الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
ألواح الطاقة الشمسية

الرباط - كمال العلمي

رغم الحماس الذي تبديه الرباط وبروكسيل في موضوع الطاقة المتجددة فإن التوجه الأوروبي إلى الشمال الإفريقي كبديل طاقي نظيف قد تكون له “آثار جانبية” على ديناميكية الاقتصاد المغربي.

تهديد للطلب الداخلي
في ورقة اقتصادية يمكن اعتبارها تحذيرا لحكومات شمال إفريقيا، وفي مقدمتها المغرب باعتباره “الشريك الطاقي النظيف الأول لبروكسيل”، كشفت منصة “أويل برايس” المتخصصة في الشأن الطاقي العالمي أن “الاقتصاد المغربي الذي يطمح إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة في إنتاجه قد يجد خصاصا مستقبليا في هاته المادة بسبب الطلب الأوروبي المتزايد”.

التقرير ذاته اعتبر أن “المشاريع المنجزة مع الاتحاد الأوروبي تخفي طموح بروكسيل إلى تحويل بلدان الشمال الإفريقي وفي مقدمتها المملكة المغربية إلى مزارع للطاقة النظيفة، تقوم بإنتاج الطاقة لتلبية طلبها الداخلي، دون التفكير في حاجة هاته الدول نفسها من أجل تلبية طلبها الداخلي المتزايد”.

وبحسب المصدر عينه فإن “التأثيرات الناجمة عن هاته الشراكة لا تقف عند المستوى الاقتصادي فقط، بل تطال المجال البيئي كذلك، على اعتبار أن المناطق الصحراوية التي تشهد هاته المشاريع تعرف نظاما بيئيا هشا تقتات منه مجموعة حيوانية نادرة، كما تعيش على بساطه شعوب الرحل، الأمر الذي يجعلها عرضة للتأثير بسبب الانبعاثات التي تخلفها مشاريع الطاقة النظيفة”.

ولم يخف التقرير الجوانب الإيجابية للشراكة في الطاقة النظيفة مع الاتحاد الأوروبي، إذ ستساهم هاته المشاريع في “تقليص نسب البطالة، بخلق ما يصل إلى 28 ألف منصب شغل، كما ستمكن المغرب من التحول إلى مركز صناعي للاستثمارات في صادرات المنتجات الصناعية الخضراء”.

تحذيرات مبررة
بدر الزاهر الأزرق، الباحث في قانون الأعمال والاقتصاد، قال إن “تحذيرات المنصة يمكن أن تكون مبررة، لأن إنتاج الطاقة النظيفة بالمملكة ليس كافيا لتلبية الطلب الداخلي، في وقت سيتم توجيه نسبة مهمة منه للتصدير إلى الخارج، وتحديدا إلى أوروبا”.

“لكن المغرب اليوم بحاجة إلى الشراكة مع أوروبا من أجل تطوير قطاع الطاقة النظيفة”، يستدرك الأزرق في تصريح ، مردفا بأن “مشاريع الطاقة النظيفة التي يطمح المغرب إلى إنجازها تحتاج إلى تمويلات، وهذا الأمر يتحقق بوجود شريك مالي مهم كالاتحاد الأوروبي الذي له الإمكانيات المالية الكافية لتطوير هاته المشاريع”.

وأورد الباحث في قانون الأعمال والاقتصاد أن “المغرب لا يحتاج فقط إلى تمويلات لهاته المشاريع، بل تلزمه الخبرة التكنولوجية التي يمتلكها جاره الأوروبي، الأمر الذي يجعله ملزما بالدخول في هاته الشراكة”، قبل أن يستدرك بأن “المغرب يحتاج إلى تحقيق تدبير ذكي في هذه الشراكة عبر إحقاق توازن في الإنتاج الموجه للطلب الداخلي ونظيره الموجه للتصدير”.

“الاعتماد الكلي على تلبية الطلب الداخلي لن يساهم في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بالمملكة”، يخلص المتحدث سالف الذكر، مشددا على أن “الشراكة مع أوروبا ملزمة للرباط من أجل تحقيق طموحها في الطاقة النظيفة، كما هي مجبرة على التفكير في تلبية الطلب الداخلي”.

الحفاظ على البيئة
“التهديدات البيئية” التي أشار إليها التقرير تهم المكون البشري والحيواني، ومن أجل فهم حجم هذا التأثير يبين الخبير البيئي المصطفى العيسات أن “هذه المشاريع الطموحة يجب أن تراعي الحفاظ على المجالات الطبيعية والبيئة والمعايير الدولية في احترام البعد البيئي ومفهوم الاستدامة بالحفاظ على الموارد المائية وترشيدها، خصوصاً المستعملة في تبريد الألواح باعتماد تقنيات تستعمل المياه المعالجة كما نصت عليه الإستراتيجية الوطنية للماء”.

وشدد العيسات، في تصريح، على أن “هذه الشراكة ستجعل من المملكة المغربية فاعلا وشريكا أساسيا يزود دول الاتحاد الأوروبي بحاجياتها من الطاقة النظيفة، مع تحقيق مقتضيات قمة المناخ بباريس المرتبطة بالتخلص من الوقود الأحفوري المسبب لارتفاع درجة حرارة الأرض”، وزاد: “كما تشكل نقلة نوعية في الاقتصاد المستدام والشراكة المتوازنة بين دول الشمال والجنوب، شريطة أن يكون البعد البيئي والتنموي حاضرا بقوة في التزامات كل الأطراف”.وخلص الخبير البيئي ذاته إلى أن “هاته الشراكة تعد من أهم الإستراتيجيات الوطنية للتحول الطاقي نحو إنتاج الطاقات المتجددة والتخلص من الوقود الأحفوري، التي تحظى باهتمام أعلى سلطة في البلاد لتحقيق السيادة الطاقية”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السعودية تمضي نحو زيادة الاستفادة من الطاقة المتجددة

المغرب يحتل المرتبة الأولى في مؤشر جاذبية الدول للطاقة المتجددة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أسعار الذهب ترتفع بسبب غموض اتفاق التجارة بين أمريكا…
ترامب يصعّد الحرب التجارية ويرفع رسوم الصلب إلى 50%…
ارتفاع أسعار النفط بعد قرار محكمة أميركية بوقف رسوم…
ترامب يستبعد اتفاقاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي ويهدد برسوم…
إيلون ماسك يعلن أنه يخطط لتقليل المبالغ التي ينفقها…

اخر الاخبار

40 دولة تجدد دعمها للسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه…
وهبي يدافع عن قانون المسطرة المدنية ويصفه بإخطبوط لديه…
عبد اللطيف لوديي يستقبل وزيرة دفاع إثيوبيا في إطار…
السفير عمر هلال يبرز ريادة المغرب في التعايش لمحاربة…

فن وموسيقى

كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…
هنا الزاهد تُعبر عن سعادتها بتجدّد التعاون مع النجم…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…
محمد رمضان يتخذ قراراً جديداً للحاق بموسم الصيف
حميد الشاعري يعلّق على عودته للتعاون مع "روتانا"
أحمد الفيشاوي يشوّق جمهوره لفيلمه رهبة وراء مصنع الكراسي

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يوجه تهديدًا صريحًا إلى كل من يتعامل في…
ترامب يؤكد دعمه للتعريفات الجمركية لتعزيز الانتاج المحلي وجذب…
الصين تصعّد خطابها في الحرب التجارية وتؤكد أنها لن…
الصين تفرض رسومًا جمركية على الواردات الأميركية في وقت…
ترمب يجتمع مع كبار تجار التجزئة لمناقشة الرسوم على…