الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
قصر عابدين تحفة معمارية وتاريخية فريدة

القاهرة – محمود حماد
القاهرة – محمود حماد يعد قصر عابدين تحفة معمارية وتاريخية فريدة، ومتحفاً يعكس الفخامة التي شُيد بها والأحداث ‏المُهمة التي وقعت فيه منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة "يوليو 1952"، فهو يحكي تاريخ مائة عام من الأحداث الاجتماعية والسياسية من القرن التاسع عشر في تاريخ مصر. وشهد القصر أحداثاً لها دور كبير في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، كما أنه ‏يعد البداية الأولى لظهور "القاهرة الحديثة"، ففي نفس الوقت الذي كان

يجري فيه بناء ‏القصر أمر الخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي من ميادين فسيحة ‏وشوارع واسعة وقصور ومباني وجسور على النيل وحدائق غنية بالأشجار وأنواع النخيل ‏‏والنباتات النادرة.
وأوضح مصدر في وزارة السياحة المصريّة لـ"مصر اليوم"، أنه سيتم فتح القصر للزوار خلال كانون الثاني/يناير الجاري‏، لدعم السياحة الداخليّة والخارجيّة، لاسيما في ظل حالة الركود السياحي التي تمر بها مصر، متوقعاً أن يدر المتحف عائداً مادياً كبيراً، عقب فتحه أمام الزوار، وذلك لمكانته التاريخية، والتي تدعم التوافد عليه من قبل السياح كنوع من أنماط السياحة التاريخية ومشاهدة المعالم السياحية.
ويؤكدّ خبراء السياحة، أنّ قصر عابدين من أشهر القصور المصريّة وشهد الكثير من الأحداث منذ العهد الملكي وحتى نشأة القاهرة الحديثة، ويعد من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر حيث كان مقراً للحكم ‏من العام 1872 حتى العام 1952. وتم تشييد القصر على يد خامس حكام مصر في الأسرة العلويّة الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا، حيث أمر ببنائه فور توليه الحكم في مصر في ‏‏1863، وبُني قصر عابدين مكان القصر القديم الذي كان ملكاً لأحد القادة العسكريين في عهد محمد علي ‏باشا، وهو عابدين باشا، فشتراه الخديوي إسماعيل من أرملته وهدمه، وضمّ إليه بعض الأراضي المجاورة له لتصبح مساحته 24 فداناً، وأبقى الخديوي إسماعيل على اسم صاحب القصر القديم "عابدين". واكتسب القصر مكانته الخاصة في قلوب المصريين، نظراً لاعتباره نقطة تحول في حياتهم، حيث كانت المرة الأولى التي يترك فيها الحاكم برجه الذي يحكم منه في القلعة وينزل قلب العاصمة ليحكم البلاد وسط شعبه.


وشهد القصر أحداثََا تاريخيّة طبعت بصماتها في التاريخ، من أهمها أنه شهد تظاهرة في 9 أيلول/سبتمبر 1881 بقيادة الزعيم أحمد عرابي، الذي قدم فيها مطالب الأمة والجيش للخديوي توفيق، وكان قوله المأثور "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً"، وأعقبتها ثورة المصريين ونفي أحمد عرابي ودخول الإنكليز إلى مصر
ومن ضمن الأحداث المهمة أيضاً الأزمة التي نشبت بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر، والتي عرفت بأزمة "مارس" 1954 بعد قيام الثورة، حيث شهد هذا العام تقديم محمد نجيب استقالته في 25 شباط/فبراير، ولما تراجع عنها عاد إلى القصر ووقف بالشرفة والتف حوله المتظاهرون في شعارات تعارضه في ذلك الوقت.
ويعد بناء قصر عابدين بداية لظهور القاهرة الحديثة، ففي الوقت الذي كان يتم فيه بناء ‏القصر أمر الخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة على النمط الأوروبي، من ميادين فسيحة ‏وشوارع واسعة وقصور ومباني وجسور على النيل، وحدائق مليئة بالأشجار وأنواع النخيل ‏‏والنباتات النادرة.‏ ويضم القصر عدداً كبيراً من الغرف والقاعات يصل إلى 500 غرفة وقاعة، ومكتبة ضخمة تضم ما يقرب من 55 ألف كتاب، وأطقماً مذهبة من الأثاث، ومبنى منقوشاً بأسماء الملوك، أما الأبواب والنوافذ فصنعت من الزجاج الملون الذي رسمت عليه لوحات ملونة لأشجار وبحار وملائكة وطيور، والأسقف التي تحتوي على نقوش فنية دقيقة هندسية بارزة ومذهبة، والتي تتميز بالزخارف العربية والإسلامية والإيطالية، وكانت السلالم تتصف بالفخامة والتي يتم فرشها بالسجاد الأحمر. بالإضافة إلى صالونات تتميز بلون جدرانها، فهناك الصالون الأبيض ‏والأحمر والأخضر التي تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها إلى مصر، ويوجد في الدور الأول من القصر صالونان، ويؤدي أحدهما إلى صالون قناة السويس الذي أنشئ ليتم الاحتفال فيه بافتتاح قناة السويس، ولكنه لم يتم الاحتفال فيه، وهذا الصالون يؤدي إلى الشرفة المؤدية إلى ميدان عابدين.
وتعتبر قاعة محمد علي من أكبر قاعات القصر وأفخمها، وأمامها يوجد المسرح الذي يعد تحفة فنيّة لا مثيل لها في ذلك الوقت، ويوضع على باب المسرح حالياً مجموعة آلات موسيقية للملكة نازلي، ويضم المسرح مئات الكراسي المذهبة، وفيه أماكن ‏‏معزولة بالستائر خاصة بالسيدات، ويستخدم حالياً في عرض العروض المسرحيّة الخاصة ‏للزوار والضيوف. أما قاعة العرش، فهي عبارة عن ميدان فسيح فيه قاعة عربية الطراز أرضيتها من الباركيه، ولها باب يفصلها عن قاعة أخرى هي قاعة الحرملك، التي لا يسمح لأحد بالدخول إليها إلا لمن يحمل علامات مميزة، ومن قاعة العرش أيضاً يبدأ ممر طويل يقود إلى جناح الملك المفروش بأفخر أنواع السجاد، ويتكون الجناح من غرف عدة، هي مكتب وصالون وحجرة نوم وحمام.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فيلم مصري يوثق نقل مقتنيات توت عنخ آمون إلى…
هولندا تعيد تمثالاً فرعونيًا عمره 3500 عام إلى مصر
المدعية العامة في باريس تكشف تفاصيل سرقة مجوهرات اللوفر…
أول ظهور لكنوز الملك توت عنخ آمون في المتحف…
وصول الوفود المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير…

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…

أخبار النجوم

خسائر فادحة تطال كنوز بيرين سات وكنان دوغلو بعد…
بعد نجاحه في ورد وشوكولاتة أبرز أعمال محمد فراج…
سعد لمجرد يعود للقضاء في قضية اغتصاب جديدة
عمرو عبد الجليل يعلن موعد اعتزاله التمثيل ويكشف الأسباب

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

سرقة متحف اللوفر في باريس سبع دقائق هزّت فرنسا…
سرقة مجوهرات التاج الفرنسي تهز متحف اللوفر وتغلق أبوابه
وفاة الروائي المصري رؤوف مسعد مؤلف بيضة النعامة
المعرض المغاربي للكتاب في وجدة منصة للحوار الثقافي
مناطق القراءة في معرض الرياض الدولي للكتاب تمنح الزوار…