الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الأوبرا المصرية

القاهرة - المغرب اليوم

بدأ طلاب صف الرسم في مركز تنمية المواهب في الأوبرا المصرية إطلاق العنان لأدواتهم كي تصوّر معاناتهم اليومية في ظل أزمة «كورونا»، وبعض جوانب الحياة وملامحها التي تبدلت في ظل المتغيرات الجارية، وتلقوا محاضرة عبر شبكة الإنترنت «أون لاين» استعرض فيها المشرف على الصف أشهر اللوحات العالمية التي صورت الطاعون والأوبئة من أعمال كبار فناني أوروبا في عصور مختلفة، تمتد إلى القرن السادس عشر الميلادي، كي يستوحوا لوحاتهم من أعمال مشاهير الفن التشكيلي الذين وثّقوا لحظات حرجة في تاريخ الإنسانية.

خلال المحاضرة اطلع الطلاب على أشهر لوحات الفنانين الأوروبيين التي صوّرت الطاعون والأوبئة في عصور عدة، وتعرفوا على مدارسها المختلفة وجمالياتها الفنية، منها لوحة «طاعون مارسيليا العظيم» الشهيرة للفنان الفرنسي ميشيل سيري التي رسمها عام 1721 ميلادية، ولوحة «انتصار الموت»، وهي لوحة شهيرة للفنان الهولندي بيتر بروجيل، رسمها في منتصف القرن السادس عشر، وتُعد واحدة من أكثر أعماله شهرة، وهي من مقتنيات متحف ديل برادو في مدريد، وتصوّر اللوحة مشهداً بانورامياً لحرب شعواء بين البشر وجيش جرار من الهياكل العظمية كرمز للموت، إضافة إلى لوحات أخرى لفنانين أوروبيين من عصور مختلفة صوّروا فيها الطاعون والأوبئة، بينهم الفنان الإيطالي الشهير جيوفاني باتيستا تيبولو، وأنجيلو كاروسيلي، وجوزيبي ماريا كريسبي.

ورغم أن بعض الطلاب فوجئوا بوجود لوحات فنية شهيرة وثّقت فترات الأوبئة في عصور مختلفة، فإن تفاعلهم مع هذه الأعمال الكلاسيكية التي ما زالت أسرار جمالياتها الفنية تدرس في جامعات العالم اتخذ منحى مختلفاً، إذ أدرك الفنانون الصغار أحد أهم الفروق بين لوحات الماضي وبين تلك الأفكار الحداثية التي تؤرّق مخيلتهم، منذ اندماج جائحة «كورونا» بالخوف، ففي العصور السابقة كان الفنانون يركزون في لوحاتهم على توثيق الحدث، إذ لم تكن توجد صور فوتوغرافية كما الآن، أو أي أشكال أخرى للتوثيق، هذه الفكرة دفعت الطلاب إلى التركيز على توثيق المشاعر الإنسانية، وما تعكسه معاناة الاضطرار إلى تغيير سلوكيات الحياة اليومية، وما تتضمنه من رمزية فنية تتجاوز مساحات التأثيرات الظاهرية للوباء إلى مناطق أكثر عمقاً داخل النفس البشرية، فشرعت أدوات الرسم في التقاط بكارة أفكارهم وسكبها على أوراق اللوحات.

تنوعت أعمال الطلاب بين مدارس وأشكال فنية مختلفة، ووظّف بعضهم الألوان لإظهار مساحات أكثر عمقاً في المشاعر الإنسانية التي يعيشها البشر في ظل مخاوف العدوى، وفَرض فن البورتريه نفسه باعتباره يتضمن تفاصيل ومساحات تعبيرية لا محدودة ومباشرة لتصوير مستويات متعددة من الانفعالات البشرية، التي تعكس الكثير ممّا يخفيه الإنسان خلف طبقات من التماسك والقوة التي تساعده على مواجهة الواقع، خصوصاً تلك المساحات المُعلّقة ما بين السكون والحركة في ملامح البشر.

