الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
منظمة أممية تؤكد أن العقد الماضي شهد ظواهر مناخية لم يسبق لها مثيل

واشنطن ـ عادل سلامة

صرحت "المنظمة الدولية للأرصاد الجوية" التابعة للأمم المتحدة ، إنه بتحليل ظاهرتي هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بين عامي 2001 و 2010 ثبت أن العقد الأخير كان الأكثر حرارة منذ بدء عمل القياسات عام 1850، هذا وقد أكملت تلك السنوات العشر فترة طويلة تسارعت فيها ظاهرة الاحتباس الحراري، مع تسجيل أكبر عدد من الارتفاعات في درجات الحرارة لدرجة تفوق

المعتاد، كذلك ارتفعت مستويات سطح البحر ما يقرب من  ضعفي معدلاتها في القرن الماضي، فإن كنت تعتقد أن العالم أصبح أكثر حرارة والطقس أصبح أكثر سوءاً، لك الحق في ذلك، وفقاً للوكالة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بدراسة الطقس والمناخ.
ويقدم تقرير المنظمة، الذي يحمل اسم "المناخ العالمي من 2001-2010، عقد من الظواهر المناخية المتطرفة" تحليلات لدرجات الحرارة وهطول الأمطار على المستويين العالمي والإقليمي، وموجات الطقس الحادة مثل موجات الحر التي اجتاحت أوروبا وروسيا، وإعصار كاترينا في الولايات المتحدة، والأعاصير المدارية في ميانمار، والجفاف الذي أصاب حوض الأمازون واستراليا وشرق أفريقيا، وكذلك الفيضانات التي اجتاحت باكستان.
هذا ويقول التقرير "إن هذا العقد كان الأكثر حرارة لنصفي الكرة الأرضية، ولسطحي الأرض والمحيطات، فقد كان هناك ذوبان سريع للجليد في القطب الشمالي وفقدان سريع للكتلة الجليدية في "جرينلاند" أو الأرض الخضراء والقطب الجنوبي وكذلك بقية الأنهار الجليدية في العالم.
وقد تسبب هذا الذوبان والتمدد الحراري لمياه البحر في ارتفاع في منسوب مياه البحر بما يقرب من  3 ملليمترات سنويا، ما يقرب من  ضعف ما سجله من ارتفاع في  القرن العشرين والذي قدّر ب 1.6 ملم في السنة و . وبلغ متوسط ارتفاع ​​مستوى سطح البحار في العالم خلال العقد ما يقرب من  20 سم أعلى مما كانت عليه عام 1880، كما يقول التقرير.
كما ارتفع المتوسط ​​العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى 389 جزءا في المليون في عام 2010، وهي نسبة أعلى 39٪ عما كانت عليه في بداية الحقبة الصناعية عام 1750. كذلك ارتفع الميثان إلى 1،808.0 أجزاء لكل بليون (158٪) وأكسيد النيتروز إلى 323.2 جزء في البليون (20٪) .
ومن جانبه قال الأمين العام للمنظمة، ميشيل جارود: "العقد (عشر سنوات) هو الحد الأدنى  للإطار الزمني الذي يمكن من خلاله عمل تقييم له مغزى لتغيرات المناخ.
وأضاف "يظهر تقرير المنظمة أن الاحترار العالمي تسارع في 4 عقود من 1971-2010  وأن معدل الزيادة العقدية بين 1991-2000 و2001-2010 لم يسبق له مثيل."
وواصل جارود إن  "ارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري تساهم بشكل كبير فى تغيير المناخ ، و آثار هذا التغيير ستظهر على المدى البعيد على البيئة والمحيطات التي تمتص كلاً من غاز ثاني أكسيد الكربون والحرارة."
و أشار جارود للدور الذي تلعبه المحيطات كبالوعة امتصاص لغاز ثاني أكسيد الكربون والحرارة أمر هام في الجدل الدائر حالياً بشأن التباطؤ الطفيف الواضح في وتيرة ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي واحتمالية ذهاب الحرارة إلى المحيطات بدلا من الغلاف الجوي .
وقال السيد جارود: "تقلبات المناخ الطبيعية، ناجمة جزئيا عن التفاعلات بين الغلاف الجوي والمحيطات ، وهذا يعني أن بعض السنوات تكون أكثر برودة من غيرها".


