الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
خسرت هذه المرأة جنينها

بيروت - المغرب اليوم

كانت تحمله في أحشائها وتراه ينمو في داخلها بفرح وصبر، هي التي عانت من إجهاضات سابقة تلقفت خبر حملها بكل حماسة وامتنان. 4 أشهر مضت برعاية صحية لتفادي أي خسارة مؤلمة لم تكن لتتحملها، ولكن في لبنان قد تعيش الخسارات بسبب انقطاع الدواء. نعم في 2021 نحن نتحدث عن انهيار القطاع الصحي وفقدان أدوية رئيسية، في لبنان يموت الشخص نتيجة عدم تلقيه العلاج بسبب عدم توفر الأدوية وليس نتيجة المرض، إنها المهزلة!
أن تعيش في لبنان في ظل الفوضى والاحتكار والمحسوبيات التي تتحكم ببعض قطاعاته، يعني أن تضع حياتك على طاولة المراهنة، صحتك "على كف عفريت" تتحكم بها قدرتك المالية في شراء الدواء أو الاستسلام.
في العام 2021 خسرت هذه المرأة جنينها بسبب عدم توفر إبر Lovenox بانتظام، خسرت طفلها في الشهر الرابع من حملها لأنها لم تتمكن من تأمينها أو تخزينها أو شرائها شهرياً لأنها مقطوعة، أو لأن بعض محتكري الدواء لم يجدوا في توفيره ربحاً كافياً، للمال سلطة أقوى من الإنسانية.
صرخة الاختصاصي في طب العائلة الدكتور محمد جردلي منذ يومين هزّت إنسانيتنا ولم تهز ضمائر المسؤولين، في حين أنها تُسقط حكومات في الخارج.
"عندي مريضة حامل بالشهر الرابع وبحاجة لأبر سيلان Lovenox، ومش عم تلاقي الأبر بانتظام اليوم اتصلت فيي لتقولي إنها روّحت...والله ما بعرف شو بينقال...". من تغريدة على تويتر إلى اتصال يكشف معاناة ما يجري مع اللبنانيين، في حين أن الأدوية ما زالت مقطوعة بالرغم من رفع الدعم الجزئي عنها.
يشرح جردلي أن "المرأة تعاني تجلّطات وهي بحاجة إلى أخذ هذه الإبر لتثبيت الحمل وعدم الإجهاض. لكن المشكلة أن هذا الدواء غير موجود في لبنان والبديل غير موجود أيضاً، ما دفعها إلى محاولة تأمينه من سوريا أو تركيا".
في لبنان لا يمكن للجميع شراء الدواء، عليك أن تكون من الفئة الميسورة أو التي يكون راتبها بالفريش دولار لتأمين الدواء أو البحث عن بديل البديل وما قد يرتبه ذلك من مخاطر ومضاعفات وآثار جانبية على الصحة.
يصف جردلي ما جرى بالقول: "هناك أمور لا يمكن تعويضها، لقد خسرت هذه المرأة جنينها في الشهر الرابع من حملها، من يعوّض لها هذه الخسارة والصدمة؟ وهذه الخسارة كان يمكن تفاديها لو كانت هذه الأدوية متوفرة ومؤمنة كما كانت سابقاً".
ما يتلقاه جردلي من اتصالات من مرضاه لا يختلف عن اتصالات استغانة لأطباء آخرين، يواجه كثيرون مضاعفات نتيجة عدم تناولهم أدويتهم بانتظام أو إيجاد حتى البدائل. أنا طبيب العائلة وقد حزنتُ لما جرى معها فكيف حالها؟ ماذا تفعل الدولة باللبنانيين اليوم، إنها تقول لهم "إذا لم تكونوا من الميسوريين، ستموتون".
لا أدوية في لبنان ولا جنريك ولا براند، ولم يعد أمام الناس سوى اللجوء إلى مراكز الرعاية الصحية التي تفتقر بنفسها إلى أدوية رئيسية. ما هي هذه الخطة الجهنمية في رفع الدعم الجزئي عن أدوية الأمراض المزمنة والإبقاء على غيابها أو انقطاعها في السوق؟ ماذا يتوجب على المريض فعله في هذه الحالة؟
إذا كان المريض ميسوراً يؤمن الدواء من الخارج. أما اذا كان "على قد حاله" عليه أن يقف متفرجاً مع تدهور صحته أو البحث عن بديل البديل.
هذه الحادثة ليست الوحيدة، هناك مريض سكري لم يعد يتناول أدويته بشكل منتظم يعاني اليوم من التهابات في ساقه، لم يجد دواء التهاب لمعالجتها. وقد وصل الالتهاب إلى العظم، فمن ينقذ ساقه من خطر البتر؟ نحن في 2021 وعدنا لنتحدث عن خطر بتر ساق مريض سكري لتعذر تأمين أدوية التهابات وأدوية السكري، في حين يجد الأطباء أنفسهم عاجزين أمام هذا الواقع. هناك حوالى 50% من الأطباء هاجروا من لبنان بحثاً عن فرص عمل بعيداً عن هذه الأزمة التي تعصف بلبنان، أما الباقي فيعالج حسب الموجود.
الكميات التي تُسلم إلى الصيدليات قليلة جداً، في حين أن مراكز الرعاية الصحية تفتقر إلى أدوية رئيسية براند وتؤمن الجنريك بما توفر لديها. ما يعني أننا أصبحنا في مجتمع منقسم "مرضى ميسورون يتعالجون على نفقتهم ويشترون الدواء من الخارج، ومرضى يلجؤون إلى مراكز الرعاية الصحية والبحث عن بدائل متوفرة".
ويختصر جردلي: "الوضع سيئ جداً، وأصبح الوضع الصحي مثل أفريقيا. لذلك يجب كسر احتكار الأدوية وتفعيل مكتب الدواء وتعزيز الصناعة المحلية ومراقبة الأدوية ودعم الجنريك (اليوم الجنريك أغلى في بعض الحالات من البراند) والأهم تفعيل نظام الرعاية الصحية الشاملة".
الوقت عدو المريض، ما يجري جريمة بحق اللبناني، الوقاية خير من ألف علاج، ولكن كيف يمكن أن نحمي صحتنا في مجتمع يفتقر إلى أدوية أساسية؟ هذه الخسائر من يتحمل ثمنها وثمن أوجاع الناس الذين أصبحت أرواحهم رخيصة؟


قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

علاجٌ مُحتمل لتشوّهات الجنين بعد كشف أسبابه

 

قصة وفاة صيدلانية مصرية وجنينها بسبب تداعيات إصابتها بفيروس كورونا تُثير الجدل

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قيود عالمية جديدة على السجائر الإلكترونية بسبب انتشارها الواسع…
10 أطعمة نباتية تُساعد على تنقية الدم طبيعيًا
دراسة جديدة تكشف أن الكافيين قد يلعب دوراً حيوياً…
منظمة الصحة العالمية تعلن رصد متحور جديد من كورونا…
دراسة جديدة تكشف فائدة تناول الشوكولاتة مع الشاي لصحة…

اخر الاخبار

رئيس الحكومة المغربية يؤكد الاستمرار في العمل رغم التحديات…
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يُجدد التعبير عن دعمه…
منظمة التعاون الإسلامي تسلط الضوء على جهود الملك محمد…
روسيا تحذر دول قد تزود إيران بسلاح نووي ردًا…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

الفنانة شيرين رضا تكشف سبب حبّها لتقديم أدوار الشر
محمد سعد يكشف شرطه لخوض دراما رمضان المقبل
يسرا اللوزي تردّ على منتقدي دورها في "لام شمسية"
أحمد الفيشاوي يكشف عن حلمه الذي يتمنى أن يحققه…

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

انشغال الأطفال بالهواتف أثناء الوجبات قد يؤدي لزيادة الوزن
دراسات تؤكد فوائد زيت الزيتون في الوقاية من الأمراض…
تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…

الأخبار الأكثر قراءة

نجاح اولي في استعادة البصر عبر تجديد الخلايا العصبيه…
خمس عادات تجميلية ينصح بها أطباء الجلد لبشرة صحية…
أفضل العصائر لصحة الجهاز الهضمي فوائد مذهلة للشمندر والجزر…
أطفال غزة يواجهون سوء تغذية حاد وإسرائيل تصعّد القصف…
الرياضة تساعد على نمو خلايا دماغية جديدة