الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون

جده - المغرب اليوم

قدوم العيد الكبير أو ما يسمى بعيد الأضحى، يعني التجهيز الكامل للاحتفال، واستقبال الأهل والأقارب، وتبادل المعايدات، وكما تقتضي الحاجة وكما هو معروف عند كل بلد ومنطقة عن أعرافها وعاداتها لهذه المناسبة، فطقوس أهل الحجاز تختلف كلياً عن أي منطقة، خاصة منطقة الحرمين، التي يتم فيها أداء مناسك الحج، ويشتد الازدحام بها؛ نظراً لقبول الحجاج عليها. اختلاط الحجيج بأهل البلد تحدثت المطوفة «فاطمة ألماس» لـ«سيدتي.نت» عن الحج قديماً، وكيف يتعامل الحجيج مع أهل البلد، فأوضحت «أن الحج قديماً كان مختلفاً اختلافاً كلياً عن الأيام الحالية؛ حيث كان أهالي البلد مختلطين مع الحجاج في السكن والمعيشة، وخدمات الحجاج التي تسمى الرفادة؛ وهي إكرام الحجاج لمدة 3 أيام عند وصولهم، فكان تمركز الحجاج عند الحرم في مناطق: «الغزة، والقرارة، والشعب، والشامية، وأسواق المدّعة، وزقاق الصوغ، والقششية»، بحيث يتنقل الحجاج بواسطة المواصلات القديمة والبسيطة. أكثر الحجاج يفضلون زيارة قبور: «المعلاة، وغار حراء، وجبل ثور»؛ وذلك لأهمية زيارتهم لـ«عرفة ومنى والمزدلفة»، حيث تلك المناطق المقدسة تترك لهم أثراً كبيراً في نفوسهم بتداولهم التصوير في هذه المناطق. أكلات خاصة للعيد الكبير بيّنت السيدة «صباح شافعي» لـ«سيدتي.نت» قائلة: «في الزمن السابق كانت الفتيات في سن الزهور متحملات لمسؤولية المنزل عن والدتهن في جميع النواحي، وكانت الأم تقضي لهن احتياجاتهن لجميع الأغراض، ومعظم المشتريات تكون للأطفال لتفريحهم بالعيد، وباقترابه يتم النزول للسوق؛ لشراء جميع الحاجيات من ملبس، ولوازم الطعام والمشرب؛ لتلافي زحام الزوار لبيت الله. وفي بعض الأحيان تقوم البائعات بالذهاب إلى البيوت، وتجتمع السيدات للشراء بدلاً من الخروج إلى الأسواق. وفي العيد يغيب الرجال عن البيوت؛ لخدمة الحجيج أو الحج 3 أيام العيد، وتجتمع السيدات كل يوم في بيت أحد الجيران؛ لقضاء السهرة، وتسمى هذه الأيام «بالخُلّيف»، حيث خلو الأحياء من الرجال، وسكون السيدات في بيوتهن على سهرة بالدفوف، والمعمول والغريبة والشابورة والنُقُل «مجموعة من أنواع المكسرات مع الحمص وعين الجمل». وأول أيام العيد يتم ذبح الأضحية، والجار يعطي جاره، بجانب طبخ أنواع من الأصناف المشهورة عند كل منطقة وبلد، كأرز الحمص والمقلقل، بجانب الشريك والفتوت، فتحرص معظم بيوت الحجاز على جلب كمية كبيرة من الشريك والفتوت خلال أيام العيد؛ ليقدم مع الجبن الأبيض والحلوى الطحينية والهريسة الحمراء واللّدو واللّبينة؛ وهي ما يطلق عليها أهل الحجاز «النواشف»، وقديماً كانوا يسمونها التعتيمة، وأيضاً بيع البليلة والترمس والفول واللوبياء وقمر الدين. ترتيبات خاصة من أجل الأضحى وتستطرد السيدة «صباح شافعي» عن عادات أهل الحجاز في موسم الحج، بعض العادات الجميلة والمخصوصة التي كانت في السابق، وبعضها لا يزال موجوداً إلى الآن، منها: «أنه إذا دخل الحج توقف الناس عن شراء اللحم من السوق؛ وذلك لكثرة الهدي الذي يذبح من الحجاج، فكان الناس يمسكون عن شراء اللحم من الجزَّارين؛ لأن هذه اللحوم معرضة للتلف، أو أنها تكون مريضة أو هزيلة أو متردية أو نطيحة، فلا يأكلون اللحم تلك الأيام. وشراء الوزف والسمك الناشف والربيان المجفف، ويطبخون منه في أيام الحج على الأرز والعدس، وكان له طعم ومذاق خاص، بجانب خبز حلوى المعمول والغريبة في جميع البيوت، وتعمل كميات كبيرة، ثم يذهب بها إلى الأفران، ويرجع بها إلى البيت، ويأكل منها أهل البيت حتى انتهاء الموسم، وخروج النساء يوم عرفة إلى المسجد الحرام صائمات؛ للفطور في الحرم، وأداء صلاة المغرب والعشاء بالمسجد الحرام، وبعد الخروج يشترين الألعاب لأبنائهن وبناتهن؛ احتفاءً بالعيد. وبالنسبة للسكن، فمعظم البيوت تكون مؤجرة للحجاج، سواء كانوا مالكيها مطوفين أم لا، واختلاط أهل البيت بالحجاج وإكرامهم بالطعام ومشاركتهم بالأغراض الأساسية للمبيت، وعند الإيجار يتم نقل جميع الأثاث لملحق فوق المنزل والمبيت فيه، أما لغير المؤجرين فأثاثهم يتغير بحاجيات بسيطة يتم الاستعداد لها قبل الزحام؛ نظراً لإقبال العيد واستقبال الجيران والأقارب، والبعض يبقي على أثاثه دون تغير، فبيوت الأثرياء يفرشونها بالبسط الإيرانية الصوفية، بل وكثير من متوسطي الحال يفرشون الحجر بها على اختلاف الجودة، والطبقة الأقل، ومن هم دون الوسط يفرشون غرفهم بحنابل من القطن مخططة بالأسود والأحمر». الحداثة وأثر التغيير العمراني وأعربت السيدة «مريم كعكي» لـ«سيدتي. نت» قائلة: «الزمن الحديث متغير كلياً لعادات زمان، فتوسّع البلاد وتباعد المناطق السكنية التي أصبحت بعيدة نسبياً عن منطقة الحرم، أدى ذلك إلى الحصول على بعض الحرية للخروج أيام العيد وقضاء ما يناسب الاحتياجات بكل سهولة، فزمن أمهاتنا وجداتنا لم يعد يفيد الآن، وخاصةً في المواسم التي تستغلها الفتيات لقضاء احتياجاتهن وشراء مستلزماتهن؛ نظراً لملاقاتهن قريباتهن والتمتع بمظهر جميل ومختلف، فالعيد يأتي بتجديد لهن، ويعتبر تجديد أثاث المنزل أمراً لابد منه كل عام، فذلك يعتبر أمراً مختلفاً عما كنت عليه وأنا في الصغر، فالتسوق كان أمراً نادراً، وخروجي من المنزل كان شيئاً غريباً، فوالدي هو من يقضي لنا من السوق». تغير الأسواق والأسعار عبَّر لنا المطوف «أنمار عمر بلخي» موضحاً أن أمر أهل البلد تغير الآن مع تطور الحال، ونشأت الكثير من الفنادق القريبة من المواقع المتميزة، بانتشار المطاعم التي أغنت عن أكل البيوت، وانتشار الأسواق مما ساعد على الخروج إليها بسهولة. بينما قال التاجر «عبدالمجيد باريان» لـ«سيدتي. نت»: «يقوم اقتصاد الحجاز، وبشكل رئيس، على بيع السلع والمنتجات للحجاج والمعتمرين، لذا تكثر الأسواق المركزية والمراكز التجارية فيها، وقد شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في أسعار بعض السلع، وهو ما يعتبر أمراً طبيعياً في مواسم الحج، وأن الزيادات لا تتجاوز عشرة ريالات في معظم الأحيان، ومازال ارتفاع أسعار بعض السلع يسهم في إحجام بعض المعتمرين عن الشراء، مما جعل البائعين يبحثون عن بدائل بأسعار أقل. حالياً التوجه يتركز على بعض المنتجات السعودية؛ بسبب اعتدال أسعارها، وعدم خضوعها لتقلب الأسعار في الأسواق العالمية».

