الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
إسرائيل تُغلق معبر كرم ابو سالم

غزة ـ محمد حبيب

شهد قطاع غزة جولة جديدة من التصعيد، عقب عملية القنص التي نفّذها أحد المقاومين الفلسطينيين لعامل في سلاح الهندسة الصهيونيّ بين موقع "نحال العوز" و"مُستعمرة  كفار" في حي الشجاعيّة شرق غزة، ولم يتأخر الرد الصهيونيّ, فسرعان ما شنّت الطائرات الإسرائيليّة غارات على مواقع عدة في غزة.ولم يكتف الاحتلال بالغارات التي شنّها حيث سارع إلى اغلاق معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاريّ الوحيد حاليًا للقطاع بعد إغلاق الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة والجانب المصريّ، والتي ظلت طوال سنوات الحصار شريان حياة للغزيين بعد أن أغلقت البوابات كافة أمامهم.
وأكد المستشار السياسيّ لرئيس الحكومة الفلسطينيّة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية، في تصريح صحافيّ، أن "إغلاق الاحتلال الإسرائيليّ لمعبر كرم أبو سالم التجاريّ، يُعدّ عقابًا جماعيًا للشعب الفلسطينيّ ودليلاً واضحًا على عنصريته، وأن المعابر المُغلقة هي علامة واضحة على العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة"، مشيرًا إلى "ضرورة مواجهة حصار غزة الخانق بالتعمّق بالمقاومة للتحرّر من الظلم".
وقد أمر وزير الدفاع الإسرائيليّ موشيه يعالون، بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاريّ جنوب شرقي قطاع غزة، حتى إشعار آخر، ردًا على مقتل إسرائيليّ برصاص قناص فلسطينيّ شرق غزة، والذي أعقبه شنّ الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة سلسلة غارات على القطاع، أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة عدد آخر بجروح.
وكشفت مصادر عسكريّة في الجيش الإسرائيليّ، أن "قواعد اللعبة تغيّرت مع قطاع غزة، الذي عاد ليعتمد أكثر على إسرائيل كوجهة اقتصاديّة بعد تدمير الأنفاق الحدودية مع مصر، وأن قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاريّ، جاء للضغط على حكومة (حماس) لتغيّر من نهجها الحالي، وتعود إلى الالتزام بشروط التهدئة التي أعقبت الحرب الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2012".
ورغم أن الاحتلال اعتاد على اتخاذ هذا الإجراء مع بداية كل تصعيد، إلا أن الإغلاق هذه المرة يعكس استخدام إسرائيل الورقة الاقتصاديّة في التعامل مع غزة، بعد أن أصبح هو المعبر الوحيد الذي يدخل عبره بضائع للقطاع.وأفاد "والا" العبريّ، أن "الوضع الاقتصاديّ في غزة صعب وحرج للغاية", متوقعًا أن يعود الهدوء بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم، الذي يُعتبر بالغ الأهمية للفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيليّ بدأ يستخدم عملية التحفيز الاقتصاديّ القويّ ضد القطاع.
وقال ضابط إسرائيليّ، "في يوم واحد سنرى كيف سيؤثر نقص الغاز على غزة، وإسرائيل تريد إيصال رسالة إلى (حماس) بأن معبر أبو سالم لن يُفتح خلال الأيام المقبلة في ظل ما يجري".
ويبدو من لهجة قادة الاحتلال الانتقاميّة أنهم سيصعّدون من الضغوط الاقتصاديّة على القطاع, ويستخدمون أزمة المعابر لتشديد الحصار, حيث حذّر رئيس الكيان الصهيونيّ شيمعون بيريز، سكان غزة من أي تصعيد، وقال "إن قطاع غزة لا يستطيع العيش من دون مساعدة من الخارج، وستتوقف هذه المساعدة إذا استمر التصعيد".
وتعكس هذه التصريحات تهديدًا صريحًا للغزيين، الذين باتوا مُحاصرين من الاتجاهات كافة, يقطنون في سجن كبير، أُغلقت أبوابه جميعها، ودمّرت الشرايين الأرضيّة التي كانت تُغذيه.وأكد المحلل الاقتصاديّ ماهر الطباع، أن الإغلاقات المُتكررة لمعبر أبو سالم جنوب القطاع، تحول من دون توفير السلع والمواد الأساسيّة، وتؤثر في الأمن الغذائيّ للأطفال والعائلات في غزة، وأن القطاع يُعاني حتى في الأيام التي يُفتح فيها المعبر, وأن الاحتلال يسمح فقط بدخول 250 شاحنة يوميًا من المواد الغذائيّة والاحتياجات الضروريّة، على الرغم من أن سدّ حاجته يتطلب دخول 700 شاحنة في اليوم الواحد.
وأعلن مدير الإعلام في الغرفة التجاريّة في غزة، أن وقف إدخال المساعدات عبر المعبر يؤثر بشكل كبير على طبيعة الحياة اليومية للغزيين, خصوصًا أن 80% من سكان القطاع يعتمدون على هذه المساعدات، وانقطاعها يزيد الصعوبات الحياتيّة التي يواجهونها.
ويُعدّ معبر كرم أبو سالم، الذي يقع جنوب شرقي مدينة رفح، المعبر التجاريّ الوحيد في غزة، ويتم من خلاله إدخال البضائع والمساعدات والمحروقات ومواد البناء، إضافة إلى أن غزة تصدّر عبره التوت الأرضي (الفراولة) والتوابل الخضراء والزهور إلى الدول الأوروبيّة.
ودان رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار" جمال الخضري، إغلاق الاحتلال معبر أبو سالم، مُعتبرًا إغلاق المعبر الوحيد المفتوح جزئيًا، والذي يتم من خلاله إمداد القطاع ببعض السلع والمواد الغذائية، عقوبة جماعيّة.
وشدّد الخضري، في تصريح صحافي، على أن الوضع الإنسانيّ في غزة متفاقم وصعب جدًا، وأن إغلاق المعبر سيزيد الوضع خطورة على مليوني مواطن يسكنون القطاع، داعيًا إلى استمرار فتح معبر ابو سالم، مؤكدًا أنه وجد ليعمل ويمدّ المواطن بحاجاته من دون مساس في كل الأحوال، فيما جدّد الدعوة إلى حراك عربيّ ودوليّ ضاغط على إسرائيل، للتراجع عن قرارها وإنهاء الحصار وفتح المعابر كافة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الهواتف المهربة من أوروبا تسبب خسائر قياسية للمغرب
حكومة المغرب تخصص 380 مليار درهم للاستثمار العمومي في…
بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على وقع إيجابي
مسؤولو المالية العالميون يشعرون بالارتياح لقوة الاقتصاد رغم سياسات…
تحالف سيادي من السعودية والإمارات وسنغافورة يشارك في صفقة…

