الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون

غزة - وكالات

ي تناقض مع قصيدته "في حضرة الغياب"، لم يكن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش غائبا، بل حضر بكل عنفوانه الإنساني والشعري، وتناثرت كلمات قصائده على ألسن الحضور من أدباء وشعراء وحتى سياسيين فلسطينيين أحيوا مساء الأربعاء حفل تسليم جائزة درويش للإبداع. فقد سلمت مؤسسة محمود درويش جائزة الإبداع في دورتها الرابعة -التي أطلقتها المؤسسة تخليدا وتكريما للشاعر الراحل بعد وفاته- ضمن مهرجان ثقافي أقيم بجامعة النجاح بمدينة نابلس حضرته  شخصيات أدبية وسياسية فلسطينية، من بينها رئيس الوزراء سلام فياض وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، وهو رئيس مؤسسة محمود درويش. وتزامن إعلان الجائزة مع يوم الثقافة الوطني الفلسطيني الذي اختير أيضا ليتزامن مع يوم ميلاد الشاعر الراحل درويش تكريما وتقديرا له. ومنح الأديب الفلسطيني وأستاذ الشاعر درويش حنا أبو حنا الجائزة الأولى، في حين عادت الجائزة الثانية لمؤسسة "سندباد آكت سود" الفرنسية للطباعة والنشر، وكانت المفاجأة بمنح المفكر السوري الدكتور جلال صادق العظم جائزة الشرف الخاصة التي تعلن لأول مرة هذا العام. معايير درويش ورأى الأديب الفلسطيني محمود شقير عضو لجنة التحكيم، التي ترأسها لهذا العام الناقد الفلسطيني فيصل دراج، أن اللجنة حاولت في دورتها هذه أن تكون مخلصة لأفكار الشاعر درويش التي عبّر عنها في ممارسته الكتابية. وأضاف أن اللجنة اعتمدت في حكمها النقدي على القيم الأساسية التي جسدها درويش إبداعا وممارسة، والتي جمعت بين أخلاقية الكتابة والإرادة المتمردة، التي تهجس بعالم عادل محتمل، وأن منحها للأديب حنا أبو حنا هو اعتراف بدوره في إغناء وتجديد الثقافة الفلسطينية الوطنية. في حين كان منح الجائزة الثانية لمؤسسة النشر الفرنسية "آكت سود" بفعل المساهمات في ترجمة الأدب العربي -من خلال رواده كنجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وصنع الله إبراهيم- في الغرب، لتعد بذلك أول مرجع بين دور النشر الفرنسية، إلا أن فكر درويش وأدبه حظيا بترجمة خمسة عشر عملا له ليحتل المرتبة الأولى بين الأدباء المترجمين، وهو ما شكل دافعا وراء منحه" آكت سود" الجائزة الثانية، كما يقول شقير. ويؤكد شقير أن صفات لم تحالف الكثيرين من الأدباء العرب كما حالفت جلال صادق العظم كالفصل بين المعرفة والحياة الاجتماعية، ودفاعه الحاسم عن العقلانية وحرية الرأي والتعبير كما عبّر في دراسته العلمية "الصهيونية والصراع الطبقي"، ليمنح بذلك جائزة الشرف الخاصة. وخلال الحفل قال الأديب حنا أبو حنا في كلمة مقتضبة للجزيرة نت إنه تفاجأ بفوزه بالجائزة وتمنى أن يكون يستحقها فعلا، مؤكدا أنه سيحافظ عليها. الكاتب عادل الأسطة: المعايير مختلفة لدى كل لجنة وهي تواجه اعتراضات بلا شك (الجزيرة) تعزيز الثقافة من جهته قال سمير هلال مدير مؤسسة درويش أن الجائزة تمنح لشخصيات ومثقفين مبدعين ملتزمين بالمبادئ والقيم التي آمن بها درويش مثل الديمقراطية والتحرر والإبداع والتنوير وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وتعمل اللجنة  على إحداث حراك ثقافي واسع بين المثقفين الفلسطينيين والعرب والإعلاميين خاصة وأنها تجمع بين النثر والشعر ومجالات الثقافة الأخرى، وبالمشاركين عربيا وعالميا، لتشكل رافعة من أجل تطوير الثقافة الوطنية والديمقراطية. ولا تقتصر الجائزة على الأدب، بل هي مفتوحة لجميع مجالات الإبداع الثقافي -وفقا لهلال- وتهدف لتعزيز دور المثقف والثقافة الفلسطينية وغيرها، ولتحفيز الكتاب والمبدعين الفلسطينيين والعرب بهدف تطوير الذائقة الأدبية الفنية وتطوير الإبداع الخاص بهم، وصولا إلى المستويات الرفيعة والعالية التي وصلها درويش. ورغم أنها تساهم في إحياء أدب درويش وفكره، تبقى معايير منح الجائزة مهمة، كما يقول الكاتب الفلسطيني والناقد الدكتور عادل الأسطة، "فلكل لجنة آراؤها وبلا شك هناك اعتراضات لعدم منحها أيضا لأشخاص كثيرين ربما يكونون هم الأجدر، لكن لا يعني أنها لم تذهب لمن لم يستحقوها". أما بالنسبة لعائلة درويش فالجائزة تعني الكثير، كما يقول شقيقه الأكبر أحمد الذي حضر والعائلة الحفل، فهي لا تزال تتألم لفراق الشاعر الكبير، لكن التكريم الفلسطيني له عبر الجائزة ومتحف أعماله والمؤسسة التي سميت باسمه تبدد هذا الحزن وتعوض "الخسارة" برحيله. وعلى هامش الحفل، عرض الفنان الفلسطيني عطا يامين لوحات تشكيلية تناولت كلمات وعبارات من قصائد درويش، في فن يطلق عليه يامين "تناغم الكلمة والصورة" بحيث يكون الرسم والخط بمعنى واحد. كما تم تكريم رمزي للشاعرة النابلسية الراحلة فدوى طوقان، في حين عزفت فرقة "الكمنجاتي" الموسيقية ألحانا وأغنيات من قصائد درويش.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يُصادق على تعديل قانون المسطرة الجنائية…
حزب الاستقلال يدعو وزير الداخلية المغربي إلى سرعة مراجعة…
الشعب المغربي يحتفل بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة…
نزار بركة يستقبل وفد الحزب الشيوعي الصيني ويؤكد تقاطع…

فن وموسيقى

نانسي عجرم أول فنانة عربية في جاكرتا وجدول حفلات…
كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…

أخبار النجوم

سولاف فواخرجي تعرب عن سعادتها برفع العقوبات جزئيا عن…
ريم البارودي تخوض تجربة جديدة بعيداً من الدراما
فتحي عبدالوهاب يكشف تفاصيل حياته الشخصية وأولوياته الفنية وأعماله…
حنان مطاوع تعرب عن سعادتها بتكريم مهرجان المسرح العالمي

رياضة

المغربي أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…

صحة وتغذية

تقنية روسية جديدة لعلاج السرطان دون ألم أو جراحة
تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…

الأخبار الأكثر قراءة