الرئيسية » تحقيقات وأخبار
محللون يؤكدون أن اللغة العربية وآدابها احتلت مكانة خاصة في منظومة التعليم الفرنسي بالمغرب

الرباط -المغرب اليوم

يحتفي العالم خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول باللغة العربية، وبالمملكة دائما حينما يتم الحديث عن لغة الضاد يتم ربطها بفرنسة التعليم؛ ولكن قلة من الناس من يعلمون أن التعليم الفرنسي بالمملكة يخصص حيزا لهذه اللغة.

وفي هذا الإطار، يقول عثمان قزي، أستاذ مبرز مكلف بتدريس اللغة العربية وآدابها بالشعبة الدولية للباكالوريا الفرنسية، إن تدريس اللغة العربية في منظومة التعليم الفرنسي بالمغرب يعود إلى سنوات طويلة مضت؛ إلا أن مكانة هذه اللغة لم تتعزز إلا بخلق الشعبة الدولية للباكالوريا خلال الموسم الدراسي 1988-1989، بكل من ثانوية ديكارت بالرباط وثانوية ليوطي بالدار البيضاء.

وأشار قزي، في إلى أن وزارة التربية الوطنية وضعت مع بداية الموسم الدراسي 1991-1992 مجموعة من الأطر التربوية المغربية رهن إشارة مدارس البعثة الفرنسية بالمغرب من أجل تدريس مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا بالعربية، بغية إرساء دعائم هذه الشعبة حديثة العهد.

وبالانتقال زمنيا إلى الموسم الدراسي 1994-1995، تم تعميم هذا المسلك على جميع المستويات الدراسية بالمرحلة الإعدادية، من السنة السادسة (السنة الأولى من السلك الإعدادي) إلى السنة الثالثة (السنة الرابعة من التعليم الإعدادي)، حيث كان هذا الإجراء يهم إجباريا جميع التلاميذ المغاربة.

وأوضح الأستاذ المبرز المكلف بتدريس اللغة العربية وآدابها بالشعبة الدولية للباكالوريا الفرنسية أن اللغة العربية وآدابها احتلت مكانة خاصة في منظومة التعليم الفرنسي بالمغرب، وخصوصا في الشعبة الدولية، حيث لا يشترط التسجيل في هذه الشعبة بالأقسام الثانوية أن يكون التلميذ منتميا بالضرورة إلى مسلك الآداب؛ بل بإمكان حتى التلاميذ المنتمين إلى مسلكي العلوم والعلوم الاقتصادية والاجتماعية التسجيل فيها، مردفا بالقول إن "جميع المتعلمين سواسية أمام الاستفادة من دراسة مقرر أدبي غني بتنوعه الثقافي بين الأدب والفكر العربيين، يعزز ذلك انفتاح التلميذ في مادتي التاريخ والجغرافيا على دراسة تاريخ المغرب الذي يزخر هو أيضا بقضايا شكلت على مدى سنوات طويلة منبعا خصبا للبحث الأكاديمي سواء في المغرب أو الخارج".

ويذكر قزي أن دراسة الأدب العربي في الشعبة الدولية تمكن التلاميذ بمختلف مسالكهم من الوصول على الأقل إلى مستوى C1 حسب الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات؛ و"هو مستوى عال جدا في تعلم اللغة العربية بالنسبة إلى تلاميذ المدارس الفرنسية بالمغرب، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المكانة التي تحتلها اللغة العربية في المنظومة اللغوية العالمية اليوم، باعتبارها الخامسة على مستوى الترتيب العالمي للغات، مما يجعل بالضرورة التلميذ الحاصل على باكالوريا - شعبة دولية تلميذا مزدوج اللغة والثقافة، على عكس باقي تلاميذ نفس النظام التعليمي، الذين لا يتقنون إلا لغة واحدة أو لغتين على أبعد تقدير وهما الفرنسية والإنجليزية"، يضيف المختص.

ويذكر الأستاذ المبرز أن أهم ما يمنح لتلاميذ الشعبة الدولية هذه الازدواجية اللغوية والثقافية هو الاحتكاك المستمر باللغة العربية وآدابها وأيضا بمادتي التاريخ والجغرافيا، حيث تصل عدد ساعات اللغة العربية أسبوعيا إلى 6 ساعات، ناهيك عن ساعتين أسبوعيا بالنسبة إلى التاريخ والجغرافيا بالعربية، ابتداء من السنة الثانية.

