الرئيسية » عالم الإعلام
أول قناة تلفزيونية بكادر نسائي في سورية تحارب الصور النمطية

دمشق-المغرب اليوم

تشهد أول قناة تلفزيونية بكادر نسائي وتحمل اسم "جين T.V"، تجهيزات اللحظات الأخيرة قبل تسجيل البرنامج الحواري "Got û bêj"، أو "النقاش" بالعربية، ووضع اللمسات الأخيرة لإعداد حلقة البرنامج الأسبوعي، القناة موجهة للمرأة السورية وتبث من شمال شرقي البلاد.
منذ ربيع 2011 ظهرت العشرات من الإذاعات الكردية، والصحف والمجلات المطبوعة والدوريات الخاصة في سوريا، لتؤسس إعلاماً محلياً موجهاً للجمهور باللغتين الكردية والعربية، وتحت شعار: "صوت النساء... طريق الحياة"؛ وبمشاركة نسائية خالصة، تدير هذه القناة الجديدة 30 فتاة من استوديوهات متواضعة، وهدفها عرض قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها، وانطلق بثها المباشر قبل عام من بلدة عامودا الواقعة أقصى شمال سوريا.

إقرأ أيضا:

انطلاق أوّل قناة تلفزيونية بمُشاركة نسائية خالصة في سورية
وتعتمد القناة على شابات معظمهنّ طالبات؛ منهن مصورات يقفنّ خلف الكاميرات، وأخريات يعملن في مجالات الرسوم التوضيحية وتشغيل الإضاءة وتحضير الاستوديو، أما قسم المونتاج فأوكل إلى فتيات خضعنً لتدريبات بالمجال الفني والتقني قبل الجلوس في غرفة خاصة للإنتاج، إلى جانب مدربات مختصات للتعليم والتدريب على مهارات الإعلام لزميلاتهنّ اللاتي يلتحقنّ بالقناة حديثاً.
وتروي دجلة؛ البالغة من العمر 25 عاماً وتعمل في القناة منذ 7 أشهر معدة ومقدمة برنامج "النقاش": "البرنامج أحد أبرز وأكثر البرامج الاحترافية بالقناة، ويحظى بمتابعة وتفاعل عاليين لدى جمهورها، لأنه يسلط الضوء على تجارب نسائية ناجحة عبر إجراء حوار، والاستماع إلى قصصهنّ".
وتركز الإعلاميات في قناة "جين" على تغطية التحديات النسائية والموضوعات السياسية، وتغيير المفاهيم السائدة عن ذكورية الإعلام، وإتاحة الفرصة للنساء لقيادة المؤسسات الإعلامية. 
وتضيف دجلة: "في البرنامج تتحدث الضيفة عن مشكلات المرأة السورية والشرق أوسطية وسط كل هذه التجاذبات والحروب الدائرة بالمنطقة، فمن الضروري أن يكون هناك منبر حصري لتلك القياديات".
وبمناسبة مرور عام على ولادة القناة، أطلقت حملة تسويقية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى لافتات إعلانية في شوارع المدن والبلدات الواقعة في شمال شرقي سوريا، والخاضعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وأثناء إنتاج برنامج يومي عن الصحة والرياضة، كانت نهاد (25 سنة) تقوم بتقطيع مقاطع مصوّرة وإعادة لصقها في حقل ثان على الكومبيوتر، ثم تقوم بترتيبها وإخراجها بالشكل النهائي قبل إرسالها إلى غرفة إعداد البرامج وكتابة النص. 
وعن تجربتها؛ علقت بالقول: "هذا المكان يعني لي منزلي الثاني. نحن فريق عمل نسائي خالص؛ نكمل بعضنا بعضًا"، وأضافت: "كسرنا القوانين والمعايير، فالمرأة بمقدورها تقديم شيء مهني ومميز وجميل من دون الرجل، نعم هذا النجاح بفضل إرادة المرأة لتتحرر من القيود المتوارثة".
المشاق التي تواجه العاملات في مجال الإعلام متعددة وصعبة إلى درجة أن الصحافة وصفته بأنه "مهنة المتاعب"، ويجد معظم العاملين في المهنة أن الوصول إلى قمة الهرم الوظيفي الإعلامي مهمة شبه مستحيلة لا يبلغها إلا القليلون، ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجهها المرأة في مجال العمل الإعلامي تتضاعف أحيانًا فوق تلك التي يواجهها الرجال؛ الأمر الذي أوصل عدداً قليلاً فقط من النساء إلى المراكز القيادية الإعلامية حتى في الدول الغربية.
وقالت كليستان؛ (32 سنة) إحدى الإداريات في القناة، إن الحراك المعارض الذي انطلق في سوريا قبل أعوام، أعطى دفعاً للمرأة بهدف إثبات شخصيتها والعمل في جميع المجالات. 
وأضافت: "في مناطق شمال شرقي سوريا؛ المرأة حملت السلاح وعملت بالمجالات الطبية والإنسانية والإغاثية، ورسالة قناة (جين) تسليط الضوء على هذه التجارب الناجحة". 
