طهران - المغرب اليوم
أعاد الهجوم العسكري الإسرائيلي على مواقع حيوية داخل إيران الأنظار مجددًا إلى مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الاستراتيجية للطاقة في العالم، في ظل تصاعد التهديدات باحتمال اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق. وزارة الدفاع الإيرانية توعدت بـ"عقاب قاسٍ ورادع" على الضربات الإسرائيلية، مؤكدة أن إسرائيل "ستدفع ثمناً باهظاً"، ما أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في حركة الملاحة عبر المضيق، الذي يمر عبره نحو ثلث تجارة النفط العالمية وأكثر من 20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال.
المضيق، الذي يقع عند مصب الخليج العربي، تتعامل ناقلات النفط من خلاله مع أكثر من 15 مليون برميل يوميًا من الخام والمكثفات مصدرها السعودية، العراق، الكويت، الإمارات، وإيران. كما يعد مسارًا حيويًا للغاز، خصوصًا الغاز القطري المسال الذي يمر بغالبيته من خلاله. يبلغ طول الممر نحو 100 ميل، وعرضه لا يتجاوز 21 ميلاً في أضيق نقطة، مع ممرات شحن مزدوجة بعرض ميلين فقط لكل منهما، ما يجعله عرضة للألغام البحرية والهجمات الساحلية بالصواريخ أو الزوارق السريعة.
إيران استخدمت المضيق مرارًا في السنوات الأخيرة كأداة ضغط سياسي واقتصادي، سواء عبر تهديدات مباشرة أو من خلال استهداف سفن تجارية وناقلات نفط. ومن أبرز الأمثلة على ذلك استيلاء الحرس الثوري الإيراني على سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل في أبريل 2024، واحتجاز ناقلات في أعوام سابقة بدوافع اعتُبرت سياسية رغم التذرع بمخالفات بحرية. إلا أن إيران لم تقدم حتى الآن على إغلاق المضيق بالكامل، إدراكًا منها أن هذه الخطوة قد تضرها اقتصاديًا، إذ تعتمد على المضيق لتصدير معظم نفطها.
رغم ذلك، فإن تصعيد التوتر في المنطقة قد يؤدي إلى رفع تكاليف الشحن والتأمين، كما حدث في حرب الناقلات بين العراق وإيران في الثمانينات، حين هوجمت مئات السفن وتضررت صادرات النفط بشكل كبير. اليوم، تصدر السعودية بعض شحناتها عبر خط أنابيب يصل إلى البحر الأحمر لتجاوز المضيق جزئيًا، كما تملك الإمارات خط أنابيب إلى ميناء الفجيرة خارج المضيق. أما العراق وقطر والكويت والبحرين، فلا تملك بدائل مباشرة.
التصعيد الأخير دفع بأسعار النفط إلى الارتفاع الحاد، حيث قفز خام برنت أكثر من ستة دولارات للبرميل، متجاوزًا 78 دولارًا، في أكبر مكاسب يومية منذ مارس 2022. كما ارتفعت أسهم شركات الطاقة وناقلات النفط عالميًا. وتشير تحليلات اقتصادية إلى أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، في حال قررت إيران استهداف مصالحها العسكرية في المنطقة، قد يفتح الباب أمام صراع إقليمي واسع النطاق يصعب احتواؤه، ما يهدد استقرار سوق الطاقة العالمي بشكل مباشر.
قد يهمك ايضا
إيران تعتقل خمسة أشخاص بتهمة التعاون مع إسرائيل وسط تصاعد المواجهات العسكرية