الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الرئيس العراقي برهم صالح

بغداد ـ حازم السامرائي

قدم الرئيس العراقي الحالي، برهم صالح، الخميس، رسميا أوراق ترشحه لولاية رئاسية ثانية، وذلك بعد تقديم عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، أوراق ترشحه رسميا لمنصب رئاسة جمهورية العراق، الأربعاء. وسبق وأعلن مجلس النواب العراقي، الاثنين الماضي، فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية؛ لافتا إلى أن الانتخاب سيُجرى في موعد أقصاه الثامن من شباط/ فبراير المقبل. وقال المجلس، في بيان: "فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية استناداً للمواد 2 و3 من القانون رقم 8 لسنة 2012. انتخاب الرئيس سيُجري خلال موعد أقصاه نهاية يوم 8 شباط/ فبراير 2022 تطبيقاً للمادة 72/ثانياً/ب، من الدستور". وأضاف: "على الراغبين بالترشح، ممن تتوافر فيهم الشروط، تقديم طلباتهم التحريرية مرفقة بالوثائق الرسمية، التي تثبت توافر تلك الشروط، مع سيرهم الذاتية إلى رئاسة المجلس، وتسليمها إلى الدائرة القانونية في مجلس النواب".

وأشار البيان إلى أنه، من بين الشروط الواجب توافرها للترشح استناداً إلى المادة (1) من القانون، أن يكون عراقيا بالولادة، ومن أبوين عراقيين، وكامل الأهلية، وأتم الأربعين عاما، وذو سمعة حسنة وخبرة سياسية، ومن المشهود له بالنزاهة؛ وألا يقل تحصيله الدراسي عن الشهادة الجامعية الأولية المعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق. وألا يكون المرشح "محكوما عليه بجريمة مخلة بالشرف، وألا يكون من المشمولين بأحكام إجراءات قانون المسائلة والعدالة، أو أية إجراءات تحل محلها"، وفق البيان. ويرى المراقبون بذلك، أن الخلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، وصراعهما على رئاسة العراق، بات مكشوفا ومعلنا، وأن الأمور تتجه نحو إعادة سيناريو 2018، حين دخل الطرفان بمرشحين أثنين معركة حسم من يتولى المنصب.

وحسب مصادر سياسية كردية مطلعة، رفضت الإفصاح عن اسمها، أشارت ان "رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال الطالباني، يتمسك بترشيح الرئيس العراقي الحالي برهم صالح لدورة ثانية، كون أن هذا استحقاق للاتحاد ولا يجوز التدخل في خياراته، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني يرفض إعادة ترشيح صالح، طالبا من الاتحاد الوطني اختيار مرشح آخر أو أقله طرح عدة مرشحين". وتضيف المصادر: "الديمقراطي انتظر حتى اللحظة الأخيرة كي يقترح الاتحاد اسما آخر غير برهم صالح، لكن الطرف المقابل تمسك بمرشحه، وهكذا قدم الديمقراطي الكردستاني مرشحه هو الآخر كرد فعل، وهو عضو المكتب السياسي للحزب، هوشيار زيباري، وهو من القياديين البارزين فيه وخال رئيس الحزب مسعود البارزاني، وترشيح شخصية بوزن زيباري يعني أن الديمقراطي الكردستاني جاد في انتزاع منصب رئاسة العراق هذه المرة".

لكن مراقبين يرون أن الحزبين الكرديين محكومان بالنهاية بالتوافق على مرشح واحد، إذا ما أرادا ألا تنعكس نتيجة خلافهما الحاد هذا، سلبا على الأوضاع الداخلية في إقليم كردستان العراق وعلى توازن القوى الحساس والدقيق فيه، وأن تكرار معركة رئاسة الجمهورية بينهما كما حصل في 2018، سيسهم في اضعاف موقف الأكراد في بغداد. ويبدي مراقبون آخرون خشيتهم من أن ينعكس هذا الصراع في بغداد بين الطرفين، على الإقليم الكردي العراقي، محذرين من الأسوأ، ومن احتمال عودة نظام الإدارتين في كردستان العراق. وفي هذا الإطار، يقول الباحث والكاتب السياسي، طارق جوهر: "مع الأسف يبدو أن سيناريو 2018 يتكرر بحذافيره، وهذا مؤشر بالغ السلبية ويضعف من فاعلية الدور الكردي في المعادلة العراقية، ويحول البت في استحقاق الأكراد في رئاسة الجمهورية، ليد الكتل البرلمانية الأخرى، في حين أن المفترض أن من يقرر مصير من سيتولى هذا المنصب السيادي، هم أكراد العراق بالدرجة الأولى".

ويتابع: "مضي الديمقراطي الكردستاني في محاولة الحصول على رئاسة الجمهورية، بعد أن حاز على حصة المكون الكردي في هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي، عبر انتخاب شاخوان عبد الله، نائبا لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي، يمثل إخلالا بالتوازنات الكردية ليس فقط في بغداد، وإنما في إقليم كردستان أيضا، وستكون له تداعيات سلبية للغاية على الاستقرار السياسي في الإقليم وحتى في العراق ككل". ويرى الكاتب والمحلل السياسي، علي البيدر، أن "ما يحدث من تجاذبات وتنافسات سياسية في العراق، هو حالة صحية لتقويم إعوجاجات المشهد السياسي العراقي، وخلق حال من التمرد على بعض الأعراف التي بنيت عليها العملية السياسية في البلاد بعد العام 2003، خاصة وأن ثمة تغيرات كبيرة شهدتها المنطقة والعالم حتى، وعليه طرأت تغيرات في أمزجة العراقيين وارتفعت درجة الوعي لديهم حول المثالب التي تعتري العملية الديمقراطية في بلادهم".

