الرئيسية » التحقيقات السياحية
مدينة الداخلة المغربيّة مركب عائم في المحيط

الداخلة - المغرب اليوم

يُطلِق البعض على مدينة الداخلة، التي تقع في أقصى جنوب أقاليم الصحراء الغربية المتنازع عليها، وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع موريتانيا، لقب "المدينة العائمة"، وهو لقب استحقته عن جدارة بفضل موقعها الجغرافي الذي يمتد على 40 كيلومترًا داخل المحيط الأطلسي، إضافة إلى أن المدينة تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث قوة رياحها، وهو ما أهل المدينة الجنوبية إلى أن تستقبل بطولة العالم في التزحلق على الماء.
وتُعَد الداخلة مثل مركب عائم يطفو فوق المحيط الأطلسي، تغتسل بشمس ناعمة وريح قوية تتلاعب بالألواح الشراعية التي تمتد على طول الشريط الساحلي للمدينة الجنوبية. وشاهدنا عند التجول في المدينة بين الفينة والأخرى موكبًا للسياح وجهتُهم الوحيدة هي شاطئ المدينة الذي يستقبل بطولة العالم في التزحلق على الماء، فيما تشعر بقوة رائحة السمك أينما وليت وجهك، من هذا المزيج تتكون شبه جزيرة الداخلة، قطعة من الثقافة الحسانية الضاربة في أعماق التاريخ.
والتقينا بعد الوصول إلى شاطئ المدينة عددًا من الرياضيين الذين حجوا إلى الداخلة. ونرى الجميع منهمك في التحضير لعرضه وفي التأكد من أن جميع معداته سلمية، بينما البعض الآخر اختار الجلوس للاستمتاع بشمس الداخلة الدافئة في انتظار موعد عرضه. ومن بين هؤلاء الرياضي الألماني ماريو رودوولد الذي أكّد أنه "جد سعيد ومتحمس للمشاركة في هذه الدورة"، خاصة وأنه احتل المرتبة السابعة خلال الدورة السابقة.
وعلى الرغم من أن الرياضي الألماني ماريو تبدو عليه علامات التركيز، وكأنه يقرأ على صفحة المحيط الممتد أمامه الطريقة التي سيقدم بها عرضه، فإنه خصّص لنا بضع دقائق للحديث عن تجربته في مدينة الداخلة "في ألمانيا نفتقد لهذه الشمس الدافئة خاصة في هذا الوقت من العام، لذلك فإنني أحاول قدر استطاعتي أن أستغل فرصة وجودي في هذه المدينة الجميلة، وبجوها الجميل الذي يجمع بين الرياح القوية وأشعة الشمس الدافئة".  وأعلن الرياضي الألماني الذي يضيف أنه يزور المدينة للمرة الثانية، ويشعر رغم ذلك أنه يزورها للمرة الأولى "هذه المدينة تعطيك إحساسًا بأنك لو زرتها عشرات المرات فلن تتعرف عليها، فهي تتخذ أشكالاً عدة في الشروق لها شكل وأثناء الغروب تفاجئك بشكل مغاير وفي المساء، فأنت أمام سماء مرصعة بالنجوم لذلك فسحر هذه المدينة لا يُقاوم" حسب تعبير ماريو رودوولد وهو يصف مدينة الداخلة.
وإذا كان ماريو قدم إلى الداخلة من أجل المشاركة في المنافسة على اللقب العالمي للتزحلق على الماء وتمثيله بلده، فإن الأمر يختلف بالنسبة إلى يونس السنوسي، الشاب العشريني ابن مدينة الداخلة، الذي حضر إلى شاطئ المدينة ليس كمشارك، وإنما كمتابع لنجوم العالم في التزحلق على الماء "صحيح أنني أمارس هذه الرياضة على طول السنة لكن مستواي لا يصل إلى هؤلاء الأبطال العالميين، لذلك أواظب على الحضور خلال أيام المنافسة للتعرف على المستوى العالمي لهؤلاء الأبطال" على حسب وصف يونس ذي السحنة الصحراوية وعلامات الإعجاب بادية عليه من المستوى الذي يقدمه الرياضيون المشاركون في البطولة.
وأوضح يونس الذي أخذ لنفسه موقعًا فوق تل رملي حتى يتمكن من متابعة جميع العروض بأن هذه البطولة تمكنه من الاتصال مع هؤلاء الأبطال "أحاول الحديث مع عدد من الرياضيين الذين يقدمون لي بعض النصائح، كما أنني حصلت على وعد من منظمي الدورة بأنني سأشارك في بطولة للهواة في فرنسا"، حسب ما حكى يونس، الذي بدا منتشيًا بهذه المشاركة التي ستفتح له أفاقًا جديدة، بعد أن تمرس على مداعبة لوحه الشراعي ومراقصة رياح مدينة الداخلة القوية.
ولم يُخفِ يونس أسفه من "قلة توافر الإمكانات وغياب اهتمام وزارة الشباب والرياضة بالشباب أمثاله "القادرين على المنافسة على الصعيد العالمي لو أتيحت لهم الفرصة ومنحت لهم الرعاية الكافية" يقول يونس بإصرار قبل أن ينفض عباءته الصحراوية مستعدًا للمغادرة بعد أن بدأت شمس المغيب تستلقي فوق سطح المحيط.
بعد أن وضعت المنافسة أوزارها، انتقلنا من شاطئ مدينة الداخلة إلى وسط المدينة، حيث يصادفك الرجال بلباسهم الصحراوي المعروف، والنساء باللباس الذي يسمى "الملحف" وهو عبارة عن قطعة من القماش تلفها المرأة الصحراوية حول جسمها بطريقة معقدة، ودخلنا إلى أحدى المحلات التجارية التي تبيع منتجات لا يمكن أن تجدها إلا في الجنوب المغربي من الشاي الصحراوي إلى الحناء الصحراوي إلى الملحف الصحراوي.
والتقينا آمنة صاحبة المحل التي استقبلتنا بالشاي كما تقتضي بذلك العادات الصحراوية، وسألناها عن ممارسة المرأة للتجارة في المجتمع الصحراوي المحافظ، فابتسمت آمنة قبل أن تجيب "هذا من الأساطير التي تروج عن المرأة الصحراوية، أؤكد لك أن المرأة الصحراوية لها مكانة معتبرة في المجتمع وتتمتع بحرية كبيرة". تقول آمنة قبل أن تضيف بأن المجتمع الصحراوي ينظر إلى المرأة على أنها "سيدة ويأخذ رأيها في جميع الأمور وخير مثال على ذلك أن المرأة الصحراوية إذا كانت مطلقة فإنه يتم الاحتفاء بها حتى لا يُعتبر أن الطلاق إهانة في حق المرأة"، آمنة التي كانت منهمكة في إعادة ترتيب السلع في واجهة محلها قَبلَ أن تقول وهي تلوح بملحفها كعلامة على الفخر "المرأة الصحراوية سيدة في قومها".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الصويرة المغربية مدينة ساحرة تجمع بين التاريخ وروح المغامرة…
هجوم سيبراني يضرب مطار هيثرو وعدة مطارات أوروبية ويتسبب…
هجوم إلكتروني يعطل مطارات أوروبية ويتسبب في تأخير الرحلات…
وجهات أوروبية ساحرة بميزانية محدودة 7 مدن تجمع بين…
تجارب لا تُنسى بين سحر الثقافة وروعة المغامرة في…

