الرئيسية » تحقيقات وأخبار
فن تشكيلي

الرباط - المغرب اليوم

تعمل الفنون على تطوير فكر وإحساس الإنسان، لما لها من دور في إشباع الرغبات الروحية، حيث يمكن لكل شخص تجسيد خيالاته عن طريق الرسم مثلا أو ترجمة مشاعره شعرًا وأدبًا، كما تعد الفنون أيضا وسيلة للترويح عن النفس، إذ يتخذ بعض الفنانين الرسم كتعبير عن مكنوناتهم، وكذلك لتفريغ أحاسيس مختلفة وربما ضغوطات يومية وحياتية.

تباينت نظريات الفلاسفة حول الفن وحول تعريفاته، حيث يرى ابن سينا أن "المعرفة شكل من أشكال الفن وقيمة من قيمه، وأن التخيل والمحاكاة إنما هي عمل إبداعي وفني خالص وليست مجرد نسخة للطبيعة".

لكن في منظومتنا التعليمية، يتوقف تدريس الفن عند المستوى الإعدادي، في حين أنه من الضروري أن يستمر تدريس الفن حتى التخرج من الجامعة، كما أكد على ذلك عزيز أزغاي، الفنان التشكيلي والأستاذ في تاريخ الفن، بقوله "إذا أردنا خلق مواطن سوي النفسية، فالوسيلة الأكثر نجاعة هي الفن، أعطيك مثالا إذا كان هناك طفل كثير الحركة وعنده طاقة سلبية، وإذا أراد الآباء تحويلها إلى طاقة إيجابية، لا يجب عليهم سوى إحضار بعض الأوراق والأقلام الملونة، لينشغل بذلك الطفل وينكب على الرسم إلى مدة قد تصل إلى أربع ساعات".

ويتابع عزيز أزغاي قائلا: "نرى أن أهم الجامعات الآن في أوروبا الشمالية مثل الدنمارك، نجد أن كليات الهندسة والرياضيات أيضا، أن معامل الفن يوازي أو يكاد أن يقترب من معامل المواد الأساسية وطبعا هذا يؤكد أهمية الفن".

وأضاف الأستاذ في تاريخ الفن شارحا: "إن المسؤولين عن القرارات البيداغوجية يهتمون بالفن، والغاية منها هو عدم خلق إطار أو موظف محدود، ولكن خلق إطار يعيش وظيفته بشكل علمي وفيه أيضا نوع من الحب والتأمل".

وتأسف المتحدث ذاته عدم وجود تجارب مشابهة بالمغرب، بقوله "لكن مع الأسف، لا يوجد اهتمام كهذا بالفن في مجتمعات كمجتمعنا"، مردفا أن "هذا التطرف في المجتمع راجع إلى غياب هذه المواد الأساسية مثل الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية داخل المدرسة المغربية".

مزايا الفن عديدة، بعيدا عن أنها تروض النفس وتجعل من الشخص مبدعا فهي تساهم في تقوية الشخصية، وترسيخ المبادئ، إذ يقول عزيز أزغاي في هذا الصدد أن "الأشخاص الذين شاركوا في أحداث 11 شتنبر في أميركا، أغلبهم أطر في الهندسة والمعلوميات والرياضيات أي تخصصات دقيقة، بمعنى أن هذه الفئة من الأشخاص تتأثر بالخطابات، إذ يمكن أن يأتي فقيه يحفظ بعض السور وغير دارس للعلوم الفقهية أن يؤثر به".

وزاد الفنان التشكيلي قائلا: "للأسف، هذه مشكلتنا في المغرب ما دام أن المدرسة المغربية لا تتوفر على دروس في الفنون، منذ المدرسة الابتدائية حتى التخرج من الجامعة، فأعتقد أنه سنظل ننتج مجموعة من الأعطاب داخل المجتمع والتي تنعكس على الموظف الذي يفتقد الحس الإنساني والرقي في النظر إلى الأشياء المحيطة به".

كما أكد الأستاذ في تاريخ الفن أيضا على ضرورة تدريس الفن في المؤسسات التعليمية؛ لأن "الفن أساسي في التعليم بجميع أنواعه، من موسيقى ورقص وأدب وفنون تشكيلية وغيرها، باعتبار أن هذه المجالات إذا تعاملنا معها بجدية ستساهم فيما يسمى الآن في العالم بالصناعات الإبداعية، والتي أصبحت مداخيلها تفوق صناعات الأسلحة وباقي المداخيل كما في أمريكا".


قد يهمك أيضا :
معلمة تحمل ابن طالبتها خلال شرح الدرس لتتمكن والدته من كتابة المحاضرة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جامعة هارفارد ترفض مطالب ترامب وتواجه تجميد التمويل الفيدرالي
جامعات غزة تدفع ثمن الحرب ومعاناة الطلاب مستمرة مع…
وزارة التعليم الأميركية تسرح نصف موظفيها عقب تعهد ترمب…
اعتقال طالب فلسطيني بجامعة كولومبيا بسبب مشاركته في احتجاجات…
قرار وزارة الخارجية الأميركية بتجميد المنح الدراسية يترك آلاف…

اخر الاخبار

التلفزيون الإيراني يعلن 1100 قتيلاً حصيلة الحرب مع إسرائيل…
عقيلة صالح والمشري يبحثان تشكيل حكومة جديدة تمهيداً لانتخابات…
الإمارات تنقذ طاقم سفينة "سفين بريزم" تعرضت للاستهداف في…
مصطفى بايتاس يترأس حفل تنصيب لجنة جائزة المجتمع المدني…

فن وموسيقى

أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…

أخبار النجوم

أحمد فهمي عن فيلمه الجديد حلم تحقق بعد سنين…
نادية الجندي تحصُد تكريماً عن فيلم الباطنية وتؤكد ان…
أحمد الفيشاوي يكشف عن نصيحة فاتن حمامة له في…
أحمد حلمي يوقف عرض مسرحيته "بني آدم" بسبب عمرو…

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة

طلبة دوليون يندمون على التقديم لجامعات أميركية بعد تعليق…
استفتاء البكالوريا في مصر يدعم توجه الحكومة لتعديل نظام…
قاضية أميركية توقف قرار ترامب بمنع تسجيل الطلبة الأجانب…