الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الرئيس السوري بشار الأسد

دمشق ـ  جورج الشامي

دمشق ـ  جورج الشامي كانت قوات المقاومة السورية قبل فترة قصيرة تُمطر العاصمة دمشق بوابل من قذائف الهاون، وكان جنود الحكومة يتراجعون، وكانت التقارير الصحافية تشير إلى مزيد من الأراضي التي تَفلِت من قبضة بشار الأسد، كما تشير إلى المخاوف من أن الأسد قد يصل به اليأس إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، أما اليوم فقد انعكست الأوضاع، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة اقتتال جماعات المقاومة في ما بينها بصورة وحشيّة على نحو أفقدها الكثير في ساحة المعارك.
وفي تلك الأثناء، فإن الولايات المتحدة والقوى الغربية التي كانت تدعو إلى تنحّي الأسد عن حكم البلاد تبدو الآن مُتردّدة في تزويد المقاومة السورية بالأسلحة التي باتت في مسيس الحاجة إليها.
وعلى الرغم من أن هناك قلة تتوقع أن يعود الأسد من جديد لفرض هيمنته ووحشيّته على أنحاء سورية كافة، إلا أن البعض من أعدى أعدائه يعترف بأن وضع الأسد الآن يزداد قوة عمّا كان عليه منذ أشهر عدّة، وأنه من المحتمل أن يكتسح حركة المقاومة التي تعيش حاليًا حالة من التشرذم.
ويقول الكاتب السوري حسان حسان "إن قوّة الأسد الآن لا تتمثل في كونه رئيسًا يسيطر على الدولة، وإنما في كونه جنرالَ حَربٍ وقائدًا عسكريًا"، مضيفًا أنه غير مؤهّل للعودة إلى السيطرة على البلاد من جديد.
وأدّت الحرب الأهلية في سورية إلى "بَلْقَنة" البلاد، حيث تسيطر كل جماعة على جزء من البلاد، فقوات الحكومة تسيطر على دمشق وعدد من المدن الكبرى، بينما تسيطر المعارضة على عدد من المناطق في شمال وشرق البلاد، ولكنها أبعد ما تكون عن التوحّد نتيجة التنافس في ما بين المليشيات المسلحة على الموارد، ومحاولة فرض قوانينها وشرائعها الخاصة بها على تلك المناطق.
ويعيش قرابة 60 في المائة من سكان سورية حاليًا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بينما تسيطر المقاومة على 60 إلى 70 في المائة من أراضي البلاد، وهذا يعني أن المقاومة تكون أقوى في المناطق الأقل سكانًا، وبالتحديد في المناطق الريفية، كما يقول الخبير في الشأن السوري في معهد واشنطن أندرو تابلر.
ويَبقى الواقع أن قوات الأسد استعادت بعض المكاسب التي جنتها المقاومة، كما نجحت في تخفيف الضغط عن العاصمة، ووصل الأمر باعتراف بعض المقاتلين الذين كانوا يتوقّعون نهاية قريبة للأسد على طريقة ما حدث لزعماء آخرين في المنطقة بتلك الحقيقة، وذلك الواقع الجديد.
ويقول أحد قادة المقاومة في حمص رفض ذكر اسمه "إنه إذا ما استمرت الأوضاع على تلك الحال فإن الناس سوف تثور على المقاومة في ظل تقدم قوات الأسد".
وانتقد زملاءه في المقاومة، واتهمهم بوضع مصالحهم الشخصية على حساب توسيع النضال ضد الأسد، كما اتهمهم بالمتاجرة في السلاح والتربُّح من تلك التجارة.
وأضاف "إن عدم توحّد المقاومة قد أطال أمد الحرب، وزاد من مهمة المقاومة صعوبة".
وأكد أنه لا يستطيع أن يرد على المواطن السوريّ العاديّ لو سأله عما فعلَتْه المقاومة من أجله.
ويتلقى كلُّ طرف في النزاع دعمًا من جهات دولية، فحكومة الأسد تتلقّى دعمًا ماليًا وعسكريًا من روسيا وإيران و"حزب الله"، كما أن الهيكل القياديّ الذي يتمتع به جيشه وتوحّده خلف شخصيّة الأسد ساعد على تماسك قوات الحكومة السورية.
أما جماعات المقاومة فهي تتنافس على الدعم المُقدّم لها من السعودية وقطر وعدد آخر من المموّلين الذين يحملون أفكارًا أيديولوجية مختلفة ومصالح مختلفة، الأمر الذي انعكس على جماعات المعارضة، كما أن زيادة قوة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" ساهم في زيادة حدّة الانشقاق، في الوقت الذي تشكو فيه المقاومة من عدم تلقّيها السلاح، على الرغم من قيام الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن توريد السلاح إلى المقاومة السورية.
وقال القائد في "الجيش السوري الحر" الجنرال سليم شاهين "إن الغرب لا يريد سقوط الحكومة، ولهذا فهو لا يمُدّ المقاومة بالسلاح". وأضاف أن "تردّد الغرب حتى الآن في توريد السلاح والخوف من سقوطه في أيدي المتطرفين تسبّبا في أضرار جسيمة للمقاومة ضد قوات الأسد، التي تحظى بدعم روسيا وإيران وحزب الله".
وشَهِدَت الأشهر الأخيرة فشل المقاومة في توفير الخدمات الأساسية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، ولا تزال مدينة حلب أكبر مدن سورية تشهد انقسامًا وأضرارًا بالغة، حيث يُلقي الكثيرُ من السكان باللوم على المقاومة في الدمار الذي لحق بالمدينة".
وحرَم سقوطُ بلدة القصير في أيدي قوات الحكومة المقاومةَ من ممر إستراتيجي لنقل الأسلحة إليهم من لبنان، ومنذ ذلك الحين بدأت علامات الانشقاق تظهر في أوساط المقاومة، وتطوّر الأمر إلى الصدام المسلّح، وتحوّل العديد من أفراد المقاومة ضد "الجماعات الجهادية" التي سبق وأن رحّب بها في بداية الحرب الأهلية، وخلال الأسبوع الماضي قام "المُتطرّفون" بقتل اثنين من قادة المقاومة السورية في شمال سورية.
وتمنَح كلُّ الشواهد الأسدَ قدرًا أكبر من الثقة، وقبل شَهر كان الأسد قلقًا من هجمات المقاومة على ضواحي دمشق، أما اليوم وبعد معركة القصير وإبعاد المقاومة عن ضواحي العاصمة بات أكثر ثقة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

