الرباط - سناء بنصالح
أكد سفير المغرب في فنلندا محمد أرياض، أن المغرب على استعداد لتطوير شراكة طموحة ومتعددة الأبعاد مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وذلك خلال اجتماع رفيع المستوى للدول الأعضاء وشركاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمناسبة الذكرى الـ40 لتوقيع وثيقة "هلسنكي" في الأول من آب/أغسطس 1975، والتي أدت لتأسيس المنظمة بهدف التقريب بين أوروبا الغربية والشرقية.
وأوضح أرياض أن المغرب على استعداد لتطوير شراكة طموحة مع المنظمة، بهدف مرافقته في دينامية الإصلاحات السياسة التي يجريها منذ أعوام عدة تحت قيادة الملك محمد السادس.
وذكر أن المغرب يسعى، منذ المصادقة على دستور 2011، إلى تنفيذ جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والتشريعية والاقتصادية الطموحة، مشددا أن الوقت حان للمضي قدما في الشراكة بين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وبلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
وأوضح أيضا أن التحولات السياسية في بلدان حوض المتوسط لها أوجه مختلفة، الأمر الذي يتطلب تعاونا يراعي خصوصيات كل بلد، وأن هذا التعاون يمكن تدعيمه في العديد من المجالات، وعلى الخصوص في مكافحة الإرهاب، وإدارة الحدود، ومكافحة الاتجار بالبشر، وتدفق الهجرات، وملاحظة الانتخابات، والنهوض بالمرأة وحرية وسائل الإعلام وغيرها، مشددا على ضرورة انخراط المنظمة من أجل المساعدة على مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل وتأثيراتها على بلدان شمال افريقيا، محذرا من خطورة التهديد الذي يشكله الاتجار بالبشر على الأمن المشترك لأعضاء وشركاء المنظمة.
وأكد أرياض أن المغرب اعتمد أخيرا سياسة جديدة للهجرة تضمن حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء وتوفر إطارا قانونيا يتوافق مع المعايير الدولية، وأوضح أن هذه السياسة تبرز أهمية التنسيق وتقاسم المسؤوليات والتضامن بين الدول الأفريقية وأوروبا في ما يتعلق بتدفقات الهجرة.
وفي ما يتعلق بانتشار الإسلاموفوبيا واللاتسامح في بعض البلدان الأعضاء في المنظمة، دعا أرياض إلى التعاون في مكافحة هذه الروح العدائية تجاه الأقليات والمهاجرين، وتشجيع المبادرات السياسية التي تهدف إلى تعزيز القيم الديمقراطية واحترام كرامة الإنسان.