الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
النادي الثقافي العربي

دبي ـ جمال أبو سمرا

نظمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في النادي الثقافي العربي، ندوة تحت عنوان "تاريخ ما أهمله التاريخ" اشترك فيها كل من الدكتور محمد مؤنس والدكتور محمد عبد الوهاب والدكتور عمر عبد العزيز، وأدارها عبد الفتاح صبري، وتأتي الندوة في إطار احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 .
وأوضح صبري، في تقديمه، أنّ التاريخ مملوء بالأحداث المهمّة التي لم يعطها المؤرخون اعتبارًا بحجم ما كان لها من تأثير، وقد كان هناك دائمًا من ينذر نفسه ولو بعد حين للكشف عن تلك الحوادث والبحث فيها، وقد شهد عصر النهضة العربية كثيراً من تلك المحاولات، من أشهرها كتابات جرجي زيدان الذي كشف الغطاء عن أحداث كثيرة في تاريخ المسلمين كانت مطمورة، فأظهرها وبينها عبر سلاسل من الكتب كان لها تأثير في تغيير مفهومنا عن تلك الأحداث، ولفت إلى أنّ الندوة تدور بشأن نموذجين من كتاب "تاريخ ما أهمله التاريخ"، هما عبد الحميد جودت السحار وحبيب جاماتي .
وتناول الدكتور محمد مؤنس في ورقته قصص الكاتب المصري عبدالحميد جودة السحار (1913- 1974) بوصفها تاريخاً لما أهمله التاريخ، فقال إن السّحار بدأ مبكراً الكتابة الأدبية، وكان ينشر قصصه في مجلة الرسالة، وانطلق في كتاباته من رؤية تسعى إلى تعريف الناس خاصة الناشئة بالتاريخ، فكانت القصص وسيلته لذلك نظراً لما لها من جاذبية وقدرة على الاستحواذ على عقل القارئ، فعمد إلى تبسيط المادة التاريخية وتطعيمها بالخيال .
ورأى الدكتور مؤنس أن ما يؤخذ على كتابات جودة السحار أنه كان يعطي الأهمية للبطولة الفردية، والفاعلية للفرد في صناعة التاريخ في حين أن الظاهرة التاريخية ظاهرة جماعية تصنعها عوامل عدة ويشترك فيها الكثيرون، كما أنه لم يكن يذكر تواريخ الأحداث التي يرويها، ولكن - كما يقول الدكتور مؤنس - فإن السحار معذور لأنه كان يكتب قصصاً قصيرة للناشئة بهدف تربوي، مثل قصة "معركة بلاط الشهداء" و"قصة صقر قريس" و"محمد رسول الله والذين معه" و"قصص الأنبياء" و"بلال مؤذن الرسول" . وخلص مؤنس إلى أن التاريخ لا يهمل شيئاً، لكنّ التاريخ قائم على الأدلة الواضحة والمنهج العلمي البيّن، وما لم يتحقق ذلك فإن ما يكتب يمكن أن يتخذ أي شكل أدبي لكنه لن يكون تاريخاً .
أما ورقة الدكتور محمد عبد الوهاب، فتناولت كتاب "خفايا القصور: تاريخ ما أهمله التاريخ" لحبيب جاماتي 1887- ،1968 وهو صحفي من أصل لبناني أقام في مصر وألف فيها كتبه، وقال الدكتور عبدالوهاب إن الكتاب تناول التاريخ القديم والوسيط والحديث مُسْتجْليا بعض الأحداث التي رأى مؤلفه أنها أهملت، ولم تجد كاتباً يبحث فيها ويقف على حقائقها، منها ما يتعلق بالتاريخ القديم في اليونان والصين واليابان وفي العصور الإسلامية وتاريخ الملوك العثمانيين وقياصرة الروس، وغيرهم، ورأى عبدالوهاب أن كتابات جاماتي تثير عدة إشكاليات فهي من الناحية الأكاديمية تفتقر إلى الأدلة ولا يمكن اعتبارها تاريخاً بالمعنى العلمي لأنها تروي قصصاً خفية عن حريم الملوك وأبنائهم: "معاناة وجارية نابليون المزعومة، وفساد القصر في روسيا، وصورة أحمد باشا الجزار"، وهي قصص لا سبيل إلى التحقق منها، لأنه لا توجد وثائق تاريخية تؤكدها أو تنفيها .
