الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
صقار مغربي

المغرب - سعيد بونوار

المروءة درع وحصان وصقر وسيف وانتصار للروح على الجسد، والبطولة لوحة تشكيلية بألون الشهامة والأخلاق والإيثار ونبذ الخوف، والفارس رجل من زمن الصفوة العربية، حيث تتساوى الكلمة مع السيف، وكلامها بحدين. في عمق البادية، مازالت صور شهامة الماضي تعلو فوق ناطحات السحاب، بسطاء من أحفاد الرجال يأبون أن تنطفئ شموع المجد العربي، يواصلون إضاءة معابر التاريخ لتبقى منيرة، والصقارون العرب يواصلون مصاحبة الصقور في زمن الطائرات النفاثة.
أسراب تنثر الدمار، وأخرى ترسم فسيفساء العلاقة الروحية بين الرجل وطائره، إنها العلاقة التي تنسج رباطا دائما بين الإنسان العربي والأرض.
هم ثلة من الفقراء، يواجهون شغف العيش بالعناية بالصقور والخيول، ويتحدون الطبيعة الإنسانية بالمساواة بين الحصان والصقر والابن، بل وإن دفعتهم ظروف المفاضلة، لا يتورعون في إطعام الصقر لحما، والحصان شعيرا والأبناء "عدسا".
في منطقة القواسم المغربية، لا تضل وأنت تضع قدميك على أرض يعيش أبناؤها على ما تجود به تربتهم، فـ"الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"، ويعمدون إلى اقتسام القوت بينهم وخيولهم وصقورهم.
قلة قليلة تحافظ على هذا الموروث، فالقواسم يشددون على أنهم ينتمون إلى شبه الجزيرة العربية، وأنهم توارثوا الصيد بالصقر عن أجدادهم، ولا يتورع الكثير منهم في توجيه الشكر والامتنان إلى شيوخ الإمارات وقطر على عنايتهم بالصقارة ودعمهم لصقاري المغرب الفقراء حفاظا على هذا الموروث العربي الخالص من الانقراض.
ورغم كل الدعم، فإن العناية بالصقور وتوفير طعامها و"تطبيبها" يكلف هؤلاء كثيرا، ويدفع عددا منهم إلى حرمان أنفسهم وأهلهم نظير إطعام صقورهم والعناية بهن فهم قد لا يتناولون اللحم، ومع ذلك يصرون على توفيره للصقور.
ويصف هؤلاء حجم معاناتهم لـ"المغرب اليوم" بالقول:"تربية الصقر تفرض العناية الفائقة والاهتمام البالغ، وهو سلوك يضاف إلى فطرة التعامل مع الصقر، فالأمر غير متاح للجميع، ونشعر نحن كما لو أنها بركة من الله تعالى".
ويعمد القواسم إلى تقديم عروض للزائرين، ولا يتقاضون عن ذلك مالا، ويعملون على إظهار موهبتهم في دعوة الصقر إلى اصطياد الفريسة، ومطالبته عبر "شيفرة صفير أو صياح للعودة إلى ذراع صاحبه، فالصقر يميز مربيه من نبرة صوته، وهي ميزة أخرى تضاف إلى ميزات الصقر في الرؤية وهندسة الانقضاض على الفريسة.
ويعمد الكثير من هؤلاء الصقارين المغاربة إلى الجمع بين الصقارة والفروسية،  مع الإشارة إلى مهنتهم الأصلية المتمثلة في الفلاحة وتربية الماشية، والتوفيق بين كل هذه الأمور يتطلب مبالغ ضخمة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ارتفاع نسبة ملء السدود في المغرب بفضل التساقطات المطرية…
وزارة التجهيز والماء المغربية تُوصي مستعملي الطريق بتوخي الحيطة…
المغرب يراهن على تحقيق 52% من الطاقة المتجددة بحلول…
وزير الفلاحة المغربي يؤكد أن المملكة تُعاني من إجهاد…
بركان يلوستون تهديد عالمي قد يتسبب في دمار غير…

اخر الاخبار

رئيس مجلس النواب المغربي يجتمع بلجنة النظام الداخلي لتدرس…
عبد اللطيف حموشي يؤشر على تعيينات أمنية جديدة في…
جزر القمر تؤكد موقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية
بوتين يعلن عن هدنة "عيد الفصح" في أوكرانيا

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تنفي زواجها من الأسد والوثيقة المنشورة مزوّرة
هند صبري تبرز خطوة جديدة في مسيرتها الفنية وتخوض…
فيفي عبده تكشف عن رغبتها في تقديم سيرتها الذاتية…
أمينة خليل تكشف كواليس دورها في "لام شمسية" وتبكي…

أخبار النجوم

خروج محمد إمام من منافسات عيد الأضحى السينمائي المقبل
هدى المفتي تتحدث عن تحضيراتها لشخصية الكوافيرة في مسلسل…
فضل شاكر يطلق أغنيته الجديدة “أحلى رسمة”
غادة عبد الرازق تكشف عن سبب رفضها حضور المهرجانات…

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي قبل الجولة…
مطالبات بإيقاف مبابي بعد طرده المباشر في لقاء ريال…
ليونيل ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي…
محمد صلاح يمدد مشواره مع ليفربول ويجدد عقده رسمياً…

صحة وتغذية

دراسة صادمة تؤكد أنّ دمى الأطفال أكثر تلوثا من…
تمارين اليوغا تساعد في تخفيف آلام مفاصل الركبة وتحسين…
تطور طبي يكشف عن فعالية دواء فموي في علاج…
وسائل منع الحمل الهرمونية قد ترتبط بزيادة خطر اكتئاب…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة التجهيز والماء المغربية تُوصي مستعملي الطريق بتوخي الحيطة…
المغرب يراهن على تحقيق 52% من الطاقة المتجددة بحلول…
وزير الفلاحة المغربي يؤكد أن المملكة تُعاني من إجهاد…
بركان يلوستون تهديد عالمي قد يتسبب في دمار غير…
ليلى بنعلي تسلط الضوء على الدور الاستراتيجي للمغرب كممر…