الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
مركز فن جميل الواقع في منطقة الجداف في دبي

دبي - المغرب اليوم

زيارة واحدة إلى مركز فن جميل الواقع في منطقة الجداف في دبي، لا تكفي لاكتشاف جماليات محتوياته من الفنون البصرية، خاصة تلك التي تحط رحالها لأول مرة في المنطقة العربية عموماً، الأمر الذي حوّل المركز إلى وجهة لعشاق الفنون التشكيلية، وكل إنتاجات المدارس الفنية على اختلاف مشاربها.

 ورغم اتساع مساحة هذه الأعمال، إلا أن اللافت هو اتساع أنشطة مركز فن جميل، لتصل نحو المعرفة، التي يسعى إلى تعميقها في نفوس الباحثين وعشاق الفنون من الجمهور، الأمر الذي حوله إلى جسر بين الفنانين أنفسهم وعامة الجمهور.

 آفاق المعرفة في مكتبة مركز فن جميل، تكاد أن تكون بلا نهاية، رغم صغر مساحتها، ففيها تتعدد المصادر الفنية، التي يمكنها أن تشبع شغف الباحثين والدارسين، وكافة شرائح المجتمع، ولعل المميز في المكتبة هو تعدد ألسنتها، التي تكاد تنطق بلغات عدة، من بينها العربية والإنجليزية، ما يوسع من آفاق المعرفة أمام الجميع.

 جسر المعرفة

تحفيز الجميع على النهل من ينابيع المعرفة، هدف وضعه مركز فن جميل نصب عينيه، ولذلك أطلق سلسلة «قراءات من الخليج» التي وصفتها أنُس القطان، مديرة برنامج البحث والتعليم في المركز، في حديثها مع «البيان» بـ«جسر المعرفة» الواصل بين عوالم الفن والثقافة والدراسة الأكاديمية.
 
وقالت: «وجود مكتبة متخصصة بالفنون، إضافة نوعية للمشهد الفني في دبي»، مشيرة إلى أن تنظيم المركز لحلقات القراءات والنقاشات المختلفة، كان بهدف إتاحتها أمام الجميع، بحيث لا تظل قاصرة على المجال الأكاديمي فقط.

 تجربة حياة 
«قراءات من الخليج»، تحت هذا العنوان، يطل المركز على تجربة الحياة والعمل في دول الخليج والمنطقة، ليغطي من خلالها تاريخ المنطقة بدءاً من القرن الرابع عشر وحتى وقتنا الحالي. وعن ذلك، قالت أنُس القطان: «نحرص في مركز فن جميل، على تنظيم مجموعات قرائية بشكل دوري، حيث يوجد لدينا شهرياً جلستان بالإنجليزية وواحدة بالعربية.

  أقرأ أيضا :

"تعابير شبابية" تجذب جمهور الفنون البصرية بإبداعات تشكيلية

 

 وذلك من أجل إتاحة الفرصة أمام المشاركين فيها لقراءة الكتب والنهل من صفحاتها، وعادة تضم كل مجموعة ما بين 15 ــ 25 شخصاً، وهي مفتوحة أمام الجميع»، وأشارت أنُس إلى أن «فعالية قراءات من الخليج» التي تقام تحت إشراف الكاتب السوداني حسام هلالي، صاحب كتاب «أيام الخرطوم الأخيرة»، تتناول تجربة الحياة والعمل في دول الخليج، من خلال مجموعة من العناوين التي تغطي تاريخ المنطقة العربية.
 حيث تتنوع القراءات ما بين الأعمال الأدبية الخيالية، والتاريخ، والأنثروبولوجيا، لكُتاب من أوروبا، والخليج والعالم العربي، بهدف الاطلاع على أصوات مختلفة ووجهات نظر متباينة عن تجربة الحياة في هذه المنطقة.
 استمرار القراءات
 وبحسب أنُس، فالقراءات مستمرة حتى 27 أغسطس المقبل، وقالت: «أهمية هذه القراءات تكمن في قدرتها على إخراج النقاشات من منطقتها الأكاديمية، نحو فضاء آخر، الأمر الذي يساعدنا في مد جسور التواصل بين العالم الأكاديمي والثقافي والفني، إلى جانب أن مثل هذه القراءات يمكنها أن تساعدنا على تطوير حياتنا اليومية، لكونها تشكل تعليماً بديلاً، يمكننا من الارتقاء بالثقافة العامة، عبر التعليم من بعضنا البعض».

