مراكش - ثورية ايشرم
تضيف عربة "الكوتشي" نكهة فريدة لمدينة مراكش الساحرة، وتميزها عن باقي المدن المغربية، فما زالت تحافظ على بقائها رغم كل العوائق والمنافسة التي تشهدها مع وسائل النقل الأخرى السياحية منها او الحضرية، وهي الوسيلة التقليدية المراكشية التي استطاعت أن تثبت وجودها، وأحقيتها عن جدارة واستحقاق نظرًا للإقبال الذي تعرفه من قبل السياح الأجانب، الذين يفضلون الاستمتاع بطقس المدينة وجمالية مناظرها الخلابة أثناء التجوال "بالكوتشي" المكشوف الذي يستمتع كل من اختاره ، وحتى سكان المدينة الذين يفضلون "الكوتشي" الذي يقدم خدماته ذات الطابع التقليدي ، فيما تشهد الأحياء المراكشية القديمة استعمال هذه العربات الأنيقة التي يجرها حصانين بربرين لنقل سكانها وسياحها لقدرتهما الجلية على السرعة والتحمل وشق كل الشوارع حتى الضيقة منها. وتعتبر "الكوتشي" مظهر من مظاهر حفاظ المراكشيين وتشبثهم بتراثهم الثقافي والحضاري الذي تزخر به هذه المدينة، تبين حرصهم على عدم التفريط فيه أو تركه عرضة للضياع رغم الإكراهات التي فرضت عليها خلال العقود الماضية يدل على الروح الشعبية والتقليدية التي يمتاز بها اهل المدينة الحمراء. تتميز هذه العربات بشكلها الجميل والراقي الذي تتجسد فيه كل معاني الأصالة والعراقة التي تحتاج شهورا طويلة لصنعها من رسم ونقش الزخارف المذهبة التي تتطلب الصبر، والمهارة التي تميز الصانع التقليدي الذي يصنع ويبدع تلك الزخارف، والنقوش التي تضفي على العربة جمالية وتجلب لصاحب الكوتشي احترام الناس لاهتمامه بها وبنظافتها ونظافة الأحصنة . و رغم المنافسة التي يعرفها "الكوتشي" مع الحافلات السياحية العصرية التي اصبحت مراكش تعج بها ووسائل النقل الحضارية الا انها تبقى الوسيلة الاكثر اقبالا بحكم ما تتميز به من عراقة وثقافة تميز المدينة الحمراء وترسم تلك اللوحة الفنية التي تمزج بين صوت الاحصنة وهي تجر العربة وبين الاستمتاع بمناظر مراكش التي تسحر العين والقلب.