الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
صك إثبات طلاق

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

تروي النساء المغربيات قصصًا مثيرة في صالونات الرباط المخملية، وفي "مراكز التجميل" الراقية في الدار البيضاء أو فاس أو طنجة أو مراكش، وحتى في حمامات النساء الشعبية، عن أفراح الطلاق، وعن مآدب الاحتفال بفك رباط الزوجية، بل إن نجوم غناء شعبي كبار فوجئوا بالغناء في حفلات طلاق، وأجمعوا على أن بعضها يفوق في "الإنفاق" ما شاهدوه في أعراس الزفاف العادية.فتلك الحكايات المغربية مع أفراح الطلاق لا تسمعها غير  أغصان الأشجار الرابضة أمام مبنى محكمة الأسرة، ولا يعايشها عن كثب غير رجال الشرطة المنزوين في زاوية، والمستعدين للتدخل كلما اشتد الخلاف بين زوج وزوجة تهدد زوجها بعرس طلاق "أسطوري" حال إعلان القاضي عن القطيعة..مفارقات يومية يعيشها الزقاق "التاريخي" الحبوس  حيث تنتصب المحكمة والمشهور أيضا ببيع فساتين وملابس الزفاف، إذ تنتصب "حوانيت" شاهدة على بداية حلوة بنهاية مرة عنوانها "الطلاق".
هذا و  تُطلق الزوجة "زغرودة" طويلة يسمع صداها خارج قاعة المحكمة، تتعالى أصوات وجلبة، أجواء فرح لا يوقف تداعياتها إلا طرقات  القاضي على الطاولة وهو يحذر:"أنتم في محكمة وليس في عرس"، فتلك الكلمات كافية لتدخل رجلي أمن في المحكمة الاجتماعية  في الدار البيضاء لتفريق جموع المسرورين بحكم القاضي بعد أسابيع من الذهاب والإياب، وبعد سنوات من عذاب عنوانه البارز "صراع الأزواج"، فيما لا يتعلق الأمر بخلاف بشأن إرث أو ثروة أو موقف، وإنما بأبغض ما لا يحب الخالق أن يراه.
هذا و كان الطلاق حتى وقت قريب وقبل أن تهب رياح المساواة بين المرأة والرجل بالمنظور الغربي،  أشبه بموت أول للمرأة العربية والمسلمة عمومًا،  كانت أيام المطلقة العائدة على بيت أسرتها أو المستقلة بذاتها، رديفة إقامة في سجن مفتوح على سوق شعبي كبير..كل عابر يقول كلمته "القاتلة" ويمضي، كانت الزوجة تقبل أن تسمع نبأ وفاة والدها على أن تسمع "أنت طالق"..اليوم تغير كل شيء، وبات الطلاق بداية أفراح بـ"زفة" و"زغاريد" و"عزومة" وهدايا وغناء.
 فيما أصبح ظاهرة جديدة أمست حديث النساء في المغرب، وتحولت إلى أشبه بعادة غريبة، وغرابتها تبدأ في اللحظة التي تصلك فيها دعوة إلى "فرح الطلاق" في فندق كذا أو قاعة أفراح كذا، والمناسبة الاحتفال بانفصام عرى رباط الزوجية.
وتجلس العروس على "كوشة" لوحدها تمد يديها ورجليها لـ"النقاشة" (الحناء)، و بطقوس الزفاف ذاته، وعلى أنغام "هذه ساعة مبروكة يا لالة" التي تطلقها الفرقة، وتوزع ابتسامتها في وجوه الحاضرات، وهي ترد على كل تهنئة بالطلاق بأجمل منها: "العقبى ليك أختي".
حتى أن أسر غنية وأخرى فقيرة باتت تصر فيها المرأة في تحد سافر للأعراف والتقاليد على أن تحتفي بطلاقها، وكأنها تعلن ميلاد حياة جديدة ستحررها من ربقة زوج ظل جاثما على صدرها بصراخه أو عنفه أو لا مبالاته أو بخله أو عجزه أو خيانته، نساء مطلقات أخريات قررن الاحتفال بالطلاق في محاولة لمواصلة مسلسل شد الحبل مع الزوج أو أسرته، وكأنها ترسل صواريخ "غيض" لتدمير رفيقها وعائلته بعد أن تكون قد حصلت على حضانة الأبناء والشقة وتقسيم الممتلكات، وضمنت النفقة وما إلى ذلك من الحقوق.. ليبقى الزوج الخاسر الأكبر في "عقد" بدأ بالصداق وانتهى بعدم التصديق بوقائع ما جرى طيلة أشهر أو سنوات.
ومن جانبها تقول الباحثة الاجتماعية زكية العماري لـ"العرب اليوم":" الظاهرة واقعية، ويبدو أنها نوع من الاحتفال بانتصار وهمي في معركة الزواج غير القائم على المودة والاحترام والحوار، المطلقة تحاول أن تنتقم من ماض تراه أليما، وتسعى إلى بعث رسائل تعلن فيها أن حياتها ستكون أسعد دون زوج، وهي مفارقة غريبة".
وتعتبر ظاهرة الاحتفاء بالمرأة المطلقة  لها جذور تاريخية، لكنها ليست بالصورة "الإنتقامية" الحالية.
وتضيف الباحثة العالية ماء العينين:"إن الأسر الصحراوية سواء في المغرب أو موريتانيا أو غيرها المرأة المطلقة بالزغاريد والأفراح، وتصفه بأنه:"تعبير من الأهل عن فرحهم بقدومها، ولتحسيسها بأنها لازالت على الرحب والسعة، هذا تصرف لا يخلو من تحضر لأنه يراعي الحالة النفسية للمطلقة في وقت تكون فيه أحوج من ذي قبل للإحساس بالرغبة فيها، وإظهار المحبة لها وقد يتعدى الأمر الزغاريد إلى الاحتفال ودق الطبول عندما تكمل المرأة عدتها، وتبرز في كامل زينتها، وللإشارة، فإن حظوظها في الزواج لا تقل عن اللواتي لم يتزوجن بعد حتى ولو كانت أما".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فوضى وجوع في غزة بعد دخول محدود للمساعدات وسط…
درع القبة الذهبية من ترامب تقنية صاروخية جديدة للتصدي…
الملك سلمان يشيد بنتائج مباحثات ترامب ومحمد بن سلمان…
حماس تتهم إسرائيل بعدم الالتزام بإنهاء الحرب في مفاوضات…
غزة تحت النار والمفاوضات متعثرة بين التصعيد الإسرائيلي وإصرار…

