الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
الزراعات الربيعية في المغرب

الرباط - المغرب اليوم

أنعشت التساقطات المطرية والثلجية التي يشهدها المغرب، هذا الأسبوع، آمال المزارعين في إنقاذ الزراعات الربيعية وتوفير الكلأ للماشية، في ظل تسجيل موسم جفاف استثنائي هذه السنة.وسجلت معظم المناطق بالمملكة تساقطات مطرية، يوم الاثنين، بلغت أقصاها 57 ميليمترا بمدينة طنجة، شمال المغرب، وتتوقع مديرية الأرصاد الجوية أن تتواصل هذه التساقطات إلى غاية يوم الخميس المقبل.

ويعقد المزارعون آمالا كبيرة على غيث السماء، من أجل تجاوز تداعيات الجفاف، الذي يعد الأكثر حدة منذ ما يزيد عن 3 عقود، حيث تراجع المعدل الوطني للتساقطات المطرية هذه السنة، بنسبة 64 في المائة مقارنة بموسم عادي.

وكان المغرب قد أطلق برنامجا استثنائيا بغلاف مالي تجاوز مليار دولار، لدعم القطاع الزراعي والتخفيف من آثار الجفاف على أنشطة المزارعين ومربي الماشية وتدبير نقص المياه.

 إنعاش الزراعات الربيعية

وعلى غرار معظم الفلاحين في المملكة، خلفت التساقطات المطرية الأخيرة ارتياحا في نفوس مزارعين بضواحي مدينة الدار البيضاء، حيث أكد عبد الله العوني أحد مزارعي المنطقة، الأهمية التي تكتسيها هذه الأمطار رغم تأخرها، خصوصا في إنعاش بعض الزراعات الموسمية.

وخص عبد الله بالذكر زراعات مثل البقوليات والأشجار المثمرة وبعض الفواكه، مما سيساهم على حد قوله في تخفيف آثار الجفاف نسبيا على سكان المناطق القروية للمملكة بشكل خاص.

ويضيف المزارع المغربي في  أنه ما زال بإمكان الفلاحين تدارك خسائر الزراعات الخريفية، إذا ما تواصلت التساقطات، وجادت السماء بأمطار غزيرة، خلال الأيام المقبلة، وهو ما سيساهم أيضا في خفض أسعار بعض المواد الغذائية.

وأكد المتحدث، أن الفلاح واجه هذه السنة صعوبات كبيرة جراء قلة التساقطات، وعلى رأسها ارتفاع أسعار الأسمدة والأعلاف وتضرر الزراعات.

من جانبه، أبرز المستشار الزراعي محمد نعيم، ى أن التساقطات المطرية الأخيرة، وبالرغم من انعكاسها الايجابي على المزروعات والأشجار المثمرة، فإنها لن يكون بوسعها إنقاذ زراعات الحبوب، والتي تضررت بشكل كبير من جراء الجفاف.

وعلى صعيد آخر، يشير نعيم إلى أن هذه التساقطات ورغم تأخرها، ستساهم في إنعاش الفرشة المائية السطحية، وفي تعزيز حقينة السدود مثلما ستساهم في تحسين الغطاء النباتي، خاصة في المراعي بعد موسم جاف واستثنائي هذا العام.

 توفير الكلأ للماشية

وعن أهمية هذه التساقطات المطرية التي تشهدها المملكة في انتعاش الغطاء النباتي وتوفير الكلأ للماشية،، يؤكد عبد الواحد أوعاش، وهو مزارع ويربي المواشي، أن هذه الأمطار ستعود بالنفع على النباتات والأعلاف، وتعطي أملا جديدا لمربي الماشية، بتوفر المراعي في غضون الأشهر القليلة المقبلة، في موسم يتسم بالجفاف.

ويرى أوعاش في حديثه مع أن انعكاس هذه الأمطار سيكون محدودا على بعض أنواع الحبوب مثل القمح، في ما يشير إلى أن أنواعا مثل الشعير يمكنها أن تنتعش نسبيا في ظل استمرار التساقطات المطرية بنفس الوثيرة فيما تبقى من الشهر.

ويتوقع المتحدث، أن تشهد أسعار علف الماشية تحسنا في الأسواق، من جراء توفر الكلأ وانتعاش الغطاء النباتي بفضل التساقطات المطرية، بعد أن كانت أسعار الأعلاف قد تضاعفت خلال الأشهر الماضية بسبب شح الأمطار.

أما محمد الجبلي، رئيس جمعية منتجي اللحوم في محافظة الدار البيضاء سطات، فقد قلل من الدور الذي قد تلعبه الأمطار الحالية، مؤكدا أنها لن تساهم إلا بشكل نسبي في توفير الكلأ وتحسين المراعي الطبيعية، إلى جانب انتعاش نمو الزراعات البورية.

