طرابلس - المغرب اليوم
في ظل صمت السلطات المغربية إلى حدود الساعة عن مقتل الشابة "كوثر. ج" في ليبيا، دون أن تتوصل العائلة بعد إلى الحقيقة الكاملة وراء ما بلغها من أخبار من لدن صديقتها السابقة، التونسية التي تتهمها العائلة بالضلوع في هذا الأمر بتنسيق مع عصابات "الاتجار في البشر"، دخلت "تنسيقية الجالية المغربية بليبيا" على خط القضية، لكشف حقيقة "مقتل" أو "اختطاف" الضحية.
وأفاد "حفيظ. ج"، والد الضحية، بأن سلطات وزارة الخارجية المغربية لم تتوصل إلى حد الساعة إلى أيّ معطيات حول الحادث الغامض الذي تعرضت له كوثر، مضيفا في تصريح لهسبريس أن العائلة لا تزال تترقب بحزن كبير مصير ابنتها المختفية عن الأنظار منذ ما يزيد عن العشرة أيام.
في مقابل ذلك، علم المغرب اليوم بأن تنسيقية المغاربة المقيمين بليبيا، المدافعة عن حقوق هذه الفئة داخل البلد الذي يعيش أزمة أمنية واجتماعية كبيرة بعد سقوط نظام القذافي غداة أحداث الربيع العربي، قامت باتصالات مكثفة وبزيارات ميدانية لعدد من مستودعات الموتى والمستشفيات وأقسام الشرطة بمدينة مصراتة، لمعرفة مصير كوثر دون أن تتوصل إلى أي شيء.
كما علم المغرب اليوم، من أحد أقرباء الضحية، بأن صديقا للعائلة قام بدوره بزيارة مستودع الأموات بطرابلس، فيما تعذر عليه الدخول إلى مدينة صبراتة الساحلية التي تعيش أوضاعا أمنية خطيرة؛ وهي الأوضاع التي ترجح أن تكون كوثر قد تعرضت لمكروه على ترابها، غير أن المتطوع لم يصل بدوره إلى أية نتيجة.
"ع.ت"، العضو بتنسيقية الجالية المغربية بليبيا، كشف، في اتصال هاتفي بهسبريس، أنه قام، إلى جانب عضوين آخرين بالتنسيقية، بزيارة مستودع الأموات بمدينة مصراتة؛ غير أنهم لم يعثروا على جثة كوثر، مبرزا أن آخر جثة مجهولة الهوية دخلت المستودع المذكور تعود إلى 25 مارس الماضي، وهو ما يجعل إمكانية أن تكون هي نفسها جثة الضحية المغربية أمرا مستحيلا.
واستنادا إلى المعطيات التي ذكرها المتحدث ذاته، فإن مغربيا آخر زار مستودع الأموات بمدينة صبراتة، التي يبقى دخولها أمرا شديد الخطورة نظرا لانتشار السلاح والأقراص المهلوسة في صفوف الشباب؛ غير أن هذا الأخير أكد لأعضاء التنسيقية أن مستودع الأموات بصبراتة لم يتوصل منذ الشهر الماضي بأية جثة جديدة.
ولم يقف بحث مغاربة ليبيا عند هذا الحد، بل زار المتطوع المذكور مستشفيات وأقسام الشرطة بالمدينة ذاتها، دون أن يصل إلى أي شيء، بحيث أخبرته الشرطة المحلية بأن آخر قضية من هذا النوع يعود تاريخها إلى الشهر الماضي، حينما اختُطفت شابة جزائرية بطريقة مماثلة لحادث اختفاء كوثر، قبل أن يتم إيجادها على قيد الحياة مرمية قرب الشاطئ أياما بعد ذلك.
وشدد المتحدث ذاته على أن مغاربة ليبيا يعانون من تدهور الأوضاع الأمنية داخل البلاد، عبر تأكيده على أن "ظاهرة الخطف والقتل منتشرة بليبيا بشكل كبير"، قبل أن يزيد بالقول: "هذا الأمر غير مقتصر على المغاربة فقط، بل يعاني منه التونسيون والمصريون والجزائريون والسودانيون أيضا".
وأرجع المتحدث ذاته استفحال هذه الظاهرة بليبيا لـ"الانتشار الكبير للسلاح وحبوب الهلوسة؛ وهو ما يدفع البعض إلى ارتكاب جرائم بعد جدال بسيط".