الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

الرباط - المغرب اليوم

يبدأ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جولة دبلوماسية إلى القارة الإفريقية في الأسابيع المقبلة لمناقشة سبل تعزيز التعاون البيني، يرتقب أن تشمل المملكة المغربية، حسب مصادر إعلامية دولية، سعيا من قصر الكرملين لبسط نفوذه السياسي بدول شمال ووسط “القارة السمراء” بعد تراجع الحضور الفرنسي.

وتبعا للمصادر الإعلامية سالفة الذكر، تنطلق الجولة الإفريقية الثانية لوزير الخارجية الروسي الأسبوع المقبل، دون أن يصدر بلاغ رسمي عن الجهاز الدبلوماسي لقصر الكرملين، تشمل كلا من أنغولا وجنوب إفريقيا وبوتسوانا، بينما سيعود من جديد إلى شمال إفريقيا في فبراير لزيارة المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا.

وأمام عودة القطب الأمريكي من جديد إلى الواجهة في القارة الإفريقية، تبتغي موسكو بدورها منافسة واشنطن في معاقل نفوذها السياسي، على اعتبار أن الرئيس جون بايدن أعلن عن مراجعة السياسة الأمريكية الموجهة لـ”القارة السمراء” التي كانت تفتقد إلى الأهمية الاستراتيجية لصانع القرار بالعاصمة واشنطن.

أحمد صلحي، باحث في العلاقات الدولية متخصص في الدراسات الدبلوماسية، قال إن “الجولة الجديدة لوزير الخارجية الروسي ترتبط بسياقين أساسيين؛ أولهما يتعلق بمحاولة موسكو ترتيب سياستها الخارجية ونطاق وجودها في العالم، وهو ما ركزت عليه في السنوات الأخيرة لمنافسة الصين ودول أوروبا وأمريكا في المنطقة”.

وأضاف صلحي، في تصريح، أن “روسيا نجحت في حماية مصالحها في شرق وغرب إفريقيا، حيث كثفت علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة”، مبرزا أن “السياق الثاني للزيارة يرتبط بمساعي روسيا لتنشيط علاقاتها مع دول إفريقيا في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية”.

وشرح المتحدث ذلك بكون “الدب الروسي يحاول كسر محاولات الحصار المفروضة عليه من أوروبا قصد إضعاف نفوذه، وبالتالي فإن روسيا وجدت دعما نسبيا في القارة الإفريقية في ظل عدم مساندة بعض دول المنطقة العقوبات المفروضة عليها”، مشيرا إلى أن “روسيا تحاول كذلك من خلال الجولة تقديم رؤيتها للنظام الدولي الجديد لأنها تعتبر أزمة أوكرانيا مخططا غربيا لإعادة تشكيل النظام العالمي”.

وعن دوافع إدراج المغرب في الجولة الإقليمية، رأى الباحث الأكاديمي ذاته أن “ذلك مؤشرا إيجابيا يعكس نجاح المملكة المغربية في موازنة علاقاتها مع روسيا وأوكرانيا مع اندلاع الحرب الثنائية، إلى جانب موازنة علاقاتها مع روسيا وأمريكا والصين”، مبرزا أن “روسيا واعية بأهمية المغرب في شمال إفريقيا”.

وأردف صلحي بأن “المغرب له دور محوري في غرب إفريقيا أيضا، مما دفع روسيا إلى محاولة استثمار رغبته في موازنة علاقاته مع الشركاء الدوليين للحفاظ على المصالح المشتركة، وتعزيز المباحثات الثنائية في القضايا البينية”.

أما هشام معتضد، باحث مغربي في العلاقات الدولية مقيم بكندا، فأورد أن “زيارة وزير الخارجية الروسي إلى المغرب تبرهن مرة أخرى على نوعية العلاقات المتوازنة التي يحافظ عليها المغرب مع مختلف الاقطاب الدولية، رغم الظرفية الجيو-سياسية الدقيقة التي تمر منها التقلبات الاستراتيجية في مناطق مختلفة من العالم، وعلى رأسها تدبير التبعيات السياسية للحرب الروسية الأوكرانية”.