بعد عامين من إندلاع الحرب في غزة تعيد تغيّر…
الشرطة البريطانية تحدد المشتبه به الوحيد في حادث الطعن…
المغرب والجزائر على أعتاب مرحلة جديدة بعد قرار مجلس…
الدول التي صوتت لصالح خطة المغرب للحكم الذاتي في…
الجيش الإسرائيلي يوسع حملته في الضفة ويمنع الصليب الأحمر…

اخر الاخبار

إيران تستعد لمواجهة إسرائيل عبر الفصائل العراقية وفق البث…
المغرب يعلن 31 أكتوبر عطلة وطنية بعد دعم مجلس…
زيلينسكي يحث الولايات المتحدة على البقاء منفتحة لتزويد أوكرانيا…
القسام تعلن العثور على جثة جندي إسرائيلي في غزة…

فن وموسيقى

آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…
أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…

أخبار النجوم

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف…
أحمد عز يُوجه رسالة قوية لمنتقدي حفل إفتتاح المتحف…
ياسمين عبد العزيز وشيرين رضا معاً للمرة الأولى في…
النجمان تامر حسني وأحمد سعد للمرة الأولى في حفلاً…

رياضة

هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد
محمد زيدان يعتبر هجوم الإعلام الإنجليزي على محمد صلاح…
لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع…
آرني سلوت يشيد بمحمد صلاح بعد تألقه في فوز…

صحة وتغذية

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
يونيسف تؤكد حاجة أكثر من مليون طفل في غزة…
أدوية شائعة قد تسبب نقصاً في الفيتامينات والمعادن وتؤثر…

الأخبار الأكثر قراءة

الملك محمد السادس يطلق مشاريع سككية كبرى بالدار البيضاء…
ترامب تعهد لزعماء عرب بمنع ضم الضفة الغربية
ترامب يخفف من لهجته تجاه الأمم المتحدة ويؤكد أنها…
زيلينسكي يشيد بتغير موقف ترامب من الحرب في أوكرانيا
الاعتراف بدولة فلسطين لن يغير الواقع على الأرض