ويضيف: "يبقى البيت الكردي هو الأكثر استقرارا بالنسبة للمكونات العراقية الأخرى، رغم حدة هذا التنافس المشتعل الآن بين الأكراد، والذي لن يصل لمستوى كسر العظم، كونه تجمعهم قضايا مصيرية مشتركة، وهم في سبيلها مستعدون لتقديم تنازلات مؤلمة وكبيرة لبعضهم البعض، ولهذا ربما سنشهد قريبا انفراجات في هذا الملف، وبلورة توافق بين الحزبين الكرديين الرئيسيين المتنافسين على رئاسة العراق". أصبح الاستحقاق الانتخابي هو الفيصل الآن لتحديد الحجوم والمناصب السياسية ولا سيما السيادية منها في العراق، كما يشرح البيدر، مضيفا: "ولهذا ولكون الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الأول كرديا وفق نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن من حقه تحديد هوية رئيس الجمهورية العراقية، والظفر بهذا الموقع السيادي". وعلى مدى الدورات الانتخابية الأربعة الماضية، والأكراد يشغلون منصب رئاسة العراق منذ العام 2006، حيث أن رؤساء الجمهورية الثلاث، الذين تعاقبوا على المنصب هم من الاتحاد الوطني الكردستاني، عبر شغل السكرتير العام للحزب جلال الطالباني، المنصب لدورتين متتاليتين، كأول رئيس منتخب وكردي في تاريخ العراق.

وخلف الطالباني في منصب الرئاسة القيادي في حزبه فؤاد معصوم في العام 2014، والذي خلفه في العام 2018 الرئيس العراقي الحالي برهم صالح، بعد منافسة محمومة مع منافسه، مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين، الذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية العراقي. ويتوقع المراقبون للمشهد، أنه في حال توصل الحزبان لصيغة توافقية في اللحظات الأخيرة، عبر اعتماد سيناريو استبعاد برهم صالح مثلا، فإن من الأسماء البارزة المطروحة التي يتم تداولها للترشيح لمنصب الرئيس العراقي، هي كل من لطيف رشيد، وزير الموارد المائية العراقية الأسبق، وملا بختيار، عضو المجلس السياسي الأعلى لمصالح الاتحاد الوطني الكردستاني، ومحمد صابر، ممثل العراق السابق لدى الأمم المتحدة بجنيف. هذا ويفيد العرف السائد في العراق بعد عام 2003 على أن منصب رئيس العراق يذهب إلى الأكراد، ورئاسة الوزراء إلى الشيعة، ورئاسة البرلمان إلى السنة.

قد يهمك أيضاً :

 الرئيس العراقي يؤكد أن الانتخابات هي الحل للخلل في منظومة الحكم

 الرئيس العراقي متفائل بعودة العلاقة بين السعودية وإيران وأنباء عن لقاء سري في بغداد

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فاجعة فاس تعيد المطالبة بالمحاسبة الصارمة واعتماد إجراءات وقائية…
في ذكرى تأسيس ديوان المظالم الملك يقر 9 دجنبر…
حقوقيون في المغرب يدعون إلى ضبط استخدام القاصرين لمواقع…
رئيس وزراء السودان يُدين القصف الوحشي في كلوقي ويصفه…
حقيقة مشاركة أمل علم الدين في إعداد الدستور المصري…

اخر الاخبار

حزب الله يجزئ ذراعه المالية للتهرب من العقوبات الدولية
ألمانيا تحبط مخطط إرهابي لاستهداف سوق عيد الميلاد
جرائم حرب في السودان مقابر جماعية بالفاشر وغارات للدعم…
نيويورك تايمز تحذر من تفشي المجاعة بالفاشر والدعم السريع…

فن وموسيقى

ياسمين عبد العزيز تكشف أسرار حياتها المهنية والشخصية وتستعد…
يسرا تكشف فلسفتها المهنية وتستعد للعودة إلى الدراما والسينما…
مي عمر تتحدث عن علاقتها بالنقد وتؤكد اعتمادها على…
منى زكي تؤكد أن تجسيد أم كلثوم كان الأصعب…

أخبار النجوم

السقا غاضب بعد فيديو صلاح ويعبر عن حزنه لإهانة…
منى زكي تؤكد حرصها على تقديم عمل يليق بأم…
عمرو دياب يشعل الكويت بحفل إستثنائي ويؤكد ليلة لا…
أحمد السعدني يشعر بسعادة كبيرة بالنجاح الذي حققه فيلم…

رياضة

صلاح يرفض الحديث للإعلام بعد فوز ليفربول ويمازح الصحافيين
محمد صلاح يزاحم ميسي ورونالدو في قائمة أعظم 100…
جولة ميسي في الهند تعرف على تكلفة مصافحته والتصوير…
محمد صلاح يعود لتشكيلة ليفربول أمام برايتون بعد محادثات…

صحة وتغذية

أسرار العمر الطويل أكبر معمرة في العالم تكشف وصفة…
لقاح واعد يُحفِّز استجابة مناعية ضدَّ سرطان الثدي
منظمة الصحة العالمية تطلق مكتبة رقمية عالمية للطب التقليدي
تناول الأفوكادو بانتظام يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار…

الأخبار الأكثر قراءة

المغرب يحبط أكثر من 42000 محاولة لتهريب المهاجرين خلال…
رئيس الحكومة يؤكد تحقيق الصناعة المغربية لدينامية إيجابية ومضاعفة…
ولد الرشيد يرى في قرار مجلس الأمن فرصة لوحدة…
طالبان تتهم واشنطن بانتهاك الأجواء الأفغانية عبر المجال الجوي…
بعد عامين من إندلاع الحرب في غزة تعيد تغيّر…