ويوضح قزي أنه كان من أهداف إرساء تدريس اللغة العربية في الشعبة الدولية الفرنسية بالمغرب الحرص على تكوين متعلم متمكن من إتقان اللغة العربية العصرية، ومطلع على روافدها الأدبية والفكرية على مستوى المكتوب والشفهي، وقادر أيضا على إنتاج خطاب مقنع نحويا ومعجميا بحس نقدي، وذوق فني يمكنه من مواكبة استعمال لغته الأم سواء تابع دراسته العليا في المغرب أو الخارج، "على الرغم من أن أغلبية تلاميذ البعثة الفرنسية يفضلون متابعة دراستهم بفرنسا تحديدا"، يؤكد المتحدث.

ويرى الأستاذ المبرز المكلف بتدريس اللغة العربية وآدابها بالشعبة الدولية للباكالوريا الفرنسية أن التلميذ الحاصل على باكالوريا - شعبة دولية تكون له حظوظ أوفر لقبول ملفه لدى المدارس العليا مقارنة مع باقي زملائه الحاصلين على باكالوريا عامة، "أولا بالنظر إلى ازدواجيته اللغوية والثقافية، وثانيا بالنظر إلى انفتاح شخصيته على محيطه الأم، وقدرته على فهم النسق الثقافي لبلده، مما يضمن له سبل النجاح مهنيا بعد التخرج، إذ إن أغلب المشغلين اليوم سواء في المغرب أو الخارج يستوجبون أن تتحقق في طالبي العمل الكفاءة اللغوية بالإضافة إلى الكفاءة المعرفية"، حسب قوله.

قد يهمك ايضا :

11 مشروعًا علميًا مميزًا ضمن معرض "أبو ظبي التقني للحلول المبتكرة"

سيف بن زايد يبارك فوز برنامج "أقدر" بجائزة عالمية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

جامعة هارفارد ترفض مطالب ترامب وتواجه تجميد التمويل الفيدرالي
جامعات غزة تدفع ثمن الحرب ومعاناة الطلاب مستمرة مع…
وزارة التعليم الأميركية تسرح نصف موظفيها عقب تعهد ترمب…
اعتقال طالب فلسطيني بجامعة كولومبيا بسبب مشاركته في احتجاجات…
قرار وزارة الخارجية الأميركية بتجميد المنح الدراسية يترك آلاف…

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يعزي ترامب في ضحايا فيضانات تكساس…
وزير العدل المغربي يؤكد ضرورة تحديث المهن القضائية لمواكبة…
الطالبي العلمي يترأس وفداً برلمانياً للمشاركة في الدورة الخمسين…
مجلس النواب المغربي يُصادق على تعديلات تقيد الاحتجاجات وتوضح…

فن وموسيقى

أحمد السقا يكشف عن مشاريعه الفنية المُقبلة ويتحدث لأول…
أحمد السقا يؤكد أنه بلا منافس في السينما ويكشف…
ماجدة الرومي تُعبر عن مشاعر محبة وامتنان عميقة تجاه…
صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…

أخبار النجوم

حسام حبيب يعلن عن إحيائه أولى حفلاته بالمملكة العربية…
تامر حسني يعلّق على تحقّق أحداث فيلمه "ريستارت" في…
رامي صبري يُعرب عن سعادته الكبرى بتقديمه افتتاح مهرجان…
كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني يُجددان تعاونهما في…

رياضة

مبابي يصنع التاريخ مع ريال مدريد ويسجل في سبع…
ريال مدريد يغادر ميتلايف ويترك مبابي وحده للخضوع لفحص…
المغربي أشرف حكيمي يُحطّم رقماً قياسياً ويتألق مجدداً مع…
رونالدو يختفي عن جنازة جوتا وسط تساؤلات وتكهنات

صحة وتغذية

جوز البرازيل كنز غذائي يعزّز صحتك من الداخل إلى…
فيتامين «د 3» مطوَّر يخفف أعراض التوحّد
أمل جديد لعلاج الجروح دون تندّب
بارقة أمل للنساء علاج واعد لأكثر أنواع سرطان الثدي…

الأخبار الأكثر قراءة

طلبة دوليون يندمون على التقديم لجامعات أميركية بعد تعليق…
استفتاء البكالوريا في مصر يدعم توجه الحكومة لتعديل نظام…
قاضية أميركية توقف قرار ترامب بمنع تسجيل الطلبة الأجانب…