفية سياسية ونية مبيتة.

إن هيلين لوغال تعرف جيدًا أن ما دار بينها وبين شكيب بنموسى يكون عادة موضوع تقرير ترفعه إلى سلطات بلادها، وليس قابلًا للنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

فالسفيرة الفرنسية، ذات التكوين الجيد والتجربة الطويلة، ولجت وزارة خارجية بلادها سنة 1988 وعمرها لا يتعدى 21 سنة.

وقد شغلت عدة مناصب في افريقيا وكندا وأوروبا وإسرائيل. وبفضل كفاءتها كانت أول امرأة فرنسية تم تعيينها قنصل عام بكبيك، وأول امرأة مستشارة في الشؤون الافريقية بالإليزيه في عهد الرئيس فرانسوا هولاند، وأول امرأة تسند لها فرنسا سفارتها بإسرائيل سنة 2016، بعدما شغلت بها منصب السكرتيرة الأولى، وكذلك أول فرنسية يتم تعيينها سفيرة بالمملكة المغربية.

وحينما كانت مستشارة للرئيس هولاند، سألها صحفي فرنسي عن أسباب الحملة التي كانت تشنها الصحف الفرنسية ضد المغرب، فأجابته ببرودة دم أن الأمر يدخل ضمن أدوات التفاوض.

وللتذكير، فإن جمهورية رواندا رفضت اعتماد هيلين لوغال كسفيرة فرنسا لديها بداية 2012، لأسباب ظلت مجهولة، مما خلق أزمة ديبلوماسية بين البلدين أدت إلى استدعاء فرنسا لسفيرها بكيغالي قصد المشاورة. كما راجت أخبار حول طلب السلطات الإسرائيلية لنظيرتها الفرنسية تغيير هيلين لوغال التي شغلت منصب سفيرة بتل أبيب بين 2016 و2019…

لكل هذه الأسباب وغيرها، يمكن اعتبار عبارات “الشكر” من هيلين لوغال لشكيب بنموسى على تويتر بمثابة قبلة يهوذا للمسيح، المقصود منها ليس الشكر، بل ربما خلق البلبلة والتشويش على المغرب الذي يزعج فرنسا باستقلال قراراته السياسية واختياراته الاقتصادية، أو ربما قد تكون فرنسا ضاقت من شكيب بنموسى وتريد تغييره عن طريق خلق وضع لا يحسد عليه مع سلطات بلاده ومع مواطنيه.

والذين يعرفون شكيب بنموسى يجزمون أنه الرجل ليس بينه وبين الديبلوماسية “غير الخير والإحسان”، وأن تكوينه يؤهله لشغل مناصب أخرى كمدير عام صندوق الإيداع والتدبير (CDG) الذي أوصله عبد اللطيف زغنون إلى أسفل السافلين، أو پاطرون المكتب الشريف للفوسفاط الذي يديره مصطفى التراب منذ 2006.

لكن، وبغض النظر عن فخاخ فرنسا وأجهزتها، المطروح حاليا، هو أن رئيس لجنة النموذج التنموي، معرض في هذه المرحلة الهامة لحملة وطنية تدعوه الى الاستقالة الفورية، لكونه قدم معلومات حساسة لجهة أجنبية اصبحت تضايق المغرب منذ سنين وتشوش على تحركاته ومساره التنموي.

ولعل الاسئلة الكثيرة التي تتناسل بكثرة تسير في اتجاه تضخيم الموضوع، بل وتحويله إلى فضيحة حقيقية، مادام وزير الداخلية الاسبق، وقع ضحية فخ متقن الأحباك من طرف الأجهزة الفرنسية.

والثانية ان التقرير لا يمكن ان يدلى به لأي جهة كانت قبل ان يرفع الى أنظار جلالة الملك، خاصة أن عاهل البلاد طلب ان يكون هذا التقرير “مغربي-مغربي”، أي دون حشر أية أطراف أجنبية في صياغته أو توجيهه.

ثم إن  ما قد يعمق جراح رئيس لجنة النموذج التنموي شكيب بنموسى، هو توفره على الجنسية الفرنسية، لأنه في هذه الحالة سيجد نفسه محتارا في حسم اختياراته، بخصوص أي جهة تستحق خدمة أولى وأكثر تفاني، هل هي الجهة التي ينتمي لها بالأصل والهوية، أم الأخرى التي ينتسب اليها بالانتماء الجديد؟

كما أن المشكل المطروح حاليا هو أن التقرير لا يزال لم يكتمل بعد، وأن رئيس اللجنة طلب تمديد المهلة، وبالتالي فعن أي تقرير تحدث بنموسى امام السفيرة، مادام التقرير لم يجهز بعد.

