الرئيسية » عالم الإعلام
الصحافي السوري المعتقل مازن درويش

دمشق - جورج الشامي

أرسل الصحافي السوري المعتقل مازن درويش (39 عاماً) رسالة إلى القائمين على مؤسسة "برونو كرايسكي" من داخل السجن المركزي في دمشق "سجن عدرا"، وذلك بعد فوزه بجائزة "برونو كرايسكي" للمدافعين عن حقوق الإنسان 2013 قبل أيام، شكرهم فيها ومؤكدًا على وحدة الصف السوري و صموده وتمسكه بثورته، حيث قال "  السيدات والسادة الحضور: بداية أود أن أشكر لكم حضوركم اليوم، وعلى تشريفي بهذه الجائزة التي تحمل اسم الرجل الأمثولة "برونو كرايسكي", والتي سبقني إليها أشخاص من أمثال "نيلسون مانديلا" و"بينازير بوتو" و"لولادي سلفيا".
وأضاف "وعلى الرغم من أنه لا توجد فرحة لسجين أكبر من إحساسه من أنّ العالم الخارجي ما يزال يذكره، إلاّ أنه أمام الخراب ونزيف الدم الذي يجتاح بلدي يصبح الإحساس بالفرح رفاهية أخجل أن أشعر بها".
أيها السادة: "أود أن أعترف أمامكم أنه لطالما كنت أنظر باستغراب تجاه السيد "كرايسي"، فكيف لمناضل صلب ورجل دولة مثله أن يدفع بأمته نحو الحياد الدائم والتنازل طوعاً عن نشوة الانتصار ومتعة الفوز، إلى أن أدركت أنه في الحروب لا يوجد منتصر، فالكل خاسرون".
و تابع "وإنّ الفضيلة الوحيدة الموجودة في الحرب هي إمكانية انتهاؤها، فمن بغداد إلى بوداست، ومن لبنان إلى براغ، ومن فيتنام إلى الكوريتين تعلمت أنّ أفضل ما في الحرب هو انتهاؤها. ومن ضحايا الحروب إلى ضحايا التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، إلى رووندا إلى البوسنة، إلى ضحايا الاستبداد في عالمنا العربي وفرانكو وبينوشيه والعقداء اليونانيين، تعلمت أنّ الطريق إلى الديمقراطية بعيد كل البعد عن درب التطرّف والإرهاب بمقدار بعده عن طريق الديكتاتوريات والاستبداد".
أيها السادة: ربما يكون ما آلت إليه الأمور في سوريا اليوم أسوء من أسوء كوابيسنا, لكن هل لنا أن نتخلى عن الحق في تغيير واقعنا، وعن طموحاتنا المشروعة في الحرية والكرامة والمواطنة, وعن واجبنا في تقليص اللا مساواة، وإدخال المزيد من العدالة إلى مجتمعاتنا لأنّ هذه الشعارات استخدمت كأيديولوجيا، وكمطيّة، من قبل أنظمة استبدادية مُتسلّطة ولحركات عُنفية وتكفيرية؟!
وواصل "وهل علينا اجترار تجاربنا في العالم العربي مرة بعد مرة، ففي كل مرة تزوّج فيها الاستبداد والفساد لم ينجبوا سوى التطرّف والعنف والإرهاب.
و استطرد في رسالته "نعم نريد الحرية والكرامة والعدالة، ونستحقها. لكنها حتماً ليست هي حرية الموت تحت التعذيب أو ذبحاً، ليست هي حرية الموت بقذيفة طائرة أو بسيارة مفخخة …أنها حرية الحياة القائمة على أساس المشاركة والائتلاف بين عالمية قيم حقوق الإنسان وخصوصيّة الأوضاع والعلاقات الاجتماعية المحلية من أجل إعادة تشكيل مجال إنساني عالمي يجعل من الحياة تجربة إنسانية أخلاقية ليست ملكاً لهؤلاء بأكثر مما هي ملكاً لأولئك" .
و أردف قائلا "أيها السادة: أشخاص كُثر أتمنى لو أنه يتسع الوقت والمجال لأخاطبهم اليوم من خلال منبركم هذا، وبأسمائهم. إلا أنه لكونهم أكثر بكثير من مساحة الوقت، وأكبر من قدرة الكلمات أو أن أخص زملائي الذين رافقوني في الطريق إلى المعتقل، وإلى هؤلاء الذين حالفني الحظ أنهم لم يعتقلوا.. أشعر بالفخر لأني تشرفت بالعمل معكم وبملامسة أحلامكم وأوجاعكم.
أصدقائي الذين في كل مرة يذهلوني بوفائهم وبتمسكهم بكل ما أمنا به: لا تفقدوا إيمانكم حتى لو أنّ هؤلاء الذين لا يملكون حجارة للبناء رموكم بالخطيئة.
عائلتي الرائعة: شكراً على صبركم ومحبتكم ومساندتكم لي طوال تلك السنوات الشاقة، لا شيء له معنى من دونكم.
وعلى جانب آخر قال "العناصر الذين تولوا مسؤولية "تأديبي" طوال عشرة أشهر، خصوصاً أولئك في أول أيام العيد الكبير أشعر بالأسى لأجلنا, وأتمنّى لأولادكم حياة سعيدة خالية من الخوف والتعذيب، وأعياداً ملؤها الفرح والمحبة يتشاطرونها مع أولادي إنانا وأداد" .
و اختتم رسالته قائلا "أيها السادة : فقدت في دوامة العنف المجنونة الكثير والكثير من الأحبة بين قتيل ومعتقل ومصاب ومخطوف ومشرد منهم زميلي الطبيب "أيهم غزول" والصديق "حسن أحمد أزهري"، وابن عمي الملازم أول "علي درويش"، وأخي "سامي عاقل"، وصديقي "خليل معتوق"….لهم ولعائلاتهم جميعاً انحني… خنقت دموعي طوال هذه الفترة لأنها أصغر من أحزانكم, وأطلقت صوتي لنخرج جميعاً إلى الشمس يداً بيد نصرخ معاً من جديد: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد،  الدم السوري واحد،  المستقبل السوري واحد".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
الصحف العربية والعالمية تعرض قرارات ترامب وتأثيرها على النظام…
وسائل التواصل الاجتماعي تنعى وزير الخارجية المغربي السابق محمد…
وكالة أسوشيتد برس الأميركية لمقاضاة 3 مسؤولين في البيت…
الخارجية الأميركية تلغي اشتراكات بعض الصحف من ضمنها نيويورك…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يعزّي الكنيسة الكاثوليكية في وفاة البابا…
الحكومة المغربية تدرس مشاريع مراسيم تتعلق بموظفي الصحة والميزانية…
نزار بركة يؤكد أن سنة 2025 ستشكل سنة محورية…
فوزي لقجع يدعو لاستدامة تمويل الحماية الاجتماعية ويُلوّح بزيادة…