اخر الاخبار

قرقاش يؤكد أن ضم الأراضي الفلسطينية يشكل خطا أحمر
أميركا تستضيف اجتماعات لطرفي النزاع في السودان تستمر يومين…
بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا…
أنقرة تدعو قسد للاندماج في صفوف الجيش السوري

فن وموسيقى

وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…
أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…
منة شلبي تكشف كواليس تكريمها في مهرجان الجونة و…

أخبار النجوم

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
إياد نصار يكشف عن مسلسل رمضاني يتناول أحداث غزة
تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
حنان مطاوع تكشف تفاصيل مشاركة فيلمها هابي بيرث داي…

رياضة

ميسي يجدد عقده مع إنتر ميامي ويؤكد استمراره في…
النجم المغربي عثمان معما يأسر أنظار ريال مدريد بعد…
ديمبيلي يقود سان جيرمان لاكتساح تاريخي على أرض ليفركوزن
إنتقادات حادة لمحمد صلاح بعد هزيمة ليفربول أمام مانشستر…

صحة وتغذية

دراسة جديدة تربط بين الشيب والوقاية من الأورام
6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر…
الاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر وأهمية التعرف على العلامات الأولية
العلاقات الاجتماعية الدافئة تحسن صحة كبار السن وتبطئ الشيخوخة

الأخبار الأكثر قراءة

المغرب يصادق على استثمارات بقيمة 200 مليار درهم خلال…
صادرات المغرب من الخضر والفواكه إلى إسبانيا تلامس 900…
المغرب بحاجة إلى استثمارات بقيمة 38 مليار دولار لاستكمال…
المغرب وإسبانيا يطلقان عبّارات كهربائية لدعم التبادل التجاري
ترقب لخفض الفائدة على الدولار قبل اجتماع الفيدرالي رغم…