الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
احتفالات عاشوراء في المغرب

الدار البيضاء ـ جميلة عمر

عاشوراء هو اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم وهو احتفال يختلط فيه ما هو ديني، كالصيام والصدقة، وبدائي كلباس الأقنعة ورش المياه، كما أنه مناسبة للعب الأطفال وفرصة لبعض النسوة اللاتي يرغبن في ترويض أزواجهن عن طريق بعض أعمال السحر و الشعوذة الكرنفال في المغرب الاستعداد للاحتفال بعاشوراء يبدأ منذ اليوم الثاني من عيد الأضحى

فتُأخذ عظام الأضحية (الكبش) ليصنعوا منه (دمية عاشوراء) التي تسمى بـ (بابا عيشور)، وينقع هذا العظم في الحناء، ويلبسونه القفطان والجلباب المغربي، فيما يصنعون من جلد الخروف أقنعة استعداد للاحتفالات الكرنفالية بهذا اليوم.

ويجفف اللحم "القديد" من أجل وجبة العشاء "كسكس عاشوراء" بسبعة خضر.

بنفس مظاهر السعادة والفرحة تتحول أحياء وأزقة مدينة الدار البيضاء تنطلق المفرقعات والصواريخ وتشعل النيران، دون حسيب ولا رقيب، وجميعها ألعاب قد تتسبب في إحداث مشكلات للأطفال هذا بالإضافة إلى الطرقات المقفلة بالأحجار والأشجار.

الشعالة ... أو ليلة عاشوراء

أول طقوس الحفلة تبدأ ليلة عاشوراء، حيث يجمع الأطفال والشباب عدد كبير من الخشب والعجلات القديمة فيضعونها في ساحات بالقرب من الأحياء التي يسكنوها، ويضرمون النار بها بعد صلاة العشاء، وبعدها يبدأ الشباب القفز من فوقها ليستعرضوا عضلاتهم أمام الفتيات.

وترتبط اشعال النار ليلة عاشوراء بقصة إلقاء النبي إبراهيم عليه السلام في النار فخرج منها سليمًا، وبالتالي فإن الشباب حين يقفزون على نيرانهم فهم لا يخافوا منها إذ يضعون أمام أعينهم الآية القرآنية " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ".

يشكل النساء والفتيات والرجل أثناء قفز الشبا من فوق لهيب النار دائرة، وتطلق الفتيات حينها الزغاريد والضرب على الدفوف والتعاريج  لتشجيع الفتيان.

العرافات

أثناء التقافز تستغل العرافات الفرصة لممارستهم للسحرة والشعوذة ويرمين بأعمالهن وسط لهيب النيران، اعتقادًا منهن أن بنجاح السحر بهذه الطريقة.

الشباب

تنشغل الباقيات من الفتيات والنساء بالأهازيج الشعبية والأغاني الخاصة بتلك المناسبات،  وسط مرورهن في مختلف الدروب ليستقطبن نسوة الأحياء، وعقد الصلح مع المتخاصمين على أصوات النساء المرتفعة بالغناء.

وتأتي الفواكه الجافة من ضمن المأكولات الاستثنائية للمناسبة في زيارة المقابر والترحم على الأموات.

اليوم الثاني ...يوم زمزم

في اليوم الثاني تقوم العائلات بالاغتسال في الصباح الباكر، ويلبسن ألبسة جميلة، وترش النساء قبل الخروج أبنائها ورب العائلة بالماء، وتسمى هذه العملية " الرش بماء زمزم " باعتقادهم أن في هذا الماء بركة سيحميهم طيلة السنة، كما يعتقدون أن مياه الأرض تكون زمزمية يوم عاشوراء، وهم في ممارستهم لهذه الطقوس، يسعون لجلب البركة والسعد، ويوم عاشوراء.

بعد ذلك يخرج الأطفال والشباب من أجل اللعب برش بعضهم البعض بالماء، وحتى المارة لا ينجون من الرش بماء زمزم ويتم ذلك في جو من المرح والضحك.

