دعا الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي مصطفى البكوري رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى تقديم استقالته لـ "عدم استطاعته تحمّل المسؤولية"، وطالما أنه "لا أمل في حكومته لتحقيق آمال المغاربة في التغيير المنشود والحقيقي"، موجهًا انتقاداتٍ لاذعةً إليه في كلمته التي ألقاها، الأحد، في افتتاح المؤتمر الإقليمي الأول للحزب في إقليم مولاي يعقوب. وأعلن البكوري بنبرة حازمة: "على كل مسؤول عاجز عن إتمام وتنفيذ المهام الملقاة على عاتقه أن يترك الفرصة لغيره"، داعيًا بنكيران الذي حضر بدوره مهرجانًا خطابيًا في منطقة عين الشقف في الإقليم ذاته لمؤازرة مرشح حزبه في الانتخابات الجزئية لـ3 تشرين الأول/أكتوبر محمد يوسف، إلى التنحي أو تحمل مسؤوليته كاملة أمام المواطنين، والتفاعل مع انتظاراته (تطلعاته) ومشاكله المستعصية.
وكشف البكوري أمام مناضلي حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي لم يتقدم إلى تلك الانتخابات الجزئية عن ارتجال وارتباك عاشه بنكيران وحكومته وأعقب استقالة وزراء حزب "الاستقلال"، وأثناء التفاوض مع الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار" صلاح الدين مزوار، الذي طالما وجه إلى بنكيران اتهامات خطيرة، مستغربًا سر هذا التحول في رمشة عين.
وحسب مصطفى البكوري، فالارتجال عاشته حكومة عبد الإله بنكيران أيضًا في موضوع الزيادة أو نقصان الساعة القانونية التي تأجلت إلى أواخر تشرين الأول/ أكتوبر عوض ليلة السبت كما أُعلن سابقًا، قبل استعمل أسلوب السخرية في التعليق على ذلك، وهو يقول بالدارجة المغربية "واقيلا خصنا حنا نبدلو الساعة بأخرى" (يبدو أننا في حاجة إلى تغيير الساعة بأخرى).
وأكد الأمين المحلي لحزب "الأصالة والمعاصرة" في جهة فاس بولمان عبد السلام زروال، في كلمته لمناسبة افتتاح هذا المؤتمر، أن حزبه يواصل استقطاب وإدماج النخب الجديدة، تحريرًا للطاقات، إيمانًا منه أن تحقيق المشروع الديمقراطي الحداثي التنموي الذي يتبناه الحزب، ويعمل على بلورته على أرض الواقع، "يحتاج إلى إشراك مختلف الفئات والنخب".
وأوضح أن هذا المؤتمر يأتي تفعيلاً لمقررات المؤتمر الوطني الاستثنائي، وقرارات قطب التنظيم الوطني، وتطبيقًا لتوصيات المؤتمر التي تنص على تجديد الهياكل التنظيمية للحزب على امتداد تراب جهة فاس-بولمان، والإرادة الجماعية للنهوض بالأداة الحزبية تنظيميًا وسياسيًا وفكريًا وإشعاعيًا، ليحتل حزب "الأصالة والمعاصرة" مكانة الريادة في هذه المنطقة.
وأكَّدَ في كلمة خلال المؤتمر الذي احتضنته ساحة الجهورة الخضراء في جماعة عين الشقف أن حزبه متعمق في تربة جهة فاس بولمان، إن في حواضرها أو قراها ومداشرها (تجمّعاتها السكنية)، ويضم شرائح وفئات اجتماعية متنوعة، متمنيًا نجاح هذا اللقاء التنظيمي الذي حضره رئيس المجلس المحلّي والأمناء الإقليميون والأمين العام المحلّي في منطقة مكناس تافيلالت وفرقاء سياسيون آخرون.
وجاء المؤتمر الإقليمي للحزب في مولاي يعقوب، الذي تقرر منذ أسابيع، في إطار الاستمرار في الدينامية التنظيمية الرامية إلى تجديد هياكل الحزب، فيما قال أمينه العام مصطفى البكوري، إن "الحضور المهم والمتفاعل لمناضلات ومناضلي الحزب لهذا المؤتمر دليلٌ عمليّ على ارتباط الجميع بالمشروع المجتمعي للحزب".