الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
التراث في مدينة حمص

حمص ـ سانا

يلعب التراث العمراني لأي بلد دورا هاما في تشكيل هوية الإنسان الجديد ووعي الأجيال القادمة لهويتها الوطنية المميزة والمباني التراثية هي إحدى تلك العناصر الوطنية التي دخلت في ذاكرة السوريين وتشكل جزءا منها ويستقر في مخيلتهم طرازها وجمالها أو غرابتها وفرادتها.2
وقال المهندس نهاد سمعان الباحث في تاريخ حمص ونائب رئيس لجنة التراث بنقابة المهندسين بالمحافظة لنشرة سانا الثقافية إن مدينة ابن الوليد تذخر بالمباني التراثية التي تعبر عن الذوق الرفيع والأصالة والرقي المتجذر عبر التاريخ مشيرا إلى أن أهم المباني التراثية تقع خارج نطاق المدينة القديمة مثل مبنى جامع خالد ابن الوليد الذي صار اليوم عمره 100 عام تقريباً وهو ليس بالمبنى القديم لكنه من أهم المباني التراثية وهو موجود في ذاكرة كل حمصي اضافة إلى مبنى قيادة الموقع الذي كان قائماً شمال الساعة الجديدة وقد وقف على شرفة هذا المبنى أغلب حكام سورية بدءا من الملك فيصل العام 1919 حتى الرئيس حافظ الأسد العام 1970.
وأضاف سمعان أنه حتى مبنى الساعة الجديدة نفسه أصبح من المنشآت التراثية الحمصية وكذلك مقهى الروضة بشقيه الشتوي والصيفي وبناء المسرح وسينما الكندي والبلدية القديمة والمتحف مع أن بناءه يعود إلى العام 1923 والاسواق القديمة المسقوفة والمكشوفة والحمامات بطابعها المميز أيضاً والمنتزهات ومقاهي العاصي كالميماس ..ومقهى ديك الجن وعبارة وغيرهم حيث تسكن هذه المنشآت العامة والخاصة في ذاكرة كل من مر بها.3
وذكر الباحث أن المدينة القديمة مليئة بالمباني التراثية أيضا مثل بيت الزهراوي وبيت عبدالله فركوح وبيت سليمان فركوح مطعم الآغا وبيت مفيد الأمين وأغلب الجوامع والكنائس من جامع أبو لبادة إلى الجامع النوري الكبير وكنيسة الأربعين والقديس اليان وكنيسة أم الزنار وجامع الفضائل وحمام السراج وغيرها من المباني الدينية والسكنية التي تشكل بطرازها وهيبتها وبما مر عليها ذاكرة حمص التاريخية.
وأوضح الباحث أن أهم ما في المدينة القديمة هو النسيج العمراني أي الحارة بأزقتها والحجارة المرصوفة بها وطواريقها ومرابط الخيل الموجودة في جدرانها وسيباطاتها وأقواسها وحجارتها السوداء وتعديات وتجاوزات شرفاتها على الأزقة وبروزات بعض الغرف في الطوابق العلوية على تلك الأزقة ما ترميه من ظلال عليها وباختصار المدينة القديمة كلها منشأة تراثية.
وأشار سمعان إلى أن المدينة القديمة خلال الأزمة تعرضت لأضرار بالغة تتفاوت هذه الأضرار بين منطقة وأخرى وهناك بعض المباني ولحسن الحظ هي قليلة بحاجة إلى إعادة إعمار لفداحة الضرر الحاصل بها أما غالبية المباني فهي بحاجة فقط إلى ترميم وبعضها ترميم بسيط وكلها يمكن ترميمها لتعود كما كانت قبل الأزمة في حال توفر الامكانيات والظروف المناسبة.
وقال إن لجنة التراث قدمت خطتين.. خطة إسعافيه سريعة لإنقاذ المباني الآيلة للسقوط لإنقاذها بالسرعة الممكنة حتى لا يتفاقم الضرر وتتضاعف الكلفة وخطة أخرى لإعادة ترميم وتأهيل المباني التراثية والأثرية اضافة إلى بعض الوثائق لتعاد هذه المباني إلى ما كانت عليه وعددا من الحلول والاقتراحات المناسبة لحل المشكلات الحقوقية والقانونية لهذه المباني ووضعنا خبرتنا تحت تصرف من يريد العمل في هذا الشأن.
وأضاف أن لجنة التراث بنقابة المهندسين تسعى بوسائلها الخاصة لتأمين التمويل اللازم من أفراد مهتمين وجمعيات ومؤسسات خاصة لترميم بعض هذه الأبنية والحفاظ عليها والعمل على الاستفادة منها.
وأوضح المهندس عامر السباعي رئيس لجنة التراث بنقابة المهندسين بحمص ان لجنة التراث ركزت عملها منذ الأشهر الأولى للأزمة عام 2011 على توثيق المباني الأثرية في المدينة القديمة تاريخيا وهندسيا مع تجميع وتوثيق الصور وتحقيقها زمنيا ومكانيا لوضعها في خدمة الاختصاصيين والباحثين عند انتهاء الأزمة.
ولفت السباعي إلى أن اللجنة كثفت جهودها في هذا المجال استغلالا للوقت بالحاضر وتجهيزا للمستقبل إضافة إلى تجميع الصور عن الأضرار التي لحقت بالمباني والمواقع الأثرية بغية تجهيز قاعدة بيانات لكل مبنى يتضمن كافة الوثائق مدعمة بالصور ليكون التقرير جاهزا عند الطلب مشيرا إلى أن هذا العمل بدا واضحا في التقرير المصور الذي قدم عن جامع خالد بن الوليد حيث تم تحديد الأضرار وتقديم مقترحات الحماية والتدعيم الإسعافي وخاصة للعناصر الآيلة للسقوط وتبيان خطورة كل عنصر إنشائيا على سلامة المبنى أو على سلامة الزوار.
واختتم السباعي حديثه بقوله إن الحفاظ على التراث مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع لأن التراث نشأ بالشعب ويجب الحفاظ عليه عبره موضحا ان لدى سورية10 آلاف موقع أثري منتشر على أراضيها فالمشاركة الشعبية هي أساس عمليات الحفاظ وصيانة الاثار وبدونها تصبح هذه العملية كرأس بلا جسم