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب

اخر الاخبار

تصريح "قتل الأطفال كهواية" يُشعل عاصفة سياسية في إسرائيل
ترامب يلمح إلى أن تشخيص بايدن بالسرطان كان معروفاً…
البيت الابيض ينفي صلة ترامب بطائرة قطرية ويؤكد انها…
الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن الطفل محمد سرحان ويواصل اعتقال…

فن وموسيقى

عادل إمام أيقونة الكوميديا والسياسة يحتفل بـ85 عامًا و6…
نانسي عجرم أول فنانة عربية في جاكرتا وجدول حفلات…
كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…

أخبار النجوم

هالة صدقي توثّق حفاوة استقبالها في تونس
الفنان تامر حسني ينجح في تسجيل رقم قياسي جديد
أحمد الفيشاوي يعلن عودته الى السينما بمفاجأة كبيرة
كريم عبد العزيز يعلن رأيه في لقب "نمبر وان"

رياضة

المغربي أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…

صحة وتغذية

وزارة الصحة تحذر من تنامي انتشار ارتفاع ضغط الدم…
8 خطوات بسيطة تسرّع تعافي الأمهات الجدد بعد الولادة…
تقنية روسية جديدة لعلاج السرطان دون ألم أو جراحة
تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…

الأخبار الأكثر قراءة