وعلى أساس القياس السنوي فإن منحنى درجة الحرارة العالمية ليس أمرًا هينا. على المدى الطويل يبدو الاتجاه الأساسي تصاعدياً، خاصة في الآونة الأخيرة .
وبحسب التقرير فإن الفترة بين عامي 2001 و 2010، لم تشهد  أي حدث رئيسي رئيسي يؤدى لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أو ما يطلق عليه حدث "نينو"  (وذلك كما حدث من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة عام 1998) لكن تغلب على هذا العقد أما ظاهرة البرودة أو ما يطلق عليها "النينا" أو ، الطقس المحايد، ربما باستثناء عامي 2009 -2010 اللتان شهدتا طقس أقرب لظاهرة "النينو" .
و يوضح  التقرير أن متوسط درجة حرارة سطحي الأرض والمحيطات في الفترة ما بين عامي 2001-2010 بلغ14.47  درجة مئوية، أي ما يعادل 0.47 درجة مئوية فوق المتوسط العالمي الذي سجل ما بين عامي ​​1961-1990 و+0.21 فوق المتوسط العالمي الذي سجل ما بين عامي 1991-2000 (مع وجود عامل يصل إلى ± 0.1  درجة مئوية من عدم اليقين ).
وكان متوسط ​​درجة الحرارة بين عامي 1991-2000 أكثر دفئاً بارتفاع +0.14 درجة مئوية عن العقد بين عامي 1981-1990. وكان كل عام من هذا العقد باستثناء عام 2008 من بين 10 سنوات الأكثر حرارة  .
أما أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق فكان عام 2010، مع ارتفاع قدر ب 0.54 درجة مئوية فوق 14.0 درجة مئوية التي هي متوسط ​​القياس عن الفترة الزمنية بين عامي 1961-1990، ويليها مباشرة عام  2005.
وقد سجلت جرينلاند أعلى درجات الحرارة شذوذاً في الفترات العقدية بارتفاع  +1.71 درجة مئوية فوق المتوسط ​​على المدى الطويل ، مسجلة ارتفاعا في درجة الحرارة عام 2010 قدّر ب +3.2 درجة مئوية فوق المتوسط. كما شهدت أفريقيا ظروف مناخية أكثر دفئا من الظروف الطبيعية في كل سنة من سنوات العقد.
و بشأن هطول الأمطار والسيول كان هذا العقد الثاني في القائمة  منذ عام 1901.  وعلى الصعيد الدولي كان عام 2010 العام الأكثر هطولاً للمطر  منذ بداية التسجيل الموثق .
رغم ذلك ترى منظمة الأرصاد الجوية  أن الجفاف هو الأكثر تأثيراً على الناس من أي نوع آخر من الكوارث الطبيعية ، وذلك بسبب اتساع رقعته وطول مدته.  وقد شهد العقد جفافا في جميع أنحاء العالم، كان أطولها وأكثرها قسوة ذلك الذي شهدته أستراليا عام2002 وفى سنوات أخرى)، والذي شهدته شرق أفريقيا (في 2004 و 2005، وأدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح)، وكذلك الذي شهده حوض الأمازون عام 2010 .
وقد تسببت الأعاصير الاستوائية في قتل  ما يقرب من 170،000 شخص وأثرت على أكثر من 250 مليون آخرين مما تسبب في أضرار اقتصادية بقيمة 380 مليار دولار أمريكي.
و يذكر أنه توفى أكثر من 370.000شخص خلال العقد كنتيجة للأحوال الجوية السيئة والظروف المناخية - الحرارة والبرودة والجفاف والعواصف والفيضانات- وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن مركز بحوث علم أوبئة الكوارث. هذه الأرقام أعلى بنسبة 20٪ عن الفترة ما بين عامي 1991-2000.
لكن المنظمة تقول إن هناك انخفاض 16٪في نسبة الوفيات الناجمة عن العواصف وكذلك انخفاض بنسبة 43٪  في الوفيات الناجمة عن الفيضانات ، ويعود الفضل في ذلك أساساً إلى تحسين نظم الإنذار المبكر وزيادة اجراءات التأهب، وذلك على الرغم من الزيادة السكانية في المناطق المعرضة للكوارث .

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السدود المغربية تفقد ملايين الامتار المكعبة بسبب الحرارة والطلب…
العاصفة الاستوائية فرناند تتكون قرب سواحل برمودا
مئات القتلى في باكستان جراء فيضانات مفاجئة واستمرار هطول…
الوجهات المهددة بالاختفاء سباق البشر لرؤيتها بين الأثر الإيجابي…
السعودية تطلق مشروع رقمنة الأشجار لتعزيز الغطاء النباتي

اخر الاخبار

وزير الدفاع الأميركي يبلغ نظيره الصيني أن واشنطن لا…
بولندا تتهم روسيا بخرق متعمد لأجوائها وموسكو ترد باتهام…
كندا تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل بعد هجومها…
قصف إسرائيلي يستهدف مواقع حوثية في صنعاء والجوف

فن وموسيقى

رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…

صحة وتغذية

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…

الأخبار الأكثر قراءة

هزة أرضية جديدة بقوة 6 درجات تضرب جزر الكوريل…
موجات تسونامي تضرب هاواي وسواحل اليابان بعد زلزال عنيف…
واحات المغرب تشهد موسما واعدا للتمور بفضل الظروف المناخية…
حرائق الغابات في تركيا تواصل انتشارها والنيران تقترب من…
فلاحو المغرب يواجهون حرارة "الصمايم" بحفر الآبار والسقي بالتنقيط