ويبلغ عدد طلاب المستوى المتقدم بـ«صف الرسم» 17 طالباً وطالبة، تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 18 عاماً، حسب الدكتور إيهاب كشكوشة، المدرس المساعد في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مسؤول صف الرسم بمركز تنمية المواهب بالأوبرا، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اطّلاع الطّلاب على أعمال مشاهير الفنانين الأوروبيين التي صوّرت الطّاعون والأوبئة دفعهم إلى التركيز على سبر أغوار المشاعر الإنسانية، وتأثرها بالوضع الذي نعيشيه، إذ أنهم أدركوا أن توثيق المشاعر هو ما يجب أن يقوم به الفن في الفترة الحالية، لا سيما بعدما أصبحت لدينا وسائل كثيرة لتوثيق الأحداث»، مشيراً إلى أن «الطلاب ركزوا على رصد المفردات الحديثة التي أصبحت لصيقة بحياتنا مثل الكمامة وغيرها، فتداخل توثيق المشاعر الإنسانية مع مُفردات الجانحة».

ويُعد مركز تنمية المواهب في دار الأوبرا المصرية، الذي يتبع وزارة الثقافة منذ افتتاحه عام 1993، أحد أهم المراكز الثقافية التي تتبنّى تدريب وتنمية مهارات الأجيال الجديدة في مجالات فنية عدة، على غرار الرسم والباليه والتمثيل والموسيقى والغناء وتعلم العزف على آلات موسيقية متنوعة.

ويعمل المركز، من خلال مقره الرئيسي بدار الأوبرا (وسط القاهرة)، ومقرات إقليمية في كل من الإسكندرية وطنطا ومدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، ضمن خطة للتوسع في تدشين المقرات الفرعية لتغطي محافظات مصر، وفقاً للدكتور عبد الوهاب السيد، مدير المركز، المشرف العام على الأنشطة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «عدد الطّلاب في المقر الرئيس بالقاهرة يبلغ 2750 طالباً، ولدينا 16 صفاً في أفرع فنية متنوعة، وفي الإسكندرية لدينا 1500 طالب، ودمنهور 950 طالباً، ونُجهّز في الوقت الراهن مقرّات في محافظات أخرى، من بينها سوهاج وأسوان بصعيد مصر، ومدن القناة الثلاث، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، بهدف الوصول إلى الأطفال والأجيال الجديدة في جميع المحافظات».

 

قد يهمك ايضا:

طبعة مصرية من رواية «حطب سراييفو» المرشحة للفوز بجائزة البوكر

الديوان الإسبرطي» المرشحة للبوكر في طبعة مصرية بمكتبة تنمية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط
عالم مصريات فرنسي يكتشف 7 رسائل سرية بجدران مسلة…
البرلمان المغربي بمجلسيه يُشارك في فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض…
الرئيس الفرنسي يعبر عن سعادته وفخره باستقبال المغرب ضيف…
نجاة دار الوثائق القومية في السودان وحماية أرشيف تاريخي…

اخر الاخبار

المغرب يجدد التزامه بمحاربة خطاب الكراهية في الأمم المتحدة…
إسرائيل تقصف الموقع النووي في أصفهان للمرة الثانية وتستهدف…
المغرب يحتل المركز 85 عالميا في مؤشر السلام العالمي…
بوتين يؤكد امكانية حل الصراع بين ايران واسرائيل ويعرض…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

أزمة جديدة لمحمد رمضان مع عائلة مصرية بسبب أغنيته…
توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في…
مينا مسعود يؤكد أن فيلم في عز الضهر يعكس…
كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

دراسات تؤكد فوائد زيت الزيتون في الوقاية من الأمراض…
تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء

الأخبار الأكثر قراءة

الرئيس السوري أحمد الشرع يبحث مع وزير الأوقاف «تعزيز…
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية لحماية…
وزير الأوقاف المغربي يكشف إجمالي المكافآت التي قدمتها الوزارة…
حصيلة الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط
عالم مصريات فرنسي يكتشف 7 رسائل سرية بجدران مسلة…