 سحر وشعوذة

تظل عاشوراء في المغرب، من أبرز المناسبات لممارسة السحر والشعوذة. وارتبطت في الأذهان فكرة استغلال هذه المناسبة من طرف المشعوذين، وبعض ربات البيوت لصنع العديد من الأعمال السحرية التي يكون الغرض منها في الأساس الإيقاع بالزوج، والقيام بأعمال سحرية للأزواج والعشاق حتى لا يضاجع امرأة أخرى، كما يعمل أعمال شيطانية من أجل  إشعال فتيل الحب بين الزوج وزوجته عن طريق رمي "الخرقة " التي تستعمل في الجماع  بنار "الشعالة"، كما تستعمل  في هذه الليلة أعمال سحرية أخرى .

وخلال التسع الأيام الأولى لشهر محرم تشتعل أثمنة المواد التي تستعمل في السحر، كما تعرف السوق الشعبي "الجميعة " بالدار البيضاء رواجًا منقطع النظير، ومن السلع التي ترفع أثمنتها، هناك مخ الضبع، شعر الفأر، وجلد بعض الحيوانات كالثعالب، الكلاب، القطط البرية، الضفادع، ، القنافذ، السحليات، الثعابين إلى غير ذلك من الحيوانات وعشرات الآلاف من الأعشاب والأحجار والبيض الذي يستعمل في السحر والشعوذة.

 مكر مفر وهجوم مضاد

طيلة العشرة الأيام لشهر محرم وخاصة اليوم التاسع، يوم عاشوراء، أي اليوم العاشر تعرف فيه أشياء خطيرة، مشاهد لأطفال وشباب مراهقين يترصدون المارة من المواطنين الأبرياء والنساء والفتيات المتوجهات صوب مقرات عملهن أو مدارسهن، ليقوم هؤلاء بالاعتداء عليهن وابتزازهن بواسطة كميات من الماء الممزوج بماء للتنظيف، لتبدأ معه حرب جديدة اسمها مكر مفر وهجوم مضاد، بالإضافة إلى الماء الملوث يتجه المشاغبين خلال هذا اليوم إلى استعمال البيض والماء الحارق، لينتهي المشهد غالبا بمشادات ومشاحنات تخلق أجواء من السـباب والشتائم والتظلمات والشكاوى بين الناس وبين الجيران .

 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انطلاق الدورة الـ32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بمشاركة…
وزارة الأوقاف المغربية تعلن الإثنين أول شهر ربيع الأول…
فلسطين تطالب اليونسكو بحماية 63 موقعًا أثريًا في الضفة
وزارة الأوقاف توسع منصاتها الرقمية وتطلق مبادرات تفاعلية
وزارة السياحة والآثار المصرية تسترد 13 قطعة أثرية من…

اخر الاخبار

39 شهيدا منذ الفجر وتجدد القصف الجوي والمدفعي على…
حماس ترد على ترامب بخصوص الأسرى الإسرائيليين
روبيو يتوجه إلى قطر بعد تل أبيب لبحث تداعيات…
مصر تسقط الجنسية عن 3 من عناصر الإخوان بسبب…

فن وموسيقى

تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…

أخبار النجوم

لجين عمران تشارك أول صورة لابنها مع جمهورها
أنغام تعود للظهور بعد جراحة البنكرياس وتشارك صورة مع…
جنات تكشف تفاصيل ألبومها وموقفها من عمل ابنتيها في…
ياسمين صبري تستعد لخوض مغامرة سينمائية جديدة

رياضة

سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…
لقجع يؤكد جاهزية المغرب لتنظيم أفضل نسخة من كأس…
فهد المولد بين الغيبوبة والجدل حول الحادث اللغز عام…

صحة وتغذية

منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…
اليونيسف تؤكد أن السمنة أصبحت الشكل الأكثر شيوعا لسوء…
تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…

الأخبار الأكثر قراءة

إدراج 3 مواقع من فلسطين في سجل التراث المعماري…
معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…