ومما يمكن استخلاصه أيضا في هذه الأزمة، هو أن هذه اللجنة تتوفر على سيدة تكنى أقلعي ورجل يكنى الترابي، وهما صحفيان مشهود لهما في الوسط الإعلامي والمشهد السياسي بالكفاءة والخبرة، وقد تم تعيينهما من أجل التواصل الاعلامي، بخصوص انشطة اللجنة بل وايضا بخصوص مشاكلها، لكن إلى اليوم، لم يصدرا بعد بلاغات حول هذا الموضوع أو غيره، رغم أن الامر لا يتطلب اكثر من 10دقائق لصياغة بلاغ توضيحي حول ما حصل بالضبط. فهل تم تهميشهما؟

وهنا يصح لنا ان نقول لسي بنموسى وغيره من أعضاء هذه اللجنة، إنكم، جميعا، لم تستطيعوا إزاحة حجرة صغيرة عن طريقكم، ولم تقدروا على حل مشكلة بسيطة اعترضتكم، فكيف بالله انتم قادرون على اقتراح نموذج تنموي لحل مشاكل الحاضر والمستقبل؟..و هكذا يصح عليكم المثل الشهير: “كون الخوخ يداوي كون داوى راسو”.

قد يهمك ايضا

لقاء مرتقب بين الملك محمد السادس وأعضاء لجنة النموذج التنموي

نقابيون يطالبون "لجنة بنموسى" بمحاربة الريع في نموذج التنمية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نبيلة منيب تدعو إلى إصلاحات جذرية وإطلاق سراح معتقلي…
قرار ترامب بإلغاء الحماية الأمنية عن كامالا هاريس يثير…
أول مسلمة باكستانية تتولى حقيبة الداخلية في بريطانيا
إيفيت كوبر تتسلم حقيبة الخارجية البريطانية في أحدث تعديل…
في ذكرى رحيلها الأميرة ديانا أيقونة الجمال والتواضع وحب…

اخر الاخبار

نتنياهو يعتذر رسميًا لقطر عن الهجوم على الدوحة ويتعهد…
انجراف سفينة شحن هولندية عقب استهدافها بهجوم في خليج…
السلطة الفلسطينية ترحب بجهود ترامب لوقف الحرب على غزة
وزراء خارجية دول عربية وإسلامية يرحبون بجهود ترامب لانهاء…

فن وموسيقى

جنات تظهر مع ابنتيها للمرة الأولى وتشارك الجمهور تفاصيل…
حسين فهمي يرفض مليون دولار حفاظًا على هوية مهرجان…
مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…

أخبار النجوم

سيرين عبد النور تنتقد السوشيال ميديا وتقول عايشين مع…
نجاة أحمد السقا من حادث سير مروع أدى إلى…
إيمان العاصي تثير قضية الميراث من جديد في مسلسل…
إخلاء سبيل المطربة بوسي من النيابة بعد انتهاء التحقيقات

رياضة

رونالدو يتجاوز المغربي حمد الله ويصبح الهداف التاريخي للنصر…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في…
عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…

صحة وتغذية

إحتجاجات شبابية في المغرب ضد أولوية الملاعب على حساب…
علماء بريطانيون يعيدون شباب الخلايا الجلدية 30 عاما ويفتحون…
وزير الصحة المغربي يستنفر مصالحه لمواجهة الغيابات والتأخرات غير…
دراسة تكشف دور النوم العميق في تنظيم سكر الدم…

الأخبار الأكثر قراءة

إيمان خليف تنفي اعتزال الملاكمة وتؤكد التزامها بمسيرتها الرياضية
نساء عربيات يقُدن جهودا إنسانية مؤثرة على الساحة الدولية
جدل واسع في مصر بعد مقترح برلماني لتعديل مواعيد…
بيلا حديد تعبر عن فخرها بجذورها الفلسطينية بإطلالات استثنائية…
كايا كالاس تحذر من استبعاد أوكرانيا وتصف محادثات ترامب…