الرباط - المغرب اليوم
عزّزت المملكة المغربية مكانتها كأحد المورّدين الرئيسيين للفواكه إلى روسيا خلال الفترة ما بين فاتح يناير وثامن غشت الجاري، بعدما أشرفت هيئة الرقابة الزراعية الروسية (روسيلخوزنادزور) على دخول شحنات كبيرة من المنتجات المغربية عبر موانئ “سانت بطرسبورغ” ومقاطعة “لينينغراد”، ضمن إجمالي يفوق مليونًا و300 ألف طن من الفواكه والخضر استوردتها موسكو من حوالي 38 دولة في العالم.
وحسب بيان للإدارة الإقليمية الشمالية الغربية للهيئة الفيدرالية للرقابة البيطرية والصحة النباتية في روسيا فقد شهدت واردات الخضر والفواكه من الخارج خلال هذه الفترة زيادة قُدرت بـ8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مشيرًا إلى أن أكثر أنواع المنتجات الزراعية استيرادًا من روسيا كانت الفواكه الطازجة، وعلى رأسها الموز الذي تم استيراد أزيد من 84 ألف طن منه، واليوسفي الذي استوردت البلاد حوالي 59 ألف طن منه.
ووفق المصدر ذاته شملت الواردات منتجات أخرى كالليمون والكلمنتين والتفاح والمشمش والأناناس والأفوكادو والفراولة، مسجلًا أن أغلب هذه الفواكه جاءت من جنوب إفريقيا والمغرب ومصر، إلى جانب دول أخرى كالأرجنتين وباكستان والإكوادور وصربيا والبرازيل.
وبالنسبة للخضر أشار الفرع الإقليمي لهيئة “روسيلخوزنادزور”، ضمن البيان ذاته، إلى استيراد أزيد من 25 ألف طن من الخارج خلال هذه الفترة، أهمها البطاطس والجزر والثوم، مؤكدا أن غالبية الكميات المستوردة جاءت من بيلاروسيا ومصر والصين، ومبرزًا في الوقت ذاته أن “جميع شحنات المنتجات الزراعية المستوردة اجتازت بنجاح الفحوص المتعلقة بالصحة النباتية قبل أن يُسمح بدخولها إلى أراضي الاتحاد الروسي”.
تفاعلا مع هذه الأرقام قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن “إقبال المستوردين الروس على المنتج الفلاحي المغربي وارتفاع الطلب عليه في السوق الروسية يعود بالأساس إلى جودته وتنافسيته، واحترامه المعايير الصحية والبيئية المعمول بها داخل هذا البلد الأوروبي”، مشيرًا إلى أن “هناك دولًا تنافس المغرب في هذا السوق، لكن على مستوى الكم، وليس الجودة التي يتفوق فيها المنتج المغربي، وعلى رأسها إيران ومصر”.
وأضاف أوحتيتا أن “الثقة التي يوليها المستورد الروسي للمنتج المغربي هي ثمرة سنوات من الخبرة التي راكمتها الفلاحة في مجال الإنتاج والتصدير”، موردا أن “روسيا توجهت، منذ توتر علاقتها مع دول الاتحاد الأوروبي بعد الحرب في أوكرانيا، نحو تعزيز علاقاتها التجارية، بما يشمل المجال الزراعي، مع دول أخرى منها المغرب، الذي كان في وقت من الأوقات مقصدا لعدد من المستثمرين الإسبان الذين يشترون المنتجات الفلاحية المغربية في المملكة ويصدرونها إلى السوق الروسية، خوفًا من فقدان زبائنهم هناك، وتحايلاً على العقوبات الغربية على موسكو”.
وذكر الخبير الفلاحي ذاته، في حديث صحفي ، أن “اعتماد تقنية التجميد الفردي السريع من طرف المصدّرين المغاربة ساهم هو الآخر في زيادة إمدادات عدة أنواع من الفواكه الحمراء إلى الأسواق الروسية”، مسجلًا أن “المغرب انخرط في السنوات الأخيرة في مشاريع إستراتيجية كبرى لإنشاء محطات لتحلية مياه البحر، بعدما كان مشكل ندرة المياه يمثل عائقًا حقيقيًا أمام تنمية القطاع الزراعي”، وزاد: “مع توسع هذه المشاريع أصبح المغرب قادرًا على تأمين حاجياته المائية للزراعة وتعزيز قدرته على توسيع قاعدة أسواقه التصديرية نحو دول جديدة في مختلف القارات”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
مهنيون يواصلون تصدير الخضر والفواكه المغربية رغم الاحتجاجات الأوروبية
تونس تعلن إستعدادها لتزويد الأسواق الروسية بزيت الزيتون