الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
معرض الشارقة الدولي للكتاب

الشارقة ـ سعيد المهيري

التقت التجربتان السنغاليّة والنيجيريّة في فنّ الرواية العربيّة الإفريقيّة على أرض الشارقة، حيث استعرضتا عبر نافذة معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، واقع الأدب العربي وتحديداً فنّ الرواية في إفريقيا ممثلاً بالسنغال ونيجيريا، وذلك ضمن الجلسة الثقافيّة "واقع الرواية العربيّة الإفريقيّة" التي تناولت قراءات حول هذا المجال الأدبي في العصر الحديث، وأهم موضوعاته، وقدرته على التعبير عن قضايا المجتمع.

واستضافت الجلسة كلا من عمر لي، الكاتب والمؤلف السنغالي، وأحمد أبو بكر، الأديب والمحاضر النيجيري، فيما أدارها الدكتور عبد القادر إدريس ميغا من مالي.

وقال عمر لي في مستهل الجلسة: "إنّ الأدب العربي في السنغال راسخ، فالإسلام دخل إلينا في القرون الأولى وأحدث تواصلاً مباشراً مع التجار والرحالة العرب، ما أسهم في خلق حالة من الأخذ والردّ في الكتابات. وبالرغم من أنّ الرواية السنغالية المكتوبة بالفرنسيّة سبقت الرواية العربيّة، إلا أنّ الأخيرة استطاعت أن تتقدّم عليها فيما بعد نوعاً وكذلك كمّاً وحضوراً، وقد ظلّ المستعرب السنغالي يحاول أن يقدّم في هذا المجال الأدبي، وواصلت الرواية السنغالية البحث عن طريقها الصحيح إلى أن نُشر للسيد المهندس أبو بكر انجاي روايته الشهيرة (جريمة ولكن)، والتي أحدثت نقلة في هذا المجال وكانت بمثابة انتعاش للرواية العربيّة السنغاليّة".

وأضاف: "تناولت موضوعات الرواية العربيّة السنغاليّة ما تناولته الرواية العربيّة الأصلية من غرس القيم وال ثقافة واحترام المبادئ وبعث الوعي في الشعب، إضافة إلى مواضيع جديدة لطبيعة القارة الإفريقية وطبيعة الكاتب السنغالي الذي يتمتع بثقافات ثلاث، السنغالية والعربيّة والفرنسية، فاستطاعت الرواية السنغالية العربية أن تعبر عن قضايا المجتمع السنغالي وطموحاته وثقافته، وبلورة القيم الجمالية وغيرت وساهمت في بناء المجتمع".

وبدوره، استعرض أحمد أبو بكر المراحل الأولى لدخول الرواية العربيّة إلى نيجيريا، قائلاً: "بالرغم من التأخر الذي شهدته دخول اللغة العربية إلى نيجيريا إلا أنها استطاعت أن تحقق طفرة كبيرة في أدب الرواية فيما بعد، وباتت تحتل مكانة مرموقة في القطاع الأدبي النيجيري بعد الشعر والخطابة.

وتتنوع الرواية العربية النيجيرية بأفكارها من الواقعيّة إلى الخيالية، وشمولها على الأخلاق النبيلة والقضايا الاجتماعية والتاريخيّة والدينيّة وغيرها".

وأضاف "عند الحديث عن الرواية العربيّة في نيجيريا بين الترجمة والإبداع، فلا بدّ من الإشارة إلى أن تأخر ظهور الإبداع في الرواية العربيّة النيجيرية واقتصارها في بادئ الأمر على الترجمة فقط، هو بسبب تأخر وصول الكتب العربية إلى نيجيريا، فلم تكن العربيّة منتشرة بالشكل المطلوب، كما أنّ بعض الكتب العربيّة التي وصلت مبكراً لم تلق إقبالاً من الأدباء والكتاب بسبب تأثرها بال ثقافة الغربيّة، ولكن وعلى الرغم من أنّ الإبداع في الرواية العربيّة النيجيرية ظهر منذ فترة قصيرة إلا أنه استطاع اليوم بفضل كوكبة من العلماء والأدباء أن يحقق نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، ونحن اليوم هنا للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب لنلتقي بالكتاب والأدباء العرب على أرض الشارقة ونتبادل التجارب والأفكار لتعزيز هذا التعاون والارتقاء بهذا المجال الأدبي الراقي إلى مراحل أكثر تقدّماً".

