الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
كتاب "سيمفونية النور"

الرباط - المغرب اليوم

تحدَّثت الكاتبة سمانثا محيميد عن كتابها "سيمفونية النور" الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في لبنان 2019، حيث قدَّمت فيه تفاصيل درامية مؤثرة ذات بعد إنساني. 

الجوهر

تتمحور أحداث النثرية الأدبية للكاتبة محيميد حول أهمية الموسيقى، كأساس لبقاء الخير في الكون. فمجموعة الأبطال الذين تقودهم الطبيبة سام في الحفاظ على مملكة الخير والعطاء "ليرولسا" يتفانون في الدفاع عن تلك البقعة السحرية، بعد أن يخوضوا صراعًا مع رمز الشر، البارون "لابروسياس". وتجذبك الأحداث إثر محاولات متعددة في سرقة بلورة الجوهر، يقوم بها البارون، والتي هي منطلق القوة والعزيمة في هذه المنطقة السحرية. ويصاب الأبطال الصغار عمرًا، بمشاعر مختلفة من الخيبة ونقص الأمل، في مواطن متعددة، لكن بالبقاء حول فكرة الموسيقى، يعود الخضار، والطاقة، والحب، لتلك المملكة، ويستعاد طعم الخير الحلو، بمواصلة زراعة ثماره. 

سائق حافلة جيد

تبني الدكتورة "محيميد" هيكل الأحداث بلغة سهلة، لا غموض ولا إبهام فيها، بحيث تمر الأحداث كأنما من يقرأ، يبدو كأنه مستمع لحكاية شعبية قديمة. وتثير فكرة الصراع الكوني بين الخير والشر، في سرد القصة، الكثير من الأحاسيس التي تتشكل كأنها أوتار مشدودة بين طرفين في آلة موسيقية وترية، فكلما ازدادت أو تناقصت حدة الضرب على تلك الأوتار، أو تغير"دوزانها"، تغيرت القطعة الموسيقية الناجمة، متفاوتة بين حالات الحزن والفرح، ولا يغيب عن الوصف الدرامي للأحداث عنصر التشويق للحدث القادم، فلقد حافظت "محيميد" على ذلك النسق، بدراية، ساحبة حواس القارئ، التي يزداد تراكمها مع ازدياد حرارة السرد، إلى المكان الذي أرادته أخيرًا. وتقول "ريبا ماكنتير" حول هذه القدرة: "يمكن أن يكون العثور على سائق حافلة جيد، بنفس أهمية إيجاد موسيقي جيد". 

اقرا أيضا: 

إصدار ثلاث رويات جديدة من "الدار العربية" للعلوم ناشرون

ألوان وأحاسيس

ويظهر في السرد كمّ التحام الدكتورة "محيميد" مع الآلات الموسيقية، ومعرفتها بسلوكها، وأثرها. فالمتخيِّل لجسد كل آلة خلال السرد، يشعر بأن فتحات آلات النفخ، هي عيون تتأمل الإنسان، وتسرد جماله على هيئة موسيقى.

وكتبت "محيميد" عن أثر اندماج الإنسان بذلك السحر: "آلات النفخ للكرم والعطاء، واللطف مع الغرباء"، وقد أعطت ذلك العزف لونه الأزرق، لون السماء. أما أوتار الآلات الوترية، فهي خيوط نحو أمان الإنسان، ودفئه. وتقول عنها الكاتبة: "الآلات الوترية تبعث مشاعر التسامح والحنان، والإحساس بالآخرين". وعن اللون المبثق، متخيلًا، من هذه الآلات، كتبت: "نقاط الضوء الخاصة من البيانو، خضراء، لها لون الطبيعة، وبهاؤها". وأكملت عن عنصر آخر من عناصر الموسيقى: "الطبول والإيقاع، لإحساس التوازن التام والحرية، والإيمان بالقدرة على تحقيق أي شيء". كما أعطت هذه الطبول لونها المميز حين قالت: "نقاط الضوء الخاصة بالطبول، لها ضياء الشمس الذهبي، وقوتها". 