اخر الاخبار

نتنياهو يعتذر رسميًا لقطر عن الهجوم على الدوحة ويتعهد…
انجراف سفينة شحن هولندية عقب استهدافها بهجوم في خليج…
السلطة الفلسطينية ترحب بجهود ترامب لوقف الحرب على غزة
وزراء خارجية دول عربية وإسلامية يرحبون بجهود ترامب لانهاء…

فن وموسيقى

جنات تظهر مع ابنتيها للمرة الأولى وتشارك الجمهور تفاصيل…
حسين فهمي يرفض مليون دولار حفاظًا على هوية مهرجان…
مي عمر تحصد المركز الثامن عالميًا في قائمة أجمل…
أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…

أخبار النجوم

سيرين عبد النور تنتقد السوشيال ميديا وتقول عايشين مع…
نجاة أحمد السقا من حادث سير مروع أدى إلى…
إيمان العاصي تثير قضية الميراث من جديد في مسلسل…
إخلاء سبيل المطربة بوسي من النيابة بعد انتهاء التحقيقات

رياضة

رونالدو يتجاوز المغربي حمد الله ويصبح الهداف التاريخي للنصر…
المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب أجنبي في…
عثمان ديمبلي يتوّج بجائزة الكرة الذهبية في مفاجأة كبرى…
الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…

صحة وتغذية

إحتجاجات شبابية في المغرب ضد أولوية الملاعب على حساب…
علماء بريطانيون يعيدون شباب الخلايا الجلدية 30 عاما ويفتحون…
وزير الصحة المغربي يستنفر مصالحه لمواجهة الغيابات والتأخرات غير…
دراسة تكشف دور النوم العميق في تنظيم سكر الدم…

الأخبار الأكثر قراءة

السعودية تتيح التقديم المباشر على تأشيرة العمرة من الخارج…
الاتحاد الأوروبي يصدر أكثر من 606 آلاف تأشيرة للمغاربة…
جزيرة بياضة السعودية جنة بحرية هادئة على سواحل جدة
العراق يطلق برنامجاً استثمارياً لرفع عائدات السياحة
شركة الخطوط الملكية المغربية تُعزز شبكة "رحلات بلا توقف"…