اخر الاخبار

الجيش السوداني يتهم حفتر بدعم هجمات الدعم السريع
حادث إطلاق نار مأساوي في مدرسة ثانوية بالنمسا يودي…
إسماعيل بقائي يؤكد أن طهران تقدم مقترحاً للجانب الأميركي…
وزيرة الانتقال الطاقي المغربية تُجري بباريس مباحثات رفيعة المستوى…

فن وموسيقى

هنا الزاهد تُعبر عن سعادتها بتجدّد التعاون مع النجم…
المطربة اللبنانية كارول سماحة و رسالة مؤثرة لزوجها الراحل…
رحيل سميحة أيوب "سيدة المسرح العربي" عن 93 عامًا…
الفنانة المغربية أسماء لمنور تتوج بجائزة أفضل مطربة عربية…

أخبار النجوم

كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى
كندة علوش تعلن رأيها في الترندات والسوشيال ميديا
هنا الزاهد تعبّر بعفوية عن حبّها لتامر حسني
حكيم يعود الى العالمية خلال مشاركته في مهرجان أوسلو…

رياضة

كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…
المغربي أشرف حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا
المغربي أشرف حكيمي ثالث عربي يُحرز هدفاً في نهائي…

صحة وتغذية

علماء يحذرون من تزايد سرطان الرئة بين غير المدخنين
موديرنا تعلن موافقة FDA على لقاح جديد للوقاية من…
تأثير القهوة على صحتك يعتمد على جيناتك وليس فقط…
وزير الصحة يُعلن مراجعة شاملة لأسعار الأدوية في المغرب

الأخبار الأكثر قراءة

الغارات الأميركية لا تهدأ وسط تصعيد عسكري ضد الحوثيين…
واشنطن تسرّع انسحاب قواتها من العراق وسط تغييرات استراتيجية
الولايات المتحدة تكثف غاراتها الجوية على الحوثيين في اليمن…
الحوثيون يزرعون الألغام بكثافة في الحديدة تحسباً لهجوم بري…
زيلينسكي يصرح بأن مواطنين صينيين يشاركون في إنتاج الطائرات…