ويلفت المتحدث،  إلى أن معظم المواد الأساسية المستخدمة في أعلاف الماشية، يتم استيرادها حاليا من الخارج، مما يزيد من النفقات الموجهة لتربية الماشية.

ويشير الجبلي، إلى الخصاص المسجل على مستوى الأعلاف خلال الأشهر الماضية من جراء تأخر التساقطات المطرية، مبرزا أنه يعد السبب وراء ارتفاع ثمن لحوم الأغنام في السوق الوطنية.

ملء السدود وتقوية الفرشة المائية

ويرتقب أن تساهم الأمطار الأخيرة في تحسين حقينة السدود المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وكانت نسبة الملء الإجمالية قد سجلت قبل ذلك نقصا حادا، بلغت إلى حدود 8 مارس الجاري أزيد من 32 في المئة، مقابل 49 في المائة في نفس الفترة من السنة الماضية.

ويتوفر المغرب على 149 سدا كبيرا، تقدر سعتها الإجمالية بحوالي 19 مليار متر مكعب، إلى جانب 136 سدا صغيرا ومتوسطا.

يؤكد محمد بنعبو، الخبير في المناخ، أنه تم تسجيل تحسن نسبي في حقينة السدود خلال اليومين الماضيين، بفضل التساقطات المطرية التي شهدتها مناطق مختلفة من المملكة، لاسيما المناطق الشمالية والغربية.

ويشير بنعبو، إلى مدينة أكادير وضواحيها والتي شهدت بدورها تساقطات من شأنها تعزيز الفرشة المائية وإنعاش الحوض المائي بالمنطقة بعد عجز لم تعهده حقينة السدود في جهة سوس ماسة بسبب الجفاف.

وعلى النقيض من ذلك يشدد المتحدث، على صعوبة التغلب على العجز المائي في بعض الأحواض مع هذه التساقطات المسجلة، خصوصا التي بلغت فيها نسبة العجز 89 في المائة، مقارنة مع موسم عادي.

في المقابل يشير الخبير المناخي، إلى أن الأمطار الحالية سيكون لها وقع ايجابي على الزراعات الربيعية، وفيما يتعلق بتأمين احتياجات السوق الداخلية من الخضر والفواكه والحوامض، وضمان توفير المياه الصالحة للشرب.

قد يهمك أيضا

الحسين يوعابد يَكشِف أسباب ضعف التساقطات المطرية في المغرب

 

تقرير يكشف أن عجز التساقطات المطرية في المغرب يبلغ حوالي 59.8 في المائة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السدود المغربية تفقد ملايين الامتار المكعبة بسبب الحرارة والطلب…
العاصفة الاستوائية فرناند تتكون قرب سواحل برمودا
مئات القتلى في باكستان جراء فيضانات مفاجئة واستمرار هطول…
الوجهات المهددة بالاختفاء سباق البشر لرؤيتها بين الأثر الإيجابي…
السعودية تطلق مشروع رقمنة الأشجار لتعزيز الغطاء النباتي

اخر الاخبار

زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر
حموشي يُجري مباحثات مع المديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي…
رئيس النيابة العامة في المغرب يدعو لتطبيق القانون الجديد…
المغرب يعزز شراكته العسكرية مع موريتانيا ضمن رؤية شاملة…

فن وموسيقى

شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…

أخبار النجوم

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
تامر حسني يكشف عن أمنيته في تقديم مشروع غنائي…
منى زكي تبتعد عن دراما رمضان 2026 ليكون الغياب…
الفنان إياد نصار يكشف تفاصيل تجربته الأولى في عالم…

رياضة

لقجع يؤكد جاهزية المغرب لتنظيم أفضل نسخة من كأس…
فهد المولد بين الغيبوبة والجدل حول الحادث اللغز عام…
الخطيب يودع الأهلي ويعلن عدم ترشحه للانتخابات ويؤكد بدء…
رونالدو يتوج بجائزة "الأفضل في كل العصور" من رابطة…

صحة وتغذية

اليونيسف تؤكد أن السمنة أصبحت الشكل الأكثر شيوعا لسوء…
تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…
سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…

الأخبار الأكثر قراءة

موجة حر مرتقبة بالمغرب وتحذيرات من أطباء بشأن المخاطر…
هزة أرضية جديدة بقوة 6 درجات تضرب جزر الكوريل…
موجات تسونامي تضرب هاواي وسواحل اليابان بعد زلزال عنيف…
واحات المغرب تشهد موسما واعدا للتمور بفضل الظروف المناخية…
حرائق الغابات في تركيا تواصل انتشارها والنيران تقترب من…