وحول مفهوم سيطرة الذكور على الإعلام، وتغير الذهنية السائدة القائلة بأن "الرجل شريك أساسي بالنجاح" في أي عمل، قالت إنهما باتا من الماضي، ونوهت قائلة: "المساواة بين الجنسين شعار يحمله الجميع، لكن تطبيقه على أرض الواقع يحتاج إلى مبادرات حقيقية، لذلك كانت قناة (جين) بكادر نسائي".
وتبث القناة باللغتين الكردية والعربية، إلى جانب إفراد مساحة لبث برامج باللغات السريانية والأرمنية والتركية، وتسعى إلى تغيير الموروث الاجتماعي وإبراز قضايا المرأة ومناصرتها. 
ومن بين أبرز التحديات والعقبات التي واجهت عملها، ذكرت كليستان: "كانت تجربة جديدة، وكنا نفتقر إلى الخبرة والتخصص، والسائد لدى الإعلام المحلي والدولي مشاركة الرجل في صناعة الإعلام، أما أن نكون بمفردنا والقيام بكل شيء؛ فهذا كان تحدياً حقيقياً".
كما انخفضت القيود التي تفرضها الأسرة على الفتيات للعمل بالمجالين الصحافي والإعلامي، وأثبتن نجاحات في هذا القطاع؛ وغيره من مجالات العمل الوظيفي رغم ساعات العمل الطويلة، وانعدام الأمان في بعض مجالات التغطية الإعلامية، وضرورات السفر أحياناً.
وتقول جوزة (22 سنة) التي أنهت دراستها في معهد للكومبيوتر قبل عامين والتحقت بمعهد إعداد وتطوير الإعلام التابع للإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا، إنها خضعت لتدريبات لمدة 3 أشهر على تعلم فنون التصوير وكيفية تشغيل الكاميرا وضبط إعداداتها... "عندما سمعت بافتتاح قناة نسائية وطرحت الموضوع على عائلتي، لقيت تشجيعهم على الفكرة، وأنا كانت لدي رغبة قوية في العمل بالمجال الإعلامي". 
واليوم باتت لديها خبرة واسعة في هذا المجال، وكانت تقوم بجانب زميلاتها بتصوير حلقة برنامج "النقاش" بثلاث كاميرات، لتضيف: "كل كاميرا لديها مهمة، الأولى موجهة للضيفة. أما الثانية فللمحاورة، والثالثة كادر عام، لإخراج الصورة بشكل احترافي"، على حد تعبير المصورة جوزة.
أحياناً تتسبب التفرقة لصالح الرجال، التي ما زالت سائدة في بعض مجالات العمل، بمزيد من المتاعب والعقبات، ومن أوجه هذه التفرقة في مجال الإعلام أن النساء لا توكل إليهن تغطية الأخبار الرئيسية، ويبعدن عن المجال السياسي أو الأحداث الخطيرة، مثل الجرائم والحروب، كما أن معدلات الدخل المالي بين الإعلاميات يقل عنه بين رجال الإعلام، وهذه كانت من بين أبرز النقاط التي تعمل عليها قناة «جين» لتغيرها ولنشر ثقافة المساواة بحسب الإعلامية بروين.
وأثناء حديثها كانت تجلس بروين (28 سنة) في غرفة الأخبار وتعمل محررة في الديسك السياسي، وتتابع آخر الأحداث المنشورة على مواقع الوكالات العالمية، وقالت إنها أول تجربة لها في العمل، وقالت: «القناة بكادر نسائي موجهة للنسوة، لأنه توجد في مجتمعنا نساء لسن على دراية بحقوقهن، ورسالتنا العمل على رفع أصواتهنً والدفاع عن مطالبهن وصون كرامتهن».
وكانت الصورة النمطية ظهور مذيعات إلى جانب الرجال في نشرات الأخبار والبرامج المنوعة بصورة منتظمة على شاشات كثير من القنوات التلفزيونية؛ "لكن أن تكون قناة (جين) بأكملها من النساء؛ فهذه أول تجربة على صعيد سوريا"، بحسب المذيعة شهناز، البالغة من العمر (24) سنة، وهي "تسلط الضوء على التغيير الذي يحدث في سوريا، حتى وإن كان هذا التغيير بطيئاً وغير منتظم". وتضيف: «"ومياً نشاهد ونتابع وجود جمهور كبير من النساء يتوق إلى الأخبار والنقاشات التي تعكس تجاربهنّ".
وقبل دخولها الاستوديو لتقديم نشرة الأخبار، قالت الإعلامية شهناز إنها تجربتها الأولى في الظهور أمام عدسة الكاميرا. وفي حديثها لم تخفِ صعوبة عملها، وتقول: "هناك رهبة من الوقوف أمام الكاميرا. حقيقة أعاني من هذه الحالة قبل تقديم كل نشرة".
وتعمل إعلاميات "جين" في بلد أكلت منه الحروب ومزقته نيران القتال، وبات من بين أخطر وأصعب الدول في العالم بالنسبة للعمل الإعلامي.