الأشرار لا يغنّون

وتشير الكاتبة اللبنانية في نثريتها، إلى أهمية التصاق الإنسان بذاته، وارتكازه على الأمل، وبحثه المستمر عن نقاط الضوء من حوله، وتعزيز وجودها، لأن في ذلك سبيلًا للحفاظ على الوجود الإنساني، ودحر الخطر المتربص بالبشر. وعن ذلك تتحدث: "الأمل هو أقوى وأخطر سلاح يمتلكه البشر، في مواجهة كل شيء". كما تقارب الكاتبة بين أثر الموسيقى لإيجاد الخير، أو تثبيته، فتقول: "الموسيقى التي نصنعها، الخير الذي نفعله". ويأتي ذلك على طريقة المثل الغجري الألماني القديم: "ابق حيث الموسيقى، فالأشرار لا يغنون". 

قصة مع الموسيقى

وعن طريقة إنقاذ العالم من عوامل الشر، ترى الدكتورة سمانثا أن تمسك الإنسان بعلاقته مع الموسيقى، سيبقي العالم في أمان، حتى لو تغير الحال إلى السيئ، فالعودة شيء متحقق، طالما أن الإنسان يحافظ على قصته مع الموسيقى. فتسرد هنا: "يبدو أن لكل منا قصة خاصة مع الموسيقى، وكيف أنقذته، وحافظت على الأمل داخله".

وتتطرق الكاتبة إلى الأثر الناتج عن سلوك أي طريق، برؤية بعيدة لخط النهاية، عندما تتحدث عن المعرفة التي تعطيها الموسيقى لأتباعها، فتجعلهم ليسوا كغيرهم، حين تقول عن إضافة الموسيقى لها: "تعلمت أن العالم من حولنا كثيرًا ما يحاول تصنيفنا، وفقًا لأشياء لا تحدد شخصياتنا الحقيقية، وأن علينا ألا نسمح أو نقبل بهذا أبدًا". 

آلة تعزف بين الموت والحياة

وبدت شخصية سام واضحة في بنائها، بقوة شخصيتها، وعطائها، وإحساسها بالناس، والمقدرة على تقمص أدوارهم، لتخيل مطالبهم. وقد وضح أثر تكوينها على من حولها حين شدتهم جميعًا إلى منطقة الأمل، حين سقطت عزيمتهم، وأعلنوا رضاهم بالواقع.

كما انطلقت الكاتبة لسرد قصص أبطالها مع الموسيقى، كتعزيز لفكرتها، ونقلت تجارب متعددة، هي ملامسة حقيقية لكل شخص يقرأ "سيمفونية النور"، لأن لكل منا قصته مع الموسيقى، وعاطفته الخاصة تجاهها. وكمثال، جاءت تجربة "ميا" التي فقدت أمها حين كانت في بداية عمرها، لدرجة أنها لا تتذكرها، وحين كبرت قليلًا عرفت من أبيها أن أمها كانت تعزف آلة موسيقية، فاختارت أن تتعلم العزف على نفس تلك الآلة، وصارت كلما عزفت، تملكها إحساس بأنها تتواصل مع أمها في تلك اللحظات، فقد كان ذلك بالنسبة لها بمثابة استعادة لأنفاس أمها في الحياة.

قد يهمك أيضا: 

"الدار العربية للعلوم" ترصد "رسائل القطط" في أحدث إصداراتها

ملحمة الأوديسا من أفضل الروايات التي تركت بصمة على مر التاريخ

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…
وزير الأوقاف المغربي يكشف إجمالي المكافآت التي قدمتها الوزارة…
حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط
عالم مصريات فرنسي يكتشف 7 رسائل سرية بجدران مسلة…
البرلمان المغربي بمجلسيه يُشارك في فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض…

اخر الاخبار

اتفاق أوكراني أوروبي لإنشاء محكمة لمقاضاة مسؤولين روس منهم…
اكثر من ١٣٠ قتيلا في غزه.. واسراييل توقف المساعدات…
رئيس الموساد سنراقب انشطه ايران وتهديدها النووي تقلص
ترمب يحذر من احتمال تجدد الصراع بين إيران وإسرائيل…

فن وموسيقى

نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…

أخبار النجوم

شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…
سامو زين يكشف السبب الحقيقي لابتعاده عن الوسط الفني

رياضة

كأس العالم للأندية انطلاق برازيلي وهيمنة أوروبية وثلاث نهائيات…
فرص الهلال قائمة للتأهل في مونديال الأندية رغم المنافسة…
ميزانية ضخمة وأداء باهت نهاية محبطة للأهلي في البطولة
مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…

صحة وتغذية

دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي
علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة

محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…
الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…
وزير الأوقاف المغربي يكشف إجمالي المكافآت التي قدمتها الوزارة…
حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط