الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
مهرجان للتّعريف بهوية سورية الحقيقية

لندن ـ سليم كرم

كعادتها تشوّه الحروب حيثما اندلعت صورة الأرض والشّعب، وتُصبح أخبار العنف والدّمار والموت وحدها تعريفا ملازما لحالة فُرضت عليهما. وهذا ما حدث مع سورية منذ العام 2011، حين اندلعت الحرب، وبات غالبية مواطنيها، يبحثون عن برّ أمان في البلدان المستقرّة.

وكما الكثير من الدّول الأوروبية كان لبريطانيا أيضًا أن تستقبل أعدادا من اللاجئين السوريين في مدنها، ومن بينها مانشستر، حيث تضمّ وحدها جالية سورية كبيرة. وفيها استطاعت تأسيس جمعية تُعرّف السّوريين بعضهم ببعض للتواصل ومساعدة القادمين الجدد، ولمحاولة تغيير صور الحرب وإظهار الوجه الحقيقي لسورية وشعبها. نلقي الضوء على نشاطات هذه الجالية، وكيف استطاعت أن تقدّم نفسها ووطنها الأم إلى العالم الخارجي.

يقول هيثم الحموي مدير جمعية "فكر وبناء" السورية، "أسّسنا في مانشستر (جمعية فكر وبناء) في العام 2013 والاسم المتعارف عليه بين السّوريين هو (مركز الجالية السورية)، وغايتها كانت التعريف بسورية وبما يحدث فيها. من ثمّ أُضيف إليها العمل من أجل الجالية السورية وبناء الروابط فيما بين أفرادها وبين المجتمع البريطاني المضيف، وتعزيز الاندماج الإيجابي لتصبح هذه الجالية عنصرًا فعالًا في المجتمع".

اقرا ايضًا:

معرض مرسم طباشير للفن التشكيلي يقدم نماذج مميزة من السعوديات

تعتبر الثقافة والفنون من أهم المكونات في أي هوية قومية، لذا فإنّ الجاليات السورية في الخارج تواصل محافظتها على كلّ هذه الروابط الحيوية للوطن المأزوم من خلال تبني الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية. ومن هنا جاءت فكرة تنظيم مهرجان للتّعريف بهوية سورية الحقيقية وصورتها الجميلة المشرقة. وللسنة الثالثة على التوالي تنظّم جمعية فكر وبناء، مهرجانا احتفاليا، يجمع بين السوريين بمختلف مشاربهم من فنانين وكّتاب ومؤلفين ومخرجين وممثلين من مختلف أنحاء العالم لمشاركة أهل المدينة بهذا التنوع الثقافي الثّري لديهم.

يتابع الحموي حديثه معرّفا عن المهرجان وأهدافه، فيقول: "نظّمنا المهرجان الأوّل في عام 2017، وهذه هي السنة الثالثة له، ويستمرّ من 2 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني). نُظّمت خلاله 20 فعالية متنوعة بين المعرض، ومعرض الكاريكاتير والأفلام والمسرح والعروض الموسيقية وبعض الفعاليات المتعلقة بالفن السّوري وبعض الأنشطة والورشات الفنية التعليمية". مشيرًا إلى أنّ هدفه "هو توضيح دور الثّقافة والفنون السورية في المشهد الثقافي والحضاري العالمي، وكيف تكون الفنون رابطا بين المجتمعات بشكل عام، كما يهدف إلى تغيير الصورة النّمطية التي رُسمت عن سورية خلال السنوات الأخيرة، صورة العنف والدمار والبؤس والشقاء، عبر تقديم وجه آخر لسورية الزاخرة بالحضارة الإنسانية والغنية بتراثها وثقافتها".

وحول التفاعل مع المهرجان، يقول الحموي: "كان ممتازا، فأعداد الجمهور تزداد عاما بعد عام. أمّا الحضور، فكان بأكثريته من الأجانب وليس من السوريين والعرب على الرّغم من أنّ وجودهم أمر طبيعي، ولكنّ أكثر من نحو 75 في المائة منهم كان من البريطانيين ومن جنسيات مختلفة".

