الرئيسية » التحقيقات السياحية
مدينة "زغرب" في كرواتيا

القاهرة - سهام أحمد

تزخر مدينة "زغرب" في كرواتيا بالكثير من الروايات التي تعبر عن أسرار هذه المدينة الرائعة، فيُحكى في الأساطير القديمة، أنّ أحد الجنود الكرواتيين كان مصابًا في إحدى الحروب وكان يشعر بالعطش، فطلب من فتاة أن تغرف له الماء من بحيرة في ساحة "بان جيلاسيك: بقوله لها: "زغرابي" أي "إغرفي"، فارتبطت هذه الكلمة بذلك المكان، ليطلق لقب "زغرب" على عاصمة كرواتيا، وحين تنتهي كل الحكايات، تبدأ في زغرب حكاية جديدة تأسرك لتقليب صفحاتها واحدة تلو الأخرى، فتستكشف في كلّ صفحة منها تاريخ هذه المدينة وأصول نشأتها وملامحها الجغرافية والطبيعية الساحرة، تلك التّي قد تخفى على البعض في شهرتها، لكنها حتمًا ستتربّع على قلب كل من يفك أسرارها، هذه المدينة الجميلة ليست بعيدة، وقد تكون وجهتك المقبلة للسياحة والاستجمام، حيث دشّنت طيران الإمارات أولى الرحلات المباشرة إلى هذه الوجهة الواقعة في جنوب شرقي أوروبا في الأول من شهر حزيران\يونيو المقبل، وستكون هناك رحلة يومية إلى زغرب عبر طائرة بوينغ 777-300 بتوزيع الدرجات الثلاث، لتصبح أول خدمة بطائرة ذات جسم عريض إلى زغرب.

وتتمتّع زغرب التّي تقع في جنوب شرقي أوروبا، بموقع مهم، فهي تصل أوروبا الوسطى بالبحر الأدرياتيكي، وتضم مجموعة من الأماكن السياحية المختلفة الداخلية والساحلية، ولغتها الرسمية هي اللغة الكرواتية فيما تعد اللغتان الإنجليزية والألمانية شائعتان في الاستخدام بين السكان، سمتان ميزتا الطابع العام لزغرب، تلك التي تتلخص في الهدوء والبساطة. الهدوء الذّي تشعر به منذ اللحظة الأولى التي تهبط بها الطائرة على أرض زغرب، فلن تحتاج أن تنتظر في صفوف طويلة لإنهاء الإجراءات داخل المطار،  رغم وجود وفود سياحية كثيرة. ومن المطار الواسع، تبدأ الرحلة لاستكشاف زغرب الخضراء، كما تبدو من نافذة الطائرة، وستكتشفها عن قرب، وستلاحظ أنّ الخضار يكسو جبالها وهضابها أثناء انتقال الحافلة إلى فندق "إسبلاناده زغرب"، الذّي يعتبر أكبر وأشهر وأفخم فندق في زغرب، وبني في عام 1925.

وتحتوي زغرب على طبيعة خلابة، تنبض جمالًا كحجر الزمرد الكريم، فمن أعلى جبل ميدفينيكا أو "جبل الدب" الذي يقع وسط كرواتيا، شمال زغرب مباشرة، يتجلّى جمال مدينة زغرب بكاملها، ومن هناك، تستطيع أن تطلّ على المدينة بكاملها، وأن تذهب في رحلة تأمل واسترخاء، وكأنك في مكان آخر مع العالم لا يشاركك فيه أحد، فتغفو بين أحضانه حتى يحين موعد الرحيل، كما تضم زغرب كثير من الحدائق، مثل حديقة ماكسيمير التّي أنشأت في عام 1787، وتعدّ أقدم حديقة فيها ، حيث تشكل جزءًا من التراث الثقافي للمدينة، وهي موطن لكثير من الأنواع النباتية والحيوانية المختلفة.

 وتشتهر كرواتيا بالرياضة فهي جزء من ثقافة البلاد، التّي تشتهر بالرياضات المختلفة، مثل التزلجّ على جبال الألب وكرة القدم والتنس والسباحة، وستجد أعلى قمة في جبل ميدفينيكا هي سلجم بارتفاع 1،035 متراً (3،396 قدمًا)، وعادة ما يشار إلى الجبل بكامله بـ "سلجم".

