الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
صورة تعبيرية

الرباط - كمال العلمي

“السيادة الغذائية” عبارة جديدة بدأت تطرق آذان المغاربة بشدة في الآونة الأخيرة، ويتداولها الكثير من الفاعلين السياسيين والخبراء الاقتصاديين، ما يعني أن المملكة تواجه بالفعل تحديات على هذا المستوى تتطلب جهودا أكبر وإستراتيجيات واضحة لتدارك الوقت وتأمين الحاجيات الأساسية للبلاد.ويكتسب الموضوع راهنيته انطلاقا من الوضع الصعب الذي تواجهها البلاد بسبب توالي سنوات الجفاف وشح الموارد المائية الذي يحد من المحصول السنوي للزراعات المختلفة، خاصة الحبوب التي ترهن البلاد لتقلبات السوق الدولية والارتفاعات المتزايدة التي تعرفها أسعارها بسبب التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم.

ووعيا من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بأهمية السيادة الغذائية وراهنيتها جعلت منها شعارا للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يرتقب تنظيمه من 02 إلى 07 ماي المقبل بمكناس، وهو “الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة”؛ وذلك بعد غياب دام ثلاث سنوات بسبب الوضع الصحي المرتبط بجائحة كورونا.الملتقى، الذي يعتبر من بين أكبر الأحداث الدولية المخصصة للفلاحة والفاعلين في القطاع الفلاحي، سيستضيف حوالي 40 مؤتمرا دوليا لمناقشة مواضيع مختلفة مرتبطة بالسيادة الغذائية وضمان استدامتها، وذلك تأكيدا للمركز الذي يحتله الموضوع في أجندة الوزارة والدولة.

استباق ملكي
استبق الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية للسنة الماضية الأمر، ودعا إلى إنشاء منظومة وطنية متكاملة تتعلق بالمخزون الإستراتيجي للمواد الأساسية، لاسيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية، بما يعزز الأمن الإستراتيجي للبلاد.واعتبر الملك محمد السادس في خطابه التوجيهي أن أزمة كورونا أعادت قضايا السيادة إلى الواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، في مختلف أبعادها، سواء الصحية أو الطاقية، أو الصناعية أو الغذائية، أو غيرها، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض.وإذا كان المغرب تمكن من تدبير حاجياته، وتزويد الأسواق بالمواد الأساسية، بكميات كافية، وبطريقة عادية، إبان الجائحة، فإن العديد من الدول سجلت اختلالات كبيرة في توفير هذه المواد وتوزيعها، وفق الخطاب الملكي.

استخلاص الدروس
يرى بدر الزاهر الأزرق، الأستاذ الباحث في الاقتصاد وقانون الأعمال في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “السيادة الغذائية التي كان الملك محمد السادس أشار فيها إلى مسألة المخزون الإستراتيجي من المواد الأساسية، خاصة الغذائية، تهم الحبوب وبذور الزيت وغيرها”.وأضاف الأزرق في تصريح: “أظن أن الحكومة كانت واعية بأهمية هذا المخزون الإستراتيجي، وهو أحد الميكانيزمات التي تمكننا من التحكم في الأسعار، أي أن نشتري الحبوب وفق عقود طويلة وكميات كبيرة ستمكننا من أثمان تفضيلية، وتجنبنا فترات الأزمات التي تتميز بالندرة وتنعكس على ارتفاع الأسعار كما حصل في أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية”.

وأعرب الخبير المغربي عن أسفه لأن “هذا الأمر قبل سنة أو سنتين لم يكن كما ينبغي، فرأينا تبعات الأزمة التضخمية بكل تجلياتها، وهو ما يستدعي من الحكومة استخلاص الدروس”.

غير ممكن!
يبين الأزرق أن التوفر على مخزون إستراتيجي، سواء السنة الماضية أو هذه السنة، وتأمين جزء من هذا المخزون من المحاصيل التي يوفرها الإنتاج الداخلي، “أمر غير ممكن لأن السنة الماضية كانت ضعيفة من حيث المحصول والتساقطات، وهذه السنة كذلك”، مردفا بأن “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال السنتين همت تخفيض الرسوم الجمركية أو إلغاءها على الاستيراد”.