فن وموسيقى

صابرين تفتح قلبها للجمهور وتكشف أسرارا من مشوارها الفني…
سلاف فواخرجي ترد على شائعة زواجها من بشار الأسد…
سلاف فواخرجي تنفي زواجها من الأسد والوثيقة المنشورة مزوّرة
هند صبري تبرز خطوة جديدة في مسيرتها الفنية وتخوض…

أخبار النجوم

حكم قضائي بسداد 3 ملايين جنيه يُلاحق اسم حلمي…
رانيا يوسف تتحدث عن كواليس مشاركتها في مسلسل نصف…
محمد رمضان يحاول إرضاء الجمهور بحركة غريبة على المسرح
نادين نسيب نجيم تكشف سراً مؤثراً غيّر نظرتها للحياة…

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي قبل الجولة…
مطالبات بإيقاف مبابي بعد طرده المباشر في لقاء ريال…
ليونيل ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي…
محمد صلاح يمدد مشواره مع ليفربول ويجدد عقده رسمياً…

صحة وتغذية

علاج فقدان السمع في مراحله المبكرة قد يساهم في…
دراسة صادمة تؤكد أنّ دمى الأطفال أكثر تلوثا من…
تمارين اليوغا تساعد في تخفيف آلام مفاصل الركبة وتحسين…
تطور طبي يكشف عن فعالية دواء فموي في علاج…

الأخبار الأكثر قراءة

مشروع "ريفييرا غزة" يثير جدلاً حول تحقيق السلام والاستقرار…
سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
الصحف العربية والعالمية تعرض قرارات ترامب وتأثيرها على النظام…
وسائل التواصل الاجتماعي تنعى وزير الخارجية المغربي السابق محمد…
وكالة أسوشيتد برس الأميركية لمقاضاة 3 مسؤولين في البيت…