ويعانق التاريخ مدينة زغرب التّي تروي بين جنبات هندستها المعمارية ومبانيها العتيقة وشوارعها المرصوفة بالحصى قصة من تعاقبوا على المكان ومن المعالم التاريخية والسياحية فيها ساحة "بان جيلاسيك"، الساحة المركزية للمدينة التّي تعود للقرن السابع عشر، وسميت باسم السياسي جوسيب جيلاتشيتش تكريماً له، ومن المعالم السياحية المهمة أيضًا المسرح الوطني الكرواتي ومتحف ميمارا مويسوم ومتحف الفن المعاصر وسوق دولاتش وكاتدرائية زغرب وكاتدرائية القديس ماركو وساحة سان ماركو وبرج لوترسكاك.

وتعطي زغرب الأولوية لمستخدمي الدراجة الهوائية، وستلفتك ملاحظة "رجاء لا تتجاوز المسار"  كما أنّها فلن تغيب عن أذهان كل من يزور زغرب، فأهلها يعتمدون كثيرًا على الدراجة الهوائية، وستجد على الأرصفة مسارات مرسومة ومخصّصة فقط للدراجات الهوائية، وإذا أخطأت وتخطيت تلك المسارات أثناء سيرك، فإنك حتمًأ ستعرقل المرور، وستقابل بنظرات امتعاض لاحترام خصوصية سائقي الدراجات، كما يعتمد أهالي زغرب كثيراً على النقل العام إلى جانب الدرجات الهوائية في التنقل، ما يجعل المدينة أقل تلوثًا، مقارنة بغيرها من المدن التّي يقل فيها استخدام المواصلات العامة، ويكثر الاعتماد على السيارة.

تمتلئ عدد من جدران أبنتيها القديمة والحديثة  بفن الغرافيتي على أشكال خطوط وكلمات ورسمات تعبيرية، تكشف عن أفكار ومزاج صاحب هذه الفنون،  فهو شعب محبّ للفن ولا يرى حدودًا للتعبير، وهوانطباع ستشكله من الدقائق الأولى في زغرب التي تضم مختلف أنواع الفنون، فضلًا عن كونها حاضنة للتراث الثقافي لكرواتيا،  فهي تجمع في تصميمها بين الهندسة المعمارية القديمة والمعاصرة، ومن المعالم الشهيرة أيضًا في عاصمة كرواتيا، مسجد زغرب، وهو أكبر مسجد في كرواتيا، بدأ بناؤه في عام 1981، وانتهى في 1987، وكان لدولة الإمارات مساهمات مالية في بناء هذا المسجد.

وتسير في فرقة عسكرية تؤدي حركات استعراضية بالسيوف في منطقة كابتول في زغرب، ، وكان جميع أفرادها يرتدون ربطات عنق حمراء اللون، ويُروى أنّه من هذه المدينة انطلقت أصل ربطة العنق التي أصبحت جزءًا من الزيّ الرسميّ الشهير حول العالم، ففي القرن السابع عشر، كانت أمهات وزوجات الجنود الكرواتيين، يضعن على أعناق أبنائهم أو زوجاتهم ربطات لتحميهم من الشر، وعندما كان يطل الجنود الكروات من مسافة بعيدة، كان يُشار إليهم بالقول "الكرواتيون أتوا" لارتدائهم لهذه الربطات التّي كانت تحدّد هويتهم.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قطر والبحرين تغلقان مجالهما الجوي مؤقتًا وسط تصاعد التوترات…
تطوّرات الحرب تسرّع وتيرة مغادرة السياح من لبنان
توتر الأجواء وتصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل يشل حركة…
وجهات صيفية لا تُفوّت لعشاق البحر والمغامرة في سيشل
السياحة الداخلية في مدينة أغادير تدفع ثمن فوضى الايجارات

اخر الاخبار

إسرائيل تنفذ عمليات برية جنوب لبنان "دمرنا بنى تحتية…
مجلس المستشارين المغربي يُصادق على مشروع القانون المتعلق بالمسطرة…
الملك محمد السادس يعزي ترامب في ضحايا فيضانات تكساس…
وزير العدل المغربي يؤكد ضرورة تحديث المهن القضائية لمواكبة…

فن وموسيقى

أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…

أخبار النجوم

حسام حبيب يعلن عن إحيائه أولى حفلاته بالمملكة العربية…
تامر حسني يعلّق على تحقّق أحداث فيلمه "ريستارت" في…
رامي صبري يُعرب عن سعادته الكبرى بتقديمه افتتاح مهرجان…
كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني يُجددان تعاونهما في…

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة

البيت الأبيض يتفاوض مع قطر للحصول على طائرة جامبو…
الأردن ينجح في إجلاء 1800 سائح من البتراء بعد…