طهران - مهدي موسوي
في تطور خطير ينذر باتساع رقعة المواجهة، وجهت إيران اليوم الاثنين تهديدًا صريحًا للولايات المتحدة، متوعدةً بـ"عواقب وخيمة" على خلفية الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية حساسة في عمق الأراضي الإيرانية، أبرزها فوردو ونطنز وأصفهان.وقال العميد إبراهيم ذو الفقاري، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، في بيان بثه التلفزيون الرسمي:
"هذا العمل العدواني من قبل الولايات المتحدة يوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة الإيرانية، وسيفتح الباب أمام تصعيد واسع النطاق في المنطقة".
وأضاف محذرًا:
"مقاتلونا سيلحقون بكم عواقب لا يمكن توقعها، بعمليات دقيقة وهادفة".
وفي نهاية كلمته، توجّه ذو الفقاري بكلمة مباشرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً باللغة الإنجليزية:
"سيد ترامب، المقامر.. قد تبدأ هذه الحرب، لكننا سننهيها"، في إشارة إلى ما تعتبره طهران بداية فعلية لحرب غير معلنة تُشن ضدها.
وكانت الضربات الأميركية قد نُفذت ضمن عملية عسكرية سرية أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، لم يكن على علم بها سوى عدد محدود من المسؤولين في البيت الأبيض والقيادة المركزية الأميركية.
وصرّح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، أن سبع قاذفات من طراز "B-2" أقلعت من الأراضي الأميركية في رحلة استمرت 18 ساعة لتنفيذ الضربة، وأسقطت 14 قنبلة خارقة للتحصينات على المواقع الإيرانية.
كما تم استخدام أكثر من 75 قذيفة موجهة بدقة، بينها أكثر من 20 صاروخ "توماهوك"، بالإضافة إلى مشاركة ما لا يقل عن 125 طائرة عسكرية في الهجوم الذي استهدف مواقع رئيسية لتخصيب اليورانيوم.
من جانبها، أكدت الإدارة الأميركية أن العملية لم تكن تهدف إلى تغيير النظام الإيراني، وإنما جاءت لوقف "التهديد النووي المتصاعد"، بعد تقارير استخباراتية أفادت بأن إيران كانت على وشك إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع.
وقال نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، في مقابلة مع شبكة "NBC":
"نحن لا نخوض حرباً مع إيران كدولة، بل نستهدف برنامجها النووي"، داعياً طهران إلى "العودة لطاولة المفاوضات بدلاً من التهديد بالرد العسكري".
وتزايدت المخاوف الدولية من أن تتحول الضربات الأميركية وردود إيران المتوقعة إلى مواجهة إقليمية شاملة، خاصة في ظل استمرار التوتر مع إسرائيل التي دخلت على خط النزاع، ما ينذر بإشعال جبهات متعددة في الشرق الأوسط.
ويُذكر أن إيران كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها تدرس الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، في خطوة من شأنها أن تُحدث تحولات جذرية في الأمن الإقليمي والدولي، فيما دعا مسؤولون في طهران إلى إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات الطاقة العالمية، وهو ما وُصف في واشنطن بأنه "انتحار اقتصادي".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
كوريا الشمالية تعلق على الهجوم الأميركي على إيران