وحسب الحموي، كان هناك شعور بالارتياح الكبير لدى السّوريين، لمواصلة هذا الارتباط مع هذه المدينة البريطانية الجميلة، والاستفادة البنّاءة من نجاحات المهرجانات المماثلة السابقة، خصوصًا مهرجان العام الحالي، الذي شمل معرضا للأعمال الفنية، والحفلات الموسيقية، وتقديم الأمسيات الأدبية، والعروض السينمائية، وورش العمل الفنية التفاعلية، والمناقشات، واستعراض الكتب والمؤلفات، فضلا عن عدد من الحرف اليدوية، ووصفات الطّعام التقليدية، والكثير من الفعاليات للناس من كافة الشرائح العمرية والمجتمعية.

واستضاف المهرجان العام الحالي، فرقة لندن السورية وهي تُعتبر من أفضل الفرق السورية في المملكة المتحدة، وقد استطاعت أن تبهر الحضور، لأدائها المميّز وتقديمها مقطوعات موسيقية متنوعة بين الفولكلوري والكلاسيكي مع حالة عاطفية زاخمة ذات عمق قوي. وتضمّ فرقة لندن السورية مجموعة من أفضل الموسيقيين من كونسرفاتوار دمشق، من الذين يعيشون حاليا في المملكة المتحدة. ولقد كان العرض رائعا للغاية، إلى حد أنّ الفعالية كانت محجوزة بالكامل، وقد استمتع الحضور بليلة لا تنساها الذاكرة من الموسيقى الرائعة والمشاعر الجميلة.

ويتابع الحموي، أنّ للمركز نشاطات كثيرة، يعتبر هذا المهرجان أكبرها، بيد أنّ هناك أيضا فعالية أخرى هي "اليوم السّوري"، بدأنا بتنظيمه منذ العام 2011، ويصادف في أيام الصيف، ويحضره أكثر من 1600 شخص عادة، معظمهم سوريون ومن جنسيات أخرى أيضا، وهو مخصّص للعائلات، وتكثر فيه النشاطات والألعاب المتنوعة، وبيع المأكولات. وأيضا في كل عام خلال فترة عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، هناك اجتماعات للتعارف بين الناس، ونشاطات دورية للمؤسسة، ففي كل شهر تُعقد حلقة نقاشية تدور حول مواضيع مختلفة تتعلّق بسورية أو بالجالية السورية في بريطانيا. كما هناك عرض فيلم شهري، ترافقه حلقة نقاشية، على أن يكون اختياره مناسبا ولغاية إلقاء الضوء على رسالة معيّنة

قد يهمك ايضًا:

متجر خيري في بريطانيا يبيع مزهرية بجنيه إسترليني قيمتها الحقيقة 97 ألف

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مهرجان البندقية يكرّم صوت هند رجب بجائزة الأسد الفضي
وزارة الأوقاف المغربية تُعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف…
وزير الثقافة المغربي يدعو المنتجين العالميين لاكتشاف المملكة كوجهة…
انطلاق الدورة الـ32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بمشاركة…
وزارة الأوقاف المغربية تعلن الإثنين أول شهر ربيع الأول…

اخر الاخبار

المغرب والصين يوقعان مذكرة تفاهم لإطلاق آلية الحوار الاستراتيجي…
المغرب يترأس الاجتماع العام ال11 للشبكة الدولية للأمن والسلامة…
وزير الخارجية الصيني يشيد برؤية الملك محمد السادس ويطلق…
وزير الخارجية المغربي يقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين

فن وموسيقى

ريهام عبد الغفور تخرج عن صمتها عقب تعرضها للتنمر…
تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…

أخبار النجوم

أحمد مالك وهدى المفتي يتعاقدان علي «سوا سوا»في رمضان…
أنغام تعلن عن مفاجأة لجمهورها قبل حفلها في "ألبرت…
وفاء وآيتن عامر تُصدمان قبل عرض مسرحيتهما الخليجية بساعات
دينا الشربيني تكشف كواليس طريفة في فيلم "درويش" وعمرو…

رياضة

اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…
سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…
الذكاء الاصطناعي يتجاوز الاطباء في توقع مضاعفات العمليات الجراحية
منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…

الأخبار الأكثر قراءة

إدراج 3 مواقع من فلسطين في سجل التراث المعماري…
معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…