وذكر أنّ جاماتي من ناحية أخرى لم يكن بريئاً في ما يكتبه، بل كان مدفوعاً برؤية أيديولوجية ومذهبية، فهو لكونه عضواً في الجمعية العربية الفتاة التي تأسست في باريس تحت غطاء وزارة الخارجية الفرنسية في إطار سعي الدول الغربية على القضاء على الرجل المريض (الدولة العثمانية)، ولكونه كان مرتبطاً بالثورة العربية التي قادها الملك فيصل بن الحسين ضد العثمانيين، فقد كان في كتاباته يعكس توجهاته، خاصة عندما تناول تاريخ القصر العثماني في عهد السلطان عبد الحميد، فصوره أنه كان دموياً شكاكاً ومتآمراً في حين أن عبد الحميد كانت له مواقف تاريخية معروفة من اليهود وأبى أن يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين .
وأشار الدكتور عمر عبدالعزيز في تعقيبه على الورقتين، إلى أنّ عبدالحميد جودت السحار وحبيب جاماتي يثيران إشكالاً كبيراً في العلاقة بين السرد الأدبي والتاريخ، لأنهما كتبا في هذه المنطقة الرمادية التي يلتقي فيها فنانان متمايزان، فما هي حدود الكتابة في هذه المنطقة، هل بمعيار التاريخ الذي يقتضي التوثيق والمنهج العلمي، أم بمعيار الأدب الذي يستجيب للخيال والوصف الخارق للعادة؟، وأشار عبدالعزيز إلى أن هناك على مر العصور كتاباً كتبوا في هذه المنطقة وظلت كتاباتهم تثير الإشكالية نفسها، مثل الثعالبي قديماً وأحمد باكثير حديثاً، إلى أن الأقرب لهؤلاء أن يعتبروا أدباء وكتاباً أصحاب رسائل موجهة لأهداف تربوية واجتماعية، وليسوا مؤرخين بالمعنى الأكاديمي للكلمة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيلم مصري يوثق نقل مقتنيات توت عنخ آمون إلى…
هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المدعية العامة في باريس تكشف تفاصيل سرقة مجوهرات اللوفر…
أول ظهور لكنوز الملك توت عنخ آمون في المتحف…
وصول الوفود المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير…

اخر الاخبار

النيابة العامة في المغرب تلزم بتوثيق تاريخ إرتكاب الجريمة…
نزار بركة يكشف تصور حزب الاستقلال لتحيين الحكم الذاتي…
أخنوش يؤكد أن حزب التجمع الوطني للأحرار هو الأنسب…
عمرو موسى يشيد برؤية الملك محمد السادس لسلام دائم…

فن وموسيقى

آيتن عامر تكشف العديد من أسرارها الشخصية والفنية وتروي…
تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يؤكد أنه يركّز دائماً في أعماله الفنية…
يسرا تكشف عن رأيها في فيلم "الست" للفنانة منى…
إلهام شاهين تشن هجوماً حاداً على منتقدي فيلم "الست"…
أحمد العوضي يكشف حقيقة حدوث خلافات بينه وبين أبطال…

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

تعامد الشمس على معابد أبو سمبل ظاهرة فلكية تجسد…
سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا…
سرقة مجوهرات التاج الفرنسي تهز متحف اللوفر وتغلق أبوابه
وفاة الروائي المصري رؤوف مسعد مؤلف بيضة النعامة
المعرض المغاربي للكتاب في وجدة منصة للحوار الثقافي