وذكر معتضد، في حديث ، أن “إدراج المغرب في الجولة الافريقية تسعى من خلاله موسكو إلى كسب دعم الرباط في العديد من القضايا ذات الصلة بالقارة الإفريقية، لاسيما الملفات المرتبطة بالمحاور الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لمنطقة الغرب الإفريقي، لكون المكانة الحيوية والمصداقية التي تتمتع بها المؤسسات المغربية في العمق الإفريقية تعتبرها روسيا مفتاحا مهما لبلوغها السوق الإفريقية وتنمية مشاريعها في القارة”.

وأضاف أن “العلاقة المبنية على قاعدة رابح/رابح التي أسس لها المغرب في علاقته الخارجية مع روسيا، والتي استوعبها سريعا سكان قصر الكرملين، بدأت تعطي ثمارها في تدبير العلاقات الاستراتيجية بين الرباط وموسكو، خاصة بعدما أبانت الرباط في العديد من المحطات السياسية الحساسة على المستوى الدولي عن تبني مواقف مبنية على احترام شركائها الدوليين بعيدًا عن الحسابات السياسية المنحازة”.

وتابع الخبير الدولي بأن “الأوراق التفاوضية التي يملكها المغرب في علاقته مع موسكو مرتبطة أساسًا بالمصداقية التي يتمتع بها على المستوى الإفريقي، حيث تعتبرها روسيا أساسية ومهمة في تنزيل خريطة طريقها في القارة، خاصة أن المسؤولين السياسيين الروس يؤيدون الاعتماد على المؤسسات المغربية في بناء تعاون استراتيجي في إفريقيا، لا سيما في منطقتها الغربية، لإنجاح الحضور الروسي وبناء قنواته التجارية والسياسية مع البلدان الإفريقية”.

وخلص معتضد إلى أن “القيادة الروسية تراهن على الإسراع في إخراج التعاون المغربي الروسي في إفريقيا إلى الوجود، لأنها تؤمن بقدرته على تشكيل منصة تنموية وحيوية مربحة للبلدين وإفريقيا، وإنجاح هذا المشروع الذي تراهن عليه موسكو السياسية بدعم من رجال أعمالها رهين بكسب انخراط الرباط، وهو ما سيسعى لإنجاحه سيرغي لافروف في إطار زيارته المرتقبة”.

قد يهمك أيضا

لافروف يُشيد بفهم العرب لحقيقة موقف روسيا "الأمر أكبر من أوكرانيا"

 

الخارجية الروسية تُعلن تأجيل محادثات لافروف وعبد اللهيان

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انفجار قرب طولكرم يصيب جنديين إسرائيليين وسرايا القدس تتبنى…
قطر تشيّع ضحايا الهجوم الإسرائيلي على مقر لحماس في…
السعودية تنجح في إحباط محاولة تهريب ستة ملايين قرص…
ولي العهد السعودي يجدد موقف المملكة الداعم لقطر وحقوق…
ترامب يتهم اليسار الراديكالي بالتحريض بعد مقتل الناشط اليميني…

اخر الاخبار

تأكيد سعودي إماراتي أميركي مصري على ضرورة هدنة إنسانية…
القوات المسلحة السعودية تختتم تمرين النجم الساطع 2025 في…
عراقجي يكشف أن مخزون اليورانيوم المخصب تحت الأنقاض
إسرائيل تتعهد بملاحقة الإرهاب في الأنفاق والفنادق

فن وموسيقى

نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…

أخبار النجوم

إليسا توضح ظروف غيابها عن السوشيال ميديا وتوجه رسالة…
سيلين ديون تستعد للعودة بعد غياب طويل بسبب المرض
نادين الراسي تعتذر لفضل شاكر وابنه بعد تصريحات مثيرة…
فهد الكبيسي يمر بوعكة صحية مفاجئة ومصادر مقربة توضح…

رياضة

الخطيب يودع الأهلي ويعلن عدم ترشحه للانتخابات ويؤكد بدء…
رونالدو يتوج بجائزة "الأفضل في كل العصور" من رابطة…
المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…

صحة وتغذية

تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…
سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…

الأخبار الأكثر قراءة

الجيش السوري وقسد يتبادلان الاتهامات بشأن قصف مدينة منبج
نتنياهو يُحمّل حماس مسؤولية تجويع الأسرى وواشنطن تعلن نيتها…
إصابة 4 عسكريين و3 مدنيين في قصف لـ«قسد» على…
ترمب يؤكد اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء
نتنياهو يستعد لتوجيه إنذار نهائي لحماس بعد التنسيق مع…