 وتؤكد أنُس أن كل المشاريع التي تطلقها مكتبة مركز فن جميل، تكون عادة مفتوحة أمام كل الأعمار والجنسيات. وقالت: «لدينا مشاريع وبرامج مختلفة للجميع، بما فيهم الأطفال، وذلك لأننا نرغب بإيصال أفكار الفن المختلفة إلى كافة شرائح المجتمع، ولذلك عادة ما تجد هذه القراءات والنقاشات إقبالاً جماهيرياً».

 مشاريع مكتبة مركز فن جميل، لا تقتصر عند جلسات القراءات فقط، وإنما تتسع لتشمل أيضاً عقد مناقشات ومداخلات تجريبية، يقوم بها مختصون من الإمارات والمنطقة العربية، وفق ما أفادت به أنس القطان.

 حيث قالت: «هذه المناقشات تساعدنا جميعاً في استكشاف منهجيات بحثية بديلة، فضلاً عن قدرتها على تحفيز التفكير الجماعي العام، الأمر الذي يفتح عيون المجتمع على العديد من القضايا الفنية المختلفة التي من شأنها أن تثري خلفيته المعرفية في هذا القطاع».

 التفاتة خاصة
 احتواء دبي على مكتبة متخصصة في الفنون، بلا شك فيه التفاتة خاصة على مدى تأثيرها في المشهد الفني العام، وعن ذلك قالت أُنس: «وجود هذه المكتبة، أعتقد أنه أمر ضروري جداً.

 فعندما كنا نجهز لمقر المركز، استحوذ هذا الموضوع على حيز كبير لدينا، فقد كنا نتطلع إلى التعرف من خلاله على طبيعة احتياجات القطاع الفني في الإمارات والمنطقة بشكل عام، وقرار إنشاء المكتبة جاء مبيناً على شعورنا بأهمية وجود منصة تعليمية، تكون خارج أسوار الجامعات، وأن تكون متصلة بالفنون، وأن تكون قادرة على منح الباحثين وعشاق هذا القطاع ما يرغبون به من معرفة.
 ومن هنا جاءت عملية التركيز في بناء المكتبة وتوسيع مصادرها، إلى جانب الاهتمام بعملية التوثيق لكل الفنانين الذين نتعامل معهم، وهذا عادة ما يكون خارج نطاق عمل المكتبات العادية». وأضافت: «المكتبة أصبحت بمثابة مركز للمواد الفنية المعاصرة، وهي معنية بالتاريخ الثقافي الفني في منطقة الخليج والمنطقة العربية».

 سلسلة 
نوهت أنس القطان إلى أن فعالية «قراءات من الخليج» تشمل سلسلة من الكتب المهمة، ومن بينها «حتى ينتهي النفط» لصامولي شيلكة، و«يا زمان الخليج» لخالد البسام، و«تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» لابن بطوطة، و«وردة» لصنع الله إبراهيم.

وقد يهمك أيضاً :

انطلاق ورشة الخط العربي في مركز الفنون البصرية في كتارا

افتتاح معرض لستة فنانين قطريين بعد غد

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اكتشاف أثري نادر لمدينة مدفونة في دلتا النيل تعود…
الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…
سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…
محمد بن سلمان يرافق ترمب في جولة تاريخية داخل…
الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…

اخر الاخبار

أكسيوس ترمب شجع نتنياهو على اتخاذ موقف أكثر صرامة…
لبنان ينفي تلقّيه مقترحات غربية بمناطق عازلة في الجنوب
فشل محادثات إيران وأوروبا في إسطنبول والضغوط تتصاعد لإحياء…
سقوط قتلى وجرحى في هجوم استهدف مبنى محكمة في…

فن وموسيقى

محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…

أخبار النجوم

نجوم الفن يدعمون أنغام برسائل مؤثرة بعد أزمتها الصحية
احتفال جينيفر لوبيز بعيد ميلادها الـ56 وتألق لافت بإطلالة…
فيروز تنعي ابنها زياد الرحباني بكلمات مؤثرة
أنغام تخضع لجراحة استئصال ورم من البنكرياس وفحوصات لتحديد…

رياضة

ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

الحرب العالمية الثانية غيرت نمط الغذاء والحياة اليومية في…
سفارة فلسطين في اليابان تنظّم نشاطاً يجسّد الهوية والارتباط…