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الأميرة للا حسناء وزوجة ماكرون تدشنان المسرح الملكي بالرباط…
نغمات ماريمبا نسمة عبد العزيز وفيولينة محمود عثمان بالمسرح…
قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد
الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام

اخر الاخبار

هجوم إسرائيلي يستهدف قوات اليونيفيل في جنوب لبنان
سموتريتش يطالب نتنياهو بإقرار بسط السيادة على كل المناطق…
صورة من بكين لخصوم أميركا تحمل رسائل مباشرة وتثير…
ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفياً سبل التعاون…

فن وموسيقى

منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…
مي عز الدين تكشف العديد من أسرار حياتها الشخصية…
الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…

أخبار النجوم

مطالب بالتحقيق مع روبي بسبب تصريحات مثيرة للجدل في…
نقابة الفنانين تؤكد أصالة لا تشارك في معرض دمشق…
أسيل عمران تكشف كواليس صعوبة تجسيد شخصية صابرين في…
حسين الجسمي يقدم اللون المصري بروح عصرية في أغنية…

رياضة

فيفا يكشف أرقام سوق الانتقالات العالمية والأندية تنفق 97…
مورينيو يؤكد تلقيه عرضًا من الأهلي المصري ويُعلن رفضه
إنفانتينو يؤكد أن المغرب قوة كروية وتتويجه الثالث بالشان…
محمد صلاح يشيد بآرسنال ويؤكد استمرار صراع اللقب مع…

صحة وتغذية

وزارة الصحة المغربية تعرض النسخة النهائية من مرسوم الأدوية…
رائحة الفم الكريهة مؤشر مبكر لمضاعفات السكري وأمراض اللثة
زراعة القلب الجزئية تمنح الأمل لأطفال يعانون من اضطراب…
الأطعمة فائقة المعالجة تسبب زيادة الوزن وتدهور الخصوبة

الأخبار الأكثر قراءة