الدار البيضاء - جميلة عمر
نظمت جمعية "صنهاجة" السبت الماضي لقاءً حول تقنين الكيف في المغرب، وجاء هذا اللقاء على إثر انعقاد مهرجان "فينا روك" الخاص بالكيف في إسبانيا.
ووجه رئيس كونفيدرالية جمعيات "صنهاجة" عبد اللطيف أضبيب، انتقادات إلى الأحزاب السياسية والمسؤولين في المغرب، موضحا أن الأحزاب والدولة لم يقدما أي شيء يذكر من أجل تنمية منطقة الكيف، بل فقط "يستغل المزارعين في الانتخابات من أجل كسب أصواتهم".
وأوضح أضبيب أن المجتمع المدني في صنهاجة أدى دورا مهما في "فضح" خطة تقنين القنب الهندي، التي يدعو إليها بعض السياسيين من أجل إدخال شركات عالمية، ستساهم في إفقار المزارعين، الذين سيتحولون من سيطرة البارونات إلى سيطرة الشركات.
وأضاف أن الكونفدرالية راسلت عدة مسؤولين، على رأسهم رئيس الحكومة الذي رحب بأفكارها ومقترحاتها من أجل إخراج المنطقة من العزلة التي تعيشها، وبيّن أن منطقة الكيف حاضرة في المنتدى العالمي الثاني للنباتات المحظورة، الذي سينعقد في هولندا بحضور مختصين وناشطين عالميين، وفي ضوئه سيُعد تقرير عن المشاكل التي يعانيها مزارعو هذه النباتات المحظورة في العالم، من أجل تقديمها في الدورة الخاصة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، المتعلقة بالمواد المخدرة والجريمة، والمزمع تنظيمها في نيويورك عام 2016.
وكشف رئيس جمعية "أمازيغ صنهاجة الريف" شريف أدرداك، جملة من المشاكل المرتبطة بزراعة الكيف في شمال المغرب بما فيها المعاناة المالية، التي يعانيها المزارعون، لأنهم لا يستفيدون من مداخيل هذه المادة، فمثلا 100 كيلوغرام من الكيف تباع بــ 20 درهما" للتاجر الصغير، وهذا الأخير يبيعه بــ 50 درهما لــ" البزناس" الذي يبيعه بدوره إلى الوسيط أو ما يعرف بالنقال إلى أوربا بــ8000 درهم، لتصل البضاعة إلى أوروبا حيث يعاد بيعها بـ100000 درهم
وأبرز أدرداك، أنه في أغلب الأحيان يبيع المزارعون محصولهم بالدين، في انتظار أن يعيد بيعه للتجار المحترفين في تجارة المواد المخدرة، ما يؤدي إلى تأزيم أوضاع المزارع، الأمر الذي جعل النشطاء يدعون السلطات إلى إخراج وكالة لتنمية "منطقة الكيف".
وأردف أن المنطقة أصبحت تعاني مشاكل اجتماعية، تتجلى في تحول مجتمع منطقة الكيف من مجتمع تضامني إلى مادي، يتنافس فيه كلٌ على الثراء انطلاقا من الكيف، وتحول من نظام الجماعة إلى مجتمع تغلب عليه الفردانية، كما اندثرت فيه الأعراف الأمازيغية، والزوايا الدينية، وقيم الحب والوئام ونشرت بين سكان المنطقة ظاهرة شراء الذمم والحقد والضغينة والتحالف مع البارونات.
وتحدث المشاكل التي تعاني منها منطقة الكيف، والتي تتجلى بالخصوص في الغابة من أجل زراعة الكيف، وتوفير حطب الطهي والتدفئة، ما ساهم كثيرا في انجراف التربة في المنطقة، مضيفا أن السكان يعيشون حياة العبودية فهم يملكون وسائل الإنتاج واليد العاملة، لكنهم لا يستفيدون من الربح الذي يستغله بارونات المواد المخدرة.
وتعاني الساكنة مشاكل سياسية، تتجلى في ابتزازهم تحت طائلة التهديد، من طرف مسؤولين وأحزاب سياسية من أجل التصويت لصالحهم، أو ببيعهم الوهم.