واشنطن -المغرب اليوم
في تحول تاريخي غير مسبوق منذ الثورة الإيرانية عام 1979، شنت الولايات المتحدة، فجر الأحد 22 يونيو 2025، أول هجوم عسكري مباشر على إيران، مستهدفة ثلاث منشآت نووية شديدة التحصين في كل من "فوردو"، و"نطنز"، و"أصفهان"، مستخدمة قاذفات استراتيجية من طراز B-2 الشبحية وقنابل خارقة للتحصينات، وصواريخ توماهوك أُطلقت من غواصات في مياه الخليج.
وجاء الهجوم بأمر مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن في خطاب مقتضب من البيت الأبيض أن العملية العسكرية "حققت نجاحًا مذهلًا"، وأسفرت عن "تدمير القدرات الإيرانية لتخصيب اليورانيوم"، مؤكدًا أن بلاده "لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي تحت أي ظرف". ووجه ترمب رسالة شديدة اللهجة لطهران قائلاً: "إما السلام الآن، أو مواجهة عواقب كارثية في الأيام المقبلة".
أوضح ترمب أن منشأة "فوردو" الواقعة تحت الأرض تعرّضت لقصف بست قنابل خارقة للتحصينات زنة الواحدة 30 ألف رطل، في حين تم إطلاق 30 صاروخًا من طراز "توماهوك" على منشأتي "نطنز" و"أصفهان". وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الطائرات أقلعت من قاعدة "وايتمان" الجوية في ولاية ميزوري، ونفذت رحلتها الجوية المعقدة على مدى 37 ساعة، مع عمليات تزوّد بالوقود في الجو، لضمان تنفيذ الضربة بدقة تامة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في البيت الأبيض أن هذه الضربات جاءت بعد أسابيع من المشاورات بين واشنطن وتل أبيب، وتنسيق دقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبدى دعمه الكامل للهجوم، واعتبره "تحركًا تاريخيًا سيمنع أخطر نظام في العالم من امتلاك أخطر أسلحة عرفتها البشرية".في أول رد فعل رسمي من طهران، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الضربات لم تسفر عن "أي تسرب إشعاعي أو تلوث بيئي"، مشيرة إلى أن بعض المواقع المستهدفة كانت خالية من المواد النووية أو تحتوي على كميات ضئيلة من اليورانيوم منخفض التخصيب.
في المقابل، أطلقت إيران سلسلة تهديدات، حيث توعد وزير الخارجية عباس عراقجي بأن "الهجوم الأميركي سيكون له عواقب أبدية"، مؤكدًا أن "إيران تحتفظ بكافة خيارات الرد". كما دعا السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة "الاعتداء الأميركي غير المشروع على سيادة إيران"، واصفًا الهجوم بأنه "تصعيد خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين".
ووسط الصور التي بثها البيت الأبيض لاجتماع غرفة العمليات، لاحظ المتابعون غياب مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي جابارد، عن الاجتماع، في ظل تقارير عن خلافات حادة بينها وبين ترمب بشأن كيفية التعامل مع إيران في الفترة الأخيرة.
وكتب ترمب على منصته "تروث سوشيال": "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو. لا يوجد جيش في العالم قادر على تنفيذ هذا النوع من الهجمات. الآن هو وقت السلام".التحرك الأميركي أثار موجة ردود فعل دولية واسعة. فقد أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن "قلقها العميق"، ودعت إلى الوقف الفوري للتصعيد، وضرورة العودة إلى الحوار والدبلوماسية، مطالبة مجلس الأمن بالتحرك لمنع تدهور الأوضاع أكثر.
من جانبها، حذرت تركيا من أن "القصف الأميركي زاد من احتمال تحول الصراع الإقليمي إلى حرب عالمية"، وناشدت جميع الأطراف التحلي بضبط النفس. أما الاتحاد الأوروبي، فقد أكدت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن "المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة"، مؤكدة أن "إيران يجب ألا تمتلك السلاح النووي مطلقًا".في روسيا، وصف ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن، ما حدث بأنه "بداية لحرب أميركية جديدة"، محذرًا من أن "الإجراءات الأحادية من قبل واشنطن تقوض الاستقرار العالمي".
أكدت شبكة CNN أن هذا الهجوم يُعد أول استخدام معروف للقنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57A/B، والتي تزن 30 ألف رطل، وتُعد الأقوى في الترسانة التقليدية الأميركية. وقالت وزارة الدفاع إن هذه القنبلة صُممت خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة والمرافق النووية المدفونة تحت الأرض، في إشارة واضحة إلى طبيعة منشأة "فوردو".بحسب مسؤولين مطلعين، فإن الرئيس ترمب يأمل أن تؤدي هذه الضربات إلى دفع إيران نحو طاولة المفاوضات من جديد، مؤكدين أنه "لا توجد خطط أميركية فورية لمزيد من الضربات"، لكنه "لن يتردد في تكرارها إن لزم الأمر"، في حال استهدفت إيران المصالح الأميركية أو حلفاءها في المنطقة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن اجتماعًا ثلاثيًا ضم ممثلين عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا عقد في جنيف قبل يومين من الضربة، بهدف إنقاذ المسار التفاوضي مع طهران، لكن التصريحات الإيرانية بعد الاجتماع أشارت إلى تشدد متزايد، واشتراطات غير مقبولة من وجهة نظر واشنطن، ما دفع ترمب للحسم العسكري.في ظل هذه التطورات المتسارعة، تقف المنطقة أمام مرحلة شديدة الخطورة، وسط غياب مؤشرات على التهدئة، وتحذيرات دولية من خطر انزلاق الأوضاع إلى صراع مفتوح أو حتى مواجهة شاملة. وبينما يتوعد كل طرف الآخر، تترقب العواصم العالمية ما ستؤول إليه الساعات والأيام القادمة، في انتظار الخطوة التالية من إيران، ومن إدارة ترمب التي اختارت هذه المرة "القوة أولًا".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
هجوم صاروخي إيراني يستهدف تل أبيب ويصيب 23 ويخلف أضراراً جسيمة
الحرس الثوري يعلن تنفيذ الموجة العشرين من الهجمات ويهدد باستخدام قدرات لم تُفعل بعد