قد يهمك أيضا:

انفجار في مبنى لفريق إعلامي تابع لقناة تلفزيونية في سورية

هيئة تنظيم الاتصالات "أوفكوم" تحقّق في مهمة قناة "إيران إنترناشونال" في لندن

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد دونالد ترامب لتستره على ملفات ابستين…
غارة إسرائيلية على دمشق تُفزع مذيعة تلفزيون سوريا على…
بي بي سي في عين العاصفة تقريران صادمان في…
الحوثيون يواصلون استهداف السفن ويعلنون إغراق سفينه في البحر…
تصاعد التوتر بين ترامب وماسك وسط سخرية من الحزب…

اخر الاخبار

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المبعوث الأميركي برّاك يلتقي وزيري خارجية سوريا والأردن في…
مقتل جندي سوري في اشتباكات مع "قسد" شرق حلب…
شعار عن محرقة غزة على حائط المبكى يثير إدانات…

فن وموسيقى

لطيفة تكشف رغبتها في تقديم أغنية مهرجانات وتتحدث عن…
نبيل شعيل يعود الى الحفلات في مصر بعد غياب…
أصالة تعلن موعد زيارتها الأولى إلى سوريا بعد غياب…
رحيل الفنان لطفي لبيب عقب مسيرة فنية حافلة بالعطاء…

أخبار النجوم

شائعات تتهم وفاء عامر بالاتجار في الأعضاء البشرية وفيديو…
محمود سعد يطمئن الجمهور على أنغام بعد جراحة دقيقة…
جدل حول محمد رمضان بعد اتهامه بدفع مبالغ مالية…
جورجينا رودريغيز تثير الجدل بخاتم زواج يوحي بموافقتها على…

رياضة

انتقادات تطال محمد صلاح بعد خسارة ليفربول وغياب أرنولد…
3 منتخبات عربية تودع كأس آسيا في جدة مع…
المغربي أشرف حكيمي ينفي تهمة الإغتصاب ويؤكد ثقته الكاملة…
قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 وتشيلسي وبرشلونة في…

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف سرطان الحنجرة عبر تحليل…
"إيلي ليلي" تكشف عن نتائج مثيرة لدواء جديد لإنقاص…
أزمة الأدوية في موريتانيا تدفع المرضى للبحث عن العلاج…
بشرى لمن يريد خسارة الوزن بعد تصنيع دواء يفقد…

الأخبار الأكثر قراءة

صحف غربية تصف الهجوم الإيراني على قاعدة العديد "تمثيلية…
ترمب يُعيد هيكلة "صوت أميركا" وإدارته تُقيل المئات وتُشعل…
إسرائيل تكثّف حربها الدعائية ضد إيران رمزية الأسد والشمس…
تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يلفت انتباه الصحف العالمية…
أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس