الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
ظاهرة "الاغتصاب" باتت مشهدًا تجاريًا في السينما المصريّة

القاهرة - سعيد أبوزيد

يُعدُّ الاغتصاب في الحياة جريمة، بينما على شاشة السينما فهو أحيانًا متعة، وفي كثير من الأوقات "تجارة"، بغية زيادة إيرادات شبّاك التذاكر، وفيما يبرز الخبراء السينمائيون أنَّ الفن السابع قدّم العديد من الأعمال التي تطرّقت إلى الظاهرة، أشار الفنانون إلى أنَّ العقوبات الرادعة هي السبيل إلى التخلّص من انتشارها، لافتين إلى أنَّ إرساء العدالة الاجتماعيّة والقضاء على العشوائيات تعتبر من السبل الناجعة في محاربة الحرّش، وهتك العرض.
ويؤكّد الخبراء السينمائيّون أنّه "باستثناء أفلام قليلة جدًا تناولت قضية الاغتصاب بصورة تؤدي إلى احتقارها وتجريمها، واحتقار صاحبها وفعله، فإن باقي الأفلام لعبت على وتر الاغتصاب باعتباره أحد (مشهّيات) العمل السينمائي"، مشيرين إلى أنَّ "فيلمًا فيه مشهد اغتصاب من المؤكد سيحظى بنسبة مشاهدة عالية جدًا، وسيقبل عليه الجمهور".
وبدأت السينما المصرية، منذ الستينات، في التطرّق إلى ظاهرة الاغتصاب، حيث احتوى فيلم "الليلة الأخيرة" على مشهد اغتصبت فيه الفنانة فاتن حمامة على يد زوج اختها في العمل، الذي أخرجه كمال الشيخ، واغتصبت فيما بعد سعاد حسني، في مشهد من أكثر المشاهد شهرة في السينما المصرية، في فيلم "الكرنك"، من إخراج علي بدرخان.
وتوالت الأفلام، إذ قدّمت ليلى علوي فيلمين عن هذه الظاهرة، الأول هو "زمن الممنوع"، مع المخرجة إيناس الدغيدي، والأخر فيلم "المغتصبون"، مع المخرج سعيد مرزوق.
د يوسف، وقبلها إلهام شاهين في فيلم "أيام الغضب" لمنير راضي، وأخيرًا هيفاء وهبي، في أحدث أفلامها "حلاوة روح".
وفي سياق متّصل، يؤكّد الفنّانون أنَّ "السينما فعلت أقصى ما تستطيع في التطرق إلى الظاهرة، والعمل على فضحها، لكن الظروف الاقتصادية والنفسية السيئة، فضلاً عن الظروف الاجتماعيّة المهلهلة، أدت إلى استفحال الظاهرة، وعودتها إلى الحياة مرّة أخرى، عبر حفلات اغتصاب جماعية، وتحرّش، وهتك عرض في الطريق العام".
وأبرز المخرج علي عبد الخالق أنّه "عالج مشكلة الاغتصاب في فيلم له، حمل عنوان (اغتصاب)، من بطولة هدى رمزي"، موضحًا أنَّ "الظّاهرة موجودة منذ عشرات السنين، ولا يمكن للسينما أو غيرها أن تقتلعها من جذورها بفيلم أو اثنين، ولكن يمكن عمل ذلك عبر تغليظ العقوبة، وإعادة الاهتمام بالأخلاق، ومواجهة الانحراف في المدرسة والبيت والقانون".
وأشار عبد الخالق إلى أنَّ "السينما تعدُّ في النهاية متعة، ولا يمكن لمنتج أن يغامر بأمواله بغية تسجيل موقف أخلاقي، فهو يبحث عن الربح، ويسعى إلى أن يحقق فيلمه إيرادات"، مؤكّدًا أنّه "يشعر بالخزي إزاء تفاقم الظاهرة، بطريقة فجّة وبشعة".
من جانبه، رأى الكاتب طارق عبد الجليل أنَّ "هناك معاييرًا لتقديم قضية الاغتصاب ومشاهده على السينما، كما أنَّ بعض المحاذير الرقابية قد تكون عائقًا لتقديم الظاهرة بكل قبحها كما ينبغي".
ولفت إلى أنَّ "السينما قد تكون قدّمت من 20 إلى 30 فيلمًا عن الظاهرة، إلا أنّ الأفلام لم تترك أثرًا مجتمعيًا يذكر".
وأضاف "الدراما اقتربت من الظاهرة أيضًا، في أعمال عديدة، ربما أهمها مسلسل (قضية رأي عام)، لكن مع ذلك فتجددها يحتاج إلى إعادة تنشيطها سينمائيًا ودراميًا، من جديد، وفضح هذه الظاهرة البشعة، والمناداة عبر العمل الفني بتغليظ العقوبة على مرتكبيها، وتقديمهم للمحاكمات عاجلة".
وأوضح عبدالجليل أنَّ "الاغتصاب لم يعد مقتصرًا على الكبار من الفتيات والنساء، ولكنه طال بعض الأطفال أيضًا، في قصص مأساويّة، لم يتخيل الإنسان أبدًا أن تطلَّ هذه الجرائم في مجتمعنا".
وبيّنت الفنانة داليا البحيري أنها "تشعر بالغثيان من عودة ظاهرة التحرّش، وهتك العرض، والاغتصاب، دون أي خوف، وكأننا نعيش في مجتمع الغاب"، مؤكّدة أنها "لم تقدم الظاهرة على شاشة السينما، ولكنها قدمتها في الدراما، عبر مسلسل (بنت من الزمن ده)".
وتعتقد البحيري أنَّ "مجتمع العشوائيات، الذي نعيش فيه جميعًا، له تأثير واسع جدًا على ظهور وتفشي كل السلوكيات المتدنيّة، مثل البلطجة، والجريمة، والتحرّش".
واعتبر الناقد الكبير محمود قاسم أنَّ "بداية الاهتمام بصورة فعلية بالظاهرة كانت في ثمانينات القرن الماضي، حيث يعدُّ فيلم (المغتصبون) لسعيد مرزوق من أفضل هذه الأفلام على الإطلاق، لأنه اقترب منها بوعي، وعبر التحقيقات التي كانت تجرى آنذاك فيما عرف بفتاة العتبة"، مشيرًا إلى أنَّ "الفيلم حقّق نجاحًا كاسحًا، وهو مختلف عن الأفلام التي اقتربت منها بدافع تجاري بحت"، لافتًا إلى أنَّ "اعتقاد البعض أن السينما تتحمّل الدور الأكبر في محاربة التحرّش والاغتصاب يعدُّ اعتقاد خاطئ".
وأبرز أنَّ "توحش الظاهرة، وعودتها من جديد بصورة مرعبة ومقززة، كما هو الحال الأن، يعتبر مشكلة حقيقية، ينبغي التصدي لها، عبر المؤسسات التعليمية بمراحلها كافة، والمؤسسات الدينية، فضلاً عن منظومة من التشريعات القانونية المحكمة، بغية ملاحقة المتحرش والمغتصب، ومنعه من الإفلات من العقوبة".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

راغب علامة يوضح حقيقة صورة المعجبة ويطلب تنظيم الحفلات…
جدل حول بيع نانسي عجرم لأغنية أخاصمك آه والكاتب…
نجمات تركيا يتألقن عالميًا ويجمعن بين الجمال والموهبة
سعد لمجرد يشارك في السينما المصرية لأول مرة عبر…
نقيب الفنانين ينفي شائعة وفاة الفنانة زيزي مصطفى

اخر الاخبار

فرنسا تصف منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية بـ"المخزية"
ترامب يحذر مدفيديف من تجاوز الخطوط الحمراء ويدعوه لمراقبة…
مصرع 13 مصرياً في غرق قارب هجرة غير شرعية…
استشهاد الملك عبدالله الثاني بكارثة غزة الإنسانية ووصفها بأنها…

فن وموسيقى

رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…
محمد فراج يعود بمسلسل كتالوج في تجربة إنسانية عميقة…
أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…

أخبار النجوم

فيروز تهمس بحبها لمصر في لقاء قصير مع السفير…
محطات فنية صنعت شهرة لطفي لبيب
بسمة بوسيل تكشف عن علاقتها بتامر حسني وتؤكد أنهما…
آمال ماهر تحقق إنجازاً غير مسبوق على تيك توك…

رياضة

القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة أثناء العودة…
يوفنتوس يسعى لضم المغربي سفيان أمرابط من فنربخشة التركي…
ريال مدريد يستعد لجني أرباح ضخمة بعد إعلان مبابي…
ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…

صحة وتغذية

أطعمة مخمرة تُعيد التوازن إلى جهازك الهضمي وتشفي الأمعاء…
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بشكل طبيعي
وزير الصحة المغربي يُعلن إطلاق المجموعات الصحية الترابية للارتقاء…
معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…

الأخبار الأكثر قراءة

الفنانة روبي تعيش نشاطاً ملحوظاً على مستوى إحياء الحفلات…
حفل هولوغرام عبد الحليم حافظ بمهرجان موازين في المغرب…
مهرجان عمّان السينمائي يكشف عن برنامج دورته السادسة بمشاركة…
تايلور سويفت تستعيد حقوق تسجيلاتها الأصلية بعد سنوات من…
القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان السينمائي 2025 تتويج للإبداع…