ومن جهة أخرى، استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، الكاتب والروائي سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومدير أكاديمية الشعر، في ندوة ثقافية حول كتاب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ "بيوت مدينة الشارقة والقرى المجاورة لها وساكنوها"، أدارتها الكاتبة عائشة سلطان.

وفي شرحه حول التصور العام الذي يمثله كتاب حاكم الشارقة، قال سلطان العميمي "يعد (بيوت مدينة الشارقة) أول كتاب من نوعه يصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو كتاب رائد في فكرته التي توثق ذاكرة المكان، وقد اتبعها كوكبة من أبرز أدباء العالم البارزين، والذين فاز بعضهم بجائزة نوبل للآداب".

وأكد سلطان العميمي أن حاكم الشارقة يرى من خلال نظرته البحثية الثاقبة أن كل حي أو منطقة في الشارقة تحمل أهميتها، لذلك فإنه عمل على إعادة إحياء خريطة الشارقة القديمة بأحيائها، وحجم السكان وخصائصهم وتوزعهم الجغرافي فيها، ونسبة الوفيات والمواليد، وعدد أفراد الأسرة التي كانت موجودة، وهو ما يمثل وثيقة تاريخية جغرافية اجتماعية معرفية عن إمارة الشارقة في الستينيات من القرن الماضي.

وأشار العميمي إلى أن الكتاب يفيد الباحث في توثيقه تاريخ شخصيات الشارقة من الأعلام الذين أثروا المشهد الثقافي والأدبي، وشكلوا نواة للعلم في الإمارة، كما أنه يمثل دليلاً للعائلات لمعرفة أصولها الممتدة، لافتاً إلى أن الكثير من الأفراد لا يعلم أجداده الأباعد، وهذا يجعل من الكتاب مصدر إثراء لذاكرة الأجيال، حيث يعود بهم إلى أصولهم وجذورهم.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

نجوم منصات التواصل الاجتماعي يشاركون في فعاليات " معرض الشارقة الدولي للكتاب"

 

"معرض الشارقة الدولي للكتاب" 2022 يفتح أبوابه الأربعاء لثقافات العالم بمشاركة 95 دولة

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مناطق القراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب تمنح الزوار…
اختفاء لوحة أثرية مصرية نادرة والنيابة العامة تفتح تحقيقًا
انطلاق تصفيات مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة في…
اعلان الفائزين في جايزة منصور بن زايد لتصوير الخيل…
القوات المسلحة الملكية تبرز التراث المغربي في معرض الفرس…

اخر الاخبار

قرقاش يؤكد أن ضم الأراضي الفلسطينية يشكل خطا أحمر
أميركا تستضيف اجتماعات لطرفي النزاع في السودان تستمر يومين…
بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا…
أنقرة تدعو قسد للاندماج في صفوف الجيش السوري

فن وموسيقى

وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…
أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…
منة شلبي تكشف كواليس تكريمها في مهرجان الجونة و…

أخبار النجوم

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
إياد نصار يكشف عن مسلسل رمضاني يتناول أحداث غزة
تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
حنان مطاوع تكشف تفاصيل مشاركة فيلمها هابي بيرث داي…

رياضة

ميسي يجدد عقده مع إنتر ميامي ويؤكد استمراره في…
النجم المغربي عثمان معما يأسر أنظار ريال مدريد بعد…
ديمبيلي يقود سان جيرمان لاكتساح تاريخي على أرض ليفركوزن
إنتقادات حادة لمحمد صلاح بعد هزيمة ليفربول أمام مانشستر…

صحة وتغذية

دراسة جديدة تربط بين الشيب والوقاية من الأورام
6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر…
الاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر وأهمية التعرف على العلامات الأولية
العلاقات الاجتماعية الدافئة تحسن صحة كبار السن وتبطئ الشيخوخة

الأخبار الأكثر قراءة

مهرجان البندقية يكرّم صوت هند رجب بجائزة الأسد الفضي
وزارة الأوقاف المغربية تُعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف…
وزير الثقافة المغربي يدعو المنتجين العالميين لاكتشاف المملكة كوجهة…
انطلاق الدورة الـ32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بمشاركة…
وزارة الأوقاف المغربية تعلن الإثنين أول شهر ربيع الأول…