الرئيسية » التحقيقات السياحية
مطاعم دمشق القديمة

دمشق ـ نور خوام

تستمر الحرب بقضم جمال العاصمة دمشق و تحويل كل ما هو أصيل و نقي فيها لبؤر للفساد و الرذيلة, ودائما هناك فاسد كبير يحمي من يقومون بهدم تراث العاصمة لإرضاء غاياتهم الرخيصة كجرذ غبي يدنس روعة لوحة ثمينة بأنيابه القذرة, حيث كانت المطاعم الدمشقية قبل الحرب في قلب دمشق القديمة قبلة لكل سائح يزور سورية لما تحتفظ من عبق الأيام الغابرة بياسمينها و حجارتها و نوافيرها و أسرار غرفها, فيما تحولت النوافير لمراقص للفتيات العاريات و تبدلت رائحة الياسمين برائحة المشروبات الروحية و صوت العود النقي لأغان خليعة تثير الشهوات و تحرك النزوات .

وبعدما اغلقت الكازينوهات التي كانت تنتشر على طريق منطقتي " التل و الغوطة " أبوابها, ولم يجد مستثمروها و روادها و العاملون فيها مكانا آمنا لمعاودة نشاطهم الا مطاعم دمشق القديمة التي خف نشاطها وقل زبائنها بسبب غلاء الاسعار, وتحولت مطاعم العاصمة القديمة (خاصة منطقة باب توما ) بدعم من متنفذين في الدولة و قوات الأمن إلى " بارات و مراقص و بيوت للدعارة " و تحولت الحارات الضيقة من ملاذ للعشاق الشباب لزواريب قذرة تخشى اي فتاة المرور فيها خشية التحرش من الزبائن السكارى المسلحين غالبا.

وتعتبر الكازينو في سورية ليس للعب القمار و العاب الورق كما في معظم دول العالم  بل هو  مكان مرخص من الدولة لشرب الكحوليات و مشاهدة الراقصات (الشبه عاريات) والتعارف بهن ومن ثم الاتفاق مع إحداهن بمعرفة إدارة الكازينو لقضاء ليلة او اكثر في مكان يحدده الزبون, والفتيات في الكازينو يحملن ترخيص من نقابة الفنانين تحت مسمى ( مغية ملهى ليلي ) وشهادة صحية من وزارة الصحة بخلوهن من الأمراض المنقولة جنسيًا, حيث كانت منطقة " التل " شمال دمشق تضم اكثر من 200 كازينو على طرفي طريق " جسر الهامة - التل " عام 2010  وكانت كلها تعمل بطاقتها القصوى في كل ليلة فضلًا عن عشرات الكازينوهات على طريق " الغوطة " وكانت تكلفة فتح طاولة مع زجاجة مشروب واحدة حوالي 25 الف ليرة ( ضعف راتب الموظف تلك الأيام), وبعد تدمير كل تلك المنطقة خلال سنوات الحرب انتقلت الكازينوهات الى دمشق القديمة بمسميات مثل " بار - مقصف" او حافظت على مسمى مطعم او كافييه واصبحت تكلفة فتح طاولة اكثر من 100 الف ليرة فضلا عن دعوة الراقصات لاحتساء المشروب ( وهو في عرف مرتادي الكازينو يعتبر نصرًا للشخص الذي قبلت دعوته ) و تكلفة (رش النقود على المغنية أو الراقصة ) وهي عادة القصد منها التفاخر امام الآخرين .

و اشتكى سكان منطقة " باب توما " من الازعاج المستمر الصادر عن تلك الاماكن حتى ساعات الصباح الاولى و من تحول حاراتهم لأوكار للاتفاق بين الزبائن و فتيات الليل على سعر قضاء ليلة, ولم تلق تلك الشكاوى اي صدى لدى المؤسسات المعنية التي لا تملك اي سلطة على اصحاب هذه البارات وروادها سيما وأن  الحرب جعلت منطق القوة هو المنطق الوحيد السائد حيث لا قانون ولا اخلاق ما جعل سكان هذه المنطقة أمام حلين أما السكوت والتأقلم أو بيع المنزل بثمن بخس .
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تطوّرات الحرب تسرّع وتيرة مغادرة السياح من لبنان
توتر الأجواء وتصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل يشل حركة…
وجهات صيفية لا تُفوّت لعشاق البحر والمغامرة في سيشل
السياحة الداخلية في مدينة أغادير تدفع ثمن فوضى الايجارات
الجزائريون يشتكون من غلاء السياحة الداخلية مقارنة بعروض تونس…

اخر الاخبار

وزير العدل المغربي يؤكد أن قرار منع المحامين من…
وزيرة خارجية ليبيريا تُجدد دعم بلادها للوحدة الترابية للمغرب…
بايتاس يُطلق برنامج حكومي جديد لتأهيل جمعيات المجتمع المدني…
مجلس النواب المغربي يعقد جلسة عمومية موجهة إلى رئيس…

فن وموسيقى

أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…

أخبار النجوم

وائل كفوري يُروج لألبومه الجديد بصورة زفاف غامضة
شيري عادل تعود للدراما بحكاية ديجافو ضمن مسلسل ما…
تامر حسني يكشف عن مفاجأة كبرى لجمهوره في مهرجان…
شريهان تدعم أبطال العرض المسرحي "يمين في أول شمال"

رياضة

أشرف حكيمي يقترب من سباق جائزة الكرة الذهبية بعد…
ياسين بونو وحكيمي يدخلان التشكيلة المثالية لثمن نهائي مونديال…
غوارديولا يُعرب عن حزنه بعد خروج مانشستر سيتي أمام…
المغربي أشرف حكيمي يقود باريس سان جرمان لربع نهائي…

صحة وتغذية

بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…
شركة مايكروسوفت تعلن عن تقدم غير مسبوق في الذكاء…
دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم
6 مشروبات تنظف الأمعاء عند تناولها على معدة فارغة

الأخبار الأكثر قراءة

البيت الأبيض يتفاوض مع قطر للحصول على طائرة جامبو…
الأردن ينجح في إجلاء 1800 سائح من البتراء بعد…
العلا على خريطة السياحة العالمية إرث تاريخي يتألّق برؤية…