القدس المحتلة - المغرب اليوم
يعاني أهالي بلدة بئر عجم في ريف القنيطرة، من انتهاك القوات الإسرائيلية ملكياتهم وحياتهم اليومية مع مضيها في تنفيذ مشروعها العسكري خط «صوفا 53» الذي يمر بأراضيهم، ويعيد رسم الحدود الفاصلة بين الطرفين.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن الخط يخترق البلدة بعمق وعرض خمسة أمتار، مع رفع ساتر ترابي بارتفاع خمسة أمتار على الجانب المطل على الأراضي المحتلة، وإن أعمال الحفر تتواصل لعشر ساعات يومياً.
ويأتي ذلك، بينما تواصل إسرائيل توغلاتها يومياً في مناطق أخرى من ريف القنيطرة، حيث أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) الأربعاء، بأن قوة إسرائيلية مؤلفة من دبابتين وأربع سيارات، توغلت في بلدة جباتا الخشب، وأقامت حاجزاً عند مدخل الكسارات على الطريق الذي يربطها بقرية عين البيضا في الريف الشمالي.
ومع مواصلة إسرائيل تنفيذ مشروع خط «صوفا 53» داخل الأراضي السورية، يتخوف أهالي البلدات الحدودية من احتلال لبلداتهم.
ويؤكد الحاج أبو منذر النميري، أحد سكان بلدة بئر العجم لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك 8 آليات ثقيلة و4 جرافات عسكرية كبيرة وسيارات شحن لنقل التراب، تستخدم في أعمال الحفر والتجريف لبناء الخط المار من بلدة بئر عجم.
وعمليات الحفر، تبدأ يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساء، لافتاً إلى معاناة سكان البلدة من تلك الأعمال التي تنتهك أراضيهم وملكياتهم وتحرمهم منها، وتدمر الأراضي الزراعية والمراعي، عدا عن منع الأهالي من الاقتراب من مسافة كلم واحد من الخط.
ويضيف النميري: «إن قوات الاحتلال تصادر أيضاً المواشي التي تُعدّ مع الزراعة مورد الرزق الرئيسي لأهالي البلدة... تحتجزها لأيام قبل أن يتمكن أصحابها من استرجاعها عن طريق قوات (يوندوف)» (قوات الأمم المتحدة في المنطقة)، مؤكداً على «أن المعاناة من التوغلات والانتهاكات الإسرائيلية صارت يومية تقلق الأهالي وتحرمهم من العيش بشكل طبيعي».
وتوغلت القوات الإسرائيلية بعمق 150 متراً على طول شرق الشريط الحدودي، ضمن خطتها لتنفيذ مشروعها العسكري خط «صوفا 53» الذي بدأته عام 2022.
ووفق دراسة لمركز «دراسات الأهرام»، فإن إسرائيل «بدأت في تنفيذ مشروعها قبل عامين من سقوط النظام السوري البائد، في عمق الجنوب السوري، وتحديداً ريف محافظة القنيطرة، حيث يمتد مسار المشروع من منطقة أم العظام والقحطانية، مروراً بالحميدية وجباتا الخشب، وصولاً إلى بلدة حَضَر ومنحدرات جبل الشيخ، وذلك في إطار استراتيجية إسرائيلية تقول إنها تهدف لإنشاء طريق عسكري تحصيني في المنطقة العازلة، تحسُّباً لأي تهديداتٍ محتملة على حدودها».
ويتراوح عمق الممر، أو الطريق العسكري داخل الأراضي السورية، بين كيلو متر واحد وكيلو مترين، ومحاط بخنادق وسواتر ترابية، بارتفاع خمسة إلى سبعة أمتار، إلى جانب إنشاء نقاط مراقبة.
ويعدّ الجزء المار من الخط في بئر عجم، استكمالاً لخط «صوفا 53» المنطلق من حضر إلى القنيطرة المهدمة، ثم باتجاه القحطانية والعدانية، ثم رويحينة ثم قرية بئر عجم... وعمليات الإنشاء جارية غرب بلدة كودنة على أن تلتقي في نقطة واحدة مع عمليات الإنشاء في بئر عجم عند الانتهاء من الحفر، ليكون هذا الخط الذي يتجاوز المنطقة الفاصلة وفق اتفاقية 1974، هو الفاصل الجديد بين الأراضي السورية والأراضي المحتلة، وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الإسرائيلي يوسع حملته في الضفة ويمنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين
نتنياهو يعلن عن تحركات لإزالة التهديدات المباشرة من القوات الإسرائيلية