الرباط - المغرب اليوم
حسم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في فحوى الرسائل التي حملها مستشار الملك محمد السادس الطيب الفاسي الفهري في تصريحاته غير المسبوقة، والتي خرج بها بخصوص تأثير التصريحات الصادرة عن الأمين العام لحزب الاستقلال بخصوص ملف عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والتي أكد فيها أن "موريتانيا تاريخيا هي أرض مغربية".
وفتح السجال الذي وقع بين الأمين العام لـ"حزب الميزان" والمستشار الملكي الذي كان منتميا إلى وقت قريب إلى الحزب نفسه المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال على المجهول، وذلك بعدما أعلن شباط تمسكه بالترشح، وسط مطالب له من طرف العشرات من قياديي التنظيم ذاته بالانسحاب، وهو ما حمل المسؤولية عنه للمستشار الملكي.
وقال شباط، الذي حل ليلة الخميس على قناة فرانس 24: "هذه رسالة للمؤتمر السابع عشر، والفاسي الفهري جاء لمهمة"، مضيفا أنه "كان سببا رئيسيا في البلاغ الصادر من طرف مجموعة داخل حزب الاستقلال، تقوم بدور معاكس للتنظيم".
وفِي وقت أكد المستشار الملكي أن التصريحات شباط "خلقت مشاكل كثيرة للدبلوماسية المغربية"، مستدلا على ذلك بكون "الوفود الإفريقية بلغت الوفد المغربي باستغلال الطرف الآخر لهذه التصريحات"، لم يتأخر كثيراً كبير الاستقلاليين عن إعلان أن رسالة التصريحات الصادرة عن الفاسي الفهري واضحة.
وقال شباط إن "صاحب الجلالة لا يتدخل في شؤون الأحزاب، ولا يغضب على أبنائه الذين يثق فيهم"، مبرزا أن الرسالة وصلت، وأن التصريح المذكور "كهرب الجو في المغرب لأن الشعب كان منشرحا بعودته إلى بيته من الباب الكبير"، حسب تعبيره
ونبه المسؤول الحزبي ذاته إلى أنه "تم استغلال تصريحه الذي جاء في سياق تاريخي"، مؤكدا أنه "ليس نادما على هذه التصريحات، باعتبارها جاءت في سياق مرتبط بسنوات معينة".
عباس الوردي، أستاذ القانون العام بكلية السويسي بالرباط، اعتبر أن رد فعل حميد شباط عادي، "لأنه كأمين عام يرى أنه أصبح مستهدفا لكون تصريحات مستشار الملك جاءت متزامنة مع الاستعداد للمؤتمر الوطني لحزب الاستقلال"، مشيرا إلى أن "شباط اعتبر أن ما صدر عن مستشار الملك مستفز رغم أن السؤال جاء من الإعلامية في القناة الأولى ولم يبادر به هو".
الوردي يرى أن رد شباط كان عاديا من سياسي كان في الأصل نقابيا، مضيفا أن "النقاش في البلاطو بحضور مستشار الملك كان عاديا، لأن موريتانيا أقامت الدنيا ولم تقعدها"، ومبرزا أن ما جاء على لسان المستشار الملكي "تعبير عن موقفه الشخصي وليس تعبيرا عن رأي الديوان الملكي".
"مؤتمر حزب الاستقلال والضغط الذي يتعرض له الحزب اليوم، وخصوصا من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار، للخروج من الحكومة"، عاملان اعتبرهما أستاذ التعليم العالي سببان لخروج شباط، مبرزا أن "أمين عام الميزان يرى نفسه مستهدفا بعد انقلاب عدد من القيادات عليه، ليعلن ترشحه للمؤتمر المقبل قبل وضع الترشيحات".