كما شدد المتحدث على أنه “إلى حدود الساعة مازلنا بعيدين عن تحقيق الأمن الغذائي من خلال بوابة المخزون الإستراتيجي، لأن هذه العملية تتطلب إنشاء بنية مؤسساتية تسهر على هذا المشروع، وتوفير جميع الآليات والضمانات التي تمكن من تحقيق الهدف”، مبرزا أن الأمن الغذائي “لا يقتصر فقط على البعد المستورد، لأن حل الخصاص على مستوى المحصول باللجوء إلى الاستيراد حل آني، ويجب التوجه إلى الإنتاج الداخلي لمراجعة خارطة المزروعات والإنتاج الداخلي”، ومعتبرا أن هذا الإنتاج هو “أكبر ضمانة لتحقيق السيادة الغذائية”.

وزاد الأزرق موضحا أن “المغرب على مستوى السنوات الخمس الأخيرة استطاع أن يحقق الاكتفاء الذاتي من الخضروات”، متابعا: “كان هناك فائض، إلا أننا كنا لا نمتلك فكرة المخزون وتدبير الفائض والإنتاج الوطني، الأمر الذي أثر على السوق الداخلية والأسعار، خاصة بعد ظهور إفريقا كوجهة تصديرية جديدة لا تشترط شروطا كثيرة مثل التي تطلبها الوجهة الأوروبية”.

وأشار المحلل عينه إلى أن ما سماه “سوء التدبير” أدى إلى “تحقيق النتائج السلبية على مستوى ارتفاع الأسعار والتضخم على المستوى المحلي”، وأكد أن خارطة المزروعات التي جاء بها مخطط المغرب الأخضر “توجهت لدعم المنتجات الموجهة للتصدير، وذات القيمة المضافة المرتفعة، كالفواكه الحمراء والأفوكادو والطماطم والحوامض”، مستطردا: “هذا أمر جيد لأن القطاع حقق أكثر من 80 مليار درهم هذه السنة، وهذا رقم قياسي، ولكن بالمقابل نحن نتحدث عن الأمن الغذائي، وتوسيع المساحات المزروعة الذي جاء على حساب مزروعات كانت تدخل أساسا في سلة الغذاء الأساسية للمغاربة”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزارة الفلاحة المغربية تكشف عن اشتغال مراكز لجمع الحليب دون الحصول على تراخيص

وزارة الفلاحة المغربية تعتمد إضافات في السجل الرسمي للنباتات القابلة للزراعة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أسعار الذهب ترتفع بسبب غموض اتفاق التجارة بين أمريكا…
ترامب يصعّد الحرب التجارية ويرفع رسوم الصلب إلى 50%…
ارتفاع أسعار النفط بعد قرار محكمة أميركية بوقف رسوم…
ترامب يستبعد اتفاقاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي ويهدد برسوم…
إيلون ماسك يعلن أنه يخطط لتقليل المبالغ التي ينفقها…

اخر الاخبار

نتنياهو ينشر صورة مع قيادات عسكرية خلال إدارة الضربات…
الحرس الثوري الإيراني يعلن انطلاق موجة صواريخ جديدة على…
نزار بركة يؤكد أن 2025 سنة الحسم في قضية…
بوريطة يتسلم رسالة من رئيس بنما إلى الملك محمد…

فن وموسيقى

كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…
هنا الزاهد تُعبر عن سعادتها بتجدّد التعاون مع النجم…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…
محمد رمضان يتخذ قراراً جديداً للحاق بموسم الصيف
حميد الشاعري يعلّق على عودته للتعاون مع "روتانا"
أحمد الفيشاوي يشوّق جمهوره لفيلمه رهبة وراء مصنع الكراسي

رياضة

فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…
المغربي أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يوجه تهديدًا صريحًا إلى كل من يتعامل في…
ترامب يؤكد دعمه للتعريفات الجمركية لتعزيز الانتاج المحلي وجذب…
الصين تصعّد خطابها في الحرب التجارية وتؤكد أنها لن…
الصين تفرض رسومًا جمركية على الواردات الأميركية في وقت…
ترمب يجتمع مع كبار تجار التجزئة لمناقشة الرسوم على…