الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
العاصفة الرعدية

كراكاس - مارك سعادة

جذبت العاصفة الرعدية الفنزويلية الأبدية السياح والسكان المحليين على مدى سنوات، لمشاهدة الظاهرة الطبيعية الفريدة من نوعها حين يلتقي نهر كاتاتومبو وبحيرة ماراكايبو، لمشاهدة 260 يوما عاصفا كل عام تسبب 28 ضربة برق تضرب البحيرة كل دقيقة.

وتعد هذه الظاهرة الفريدة من نوعها في الغلاف الجوي الذي يولد 1.2 مليون صاعقة برق كل عام يمكن رؤيتها مما يقرب 250 ميلًا، وفسرت عدة نظريات هذه الظاهرة من العواصف المستمرة بما في ذلك الرياح العاتية التي تجتاح البحيرة والتي تشكل الغيوم وتتجمع عند جبال الانديز.

وعزاها البعض الآخر إلى إطلاق غاز الميثان من الأهواز الانتفاخية في منطقتهم، حيث تلعب تضاريس المنطقة الفريدة من نوعها دورا أيضا، فبحيرة ماراكايبو محاطة بالجبال مما يحجز الرياح التجارية الدافئة القادمة من منطقة الكاريبي معطلة انسياب الرياح الباردة إلى أسفل جبال الأنديز.

ويعتقد العلماء أن هذا يجبرها على أن تتكاثف مشكلة سحبًا رعدية محدثة ما يقارب 28 صاعقة رعدية في الدقيقة عبر مساحة واسعة مولدة طاقة يمكن أن تضئ جميع مصابيح أميركا اللاتينية.

وأوضح الدكتور دانيال سيسيل من اليهدرولوجيا العالمية وفريق مركز المناخ البرقي، أنَّ هذه الظاهرة تعزى للتضاريس كسفوح الجبال والسواحل المنحدرة ومزيج من هذه وتلك، فوجود هذا التنوع في التضاريس يمكن أن يساعد في توليد أنماط الرياح الدافئة والباردة وهذا من شانه أن يزيد احتمال حدوث عواصف رعدية.

وأصبحت هذه العواصف رمزًا لفخر الشعب الفنزويلي ويشار إليها في القصيدة الملحمية "دراغونيتا" التي كتبها لو بدي فيغا، وحتى أن النشيد الوطني لولاية زوليا والتي تقع فيها بحيرة ماراكايبو (مركز العاصفة ) يتغنى بهذه الظاهرة، علما أن العاصفة أيضا تعمل عمل المنارة الطبيعية للصيادين فيكون بمقدورهم الإبحار ليلا من دون أي مشكلة.

وتوقفت هذه الظاهرة الفريدة في مناسبات عدة لعدة أسابيع في كل مرة كان آخرها عام 2010، ما تسبب بالقلق للسكان المحليين وسبب الجفاف الشديد ونقص الكهرباء في البلاد حيث أنها تعتمد اعتمادا كبيرة على الطاقة المائية في توليدها.

وبعد خمسة أسابيع من الصمت استؤنف عزف العاصفة مجددا، وفي مناسبة أخرى كانت عام 1906 أي بعد وقوع زلزال ضخم قبالة سواحل كولومبيا والإكوادور مما تسبب في تسونامي هائل، وأصبحت العاصفة رمزا يتغنى به الفنزوليون و يشيرون إليه في قصائدهم و نشيدهم الوطني.

ووردت عواصف كاتاتومبو الرعدية في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية لهذا العام، مزيحة بلدة كيفوكا الكونغولية كمكان لمعظم صواعق البرق في العالم.

وأدرجت عاصفة كاتاتومبو في موسوعة "غينيس" العالمية هذا العام، مزيحة بذلك بلدة كيفوكا الكنغولية كمكان لمعظم صواعق البرق في العالم بـ250 كيلو متر مربع من الصواعق كل عام.

ويعتبر بعض العلماء هذه العاصفة الأبدية كأكبر مولد للأوزون التروبوسفير على الكوك، حي يظهر في الصور مزيج من الضوء الأبيض والأحمر والبنفسجي يضيء السماء.

ويعود السبب في اختلاف ألوان الضوء في العاصفة البرقية إلى الأنواع المختلفة من ذرات الهواء، ففي الهواء الجاف يبدو الضوء أبيض لأن هناك عددًا قليلًا من الأشعة المرئية القوية من الضوء، ولكن مع وجود بخار الماء يتحول ضوء البرق إلى الأحمر بسبب وجود ذرات الهيدروجين وفي الليل يظهر الضوء بلون أرجواني.

وتشير كتب التاريخ إلى أنّ البرق لعب دورا مهما في تاريخ فنزويلا فقد ساعد على إحباط اثنتين على الأقل من الغزوات الليلية للبلاد وكانت أولى المحاولات في 1595 عندما كشفت العاصفة سفنًا بقيادة السير فرانسيس دريك من انجلترا كاشفة  بذلك عن هجومه المفاجئ على الأسبان في ماراكايبو، والأخرى كانت خلال حرب الاستقلال الفنزويلية في عام 1823 عندما خانت العاصفة الأسطول الاسباني الذي كان يحاول التسلل إلى الشاطئ.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من اتفاق تاريخي في مجال…
ارتفاع قيمة مفرغات الصيد البحرية في المغرب بنسبة 12%…
تساقطات أبريل تُجدد آمال الفلاحين المغاربة بشأن الزراعات الربيعية…
رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة يؤكد بطلان رقم "13 مليار…
وزارة الداخلية المغربية تؤكد على الرفع من درجات اليقظة…

اخر الاخبار

نتنياهو يتوعد بجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف…
40 دولة تجدد دعمها للسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه…
وهبي يدافع عن قانون المسطرة المدنية ويصفه بإخطبوط لديه…
عبد اللطيف لوديي يستقبل وزيرة دفاع إثيوبيا في إطار…

فن وموسيقى

هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…
كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل…
أنغام تُشعل مسارح السعودية وتصف جمهورها بالساحر وتشيد بشركة…
إلهام شاهين تؤكد حبها لدعم الجيل الجديد وتوضح سبب…

أخبار النجوم

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في…
مينا مسعود يؤكد أن فيلم في عز الضهر يعكس…
كاظم الساهر يحيي حفلاً في مهرجان موازين بالمغرب 26…
محمد رمضان يتخذ قراراً جديداً للحاق بموسم الصيف

رياضة

مرموش يبدأ مشوار مونديال الأندية بنكهة عربية مع مان…
فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي
كريستيانو رونالدو يُعلن موقفه النهائي من الاستمرار أو الرحيل…
رونالدو يكشف عن عمله مترجماً لميسي ولا يستبعد اللعب…

صحة وتغذية

تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من…
إضافة الأفوكادو إلى نظامك الغذائي يمكن أن تُحسّن جودة…
إضافة بذور الشيا للنظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الأمعاء
متحور نيمبوس الجديد من كورونا تعرف على أعراضه وكيف…

الأخبار الأكثر قراءة

أحمد البواري يتفقد مشاريع مهيكلة بجهة الداخلة–وادي الذهب في…
وزير الفلاحة المغربي يؤكد أن الحكومة تعتزم دعم الشباب…
الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من اتفاق تاريخي في مجال…
ارتفاع قيمة مفرغات الصيد البحرية في المغرب بنسبة 12%…
تساقطات أبريل تُجدد آمال الفلاحين المغاربة بشأن الزراعات الربيعية…