فاس - المغرب اليوم
خاضت عشرون تلميذة من الثانوية التأهيلية أمّ البنين في فاس تجربة التأليف، لأول مرة في حياتهن، بإنجاز كتاب مشترك يحمل عنوان 'الديمقراطية: مفهوم، تاريخ، انتقال وترسيخ"، من 305 صفحات من الحجم الكبير.
وتم تأليف هذا الكتاب، الذي تم توقيعه في حفل كبير احتضنته مؤسسة مؤلِّفاته التعليمية، في إطار أنشطة نادي المواطنة وحقوق الإنسان؛ وذلك تحت إشراف رئيس النادي ذاته، الأستاذ عبد الحق عالم، وبتأطير من أساتذة آخرين باحثين في سلك الدكتوراه، شاركوا بدورهم في هذا العمل من خلال الإدلاء بدلوهم في تناول بعض محاوره.
وأبرز عبد الحق عالم أن اختيار "الديمقراطية مفهوما، تاريخا، انتقالا وترسيخا" موضوعا لهذا الكتاب كان واعيا ومقصودا، "على اعتبار أن الديمقراطية تشكل جوهر كل ممارسة حقوقية وفعل سياسي وتنظيم اجتماعي، على حد سواء"، موردا، في تقديمه لهذا الكتاب، أن الهدف من هذا العمل "جعل المتعلمين ينخرطون في الإشكالات والقضايا التي يطرحها مفهوم الديمقراطية".
وذكر المشرف على هذه التجربة أن أعضاء نادي المواطنة وحقوق الإنسان بثانوية أمّ البنين التأهيلية أبدوا رغبة أكيدة في خوض غمار تجربة كهذه وكلهم حيوية ونشاط وصبر، "إنها تجربة مختلفة بالنسبة إليهم، لاسيما وأنها ركزت على التعامل مع الكتب فقط، بعيدا عن أشكال البحث الإلكتروني التي أصبحت بمثابة عادة سيئة عند تلامذتنا"، يوضح عالم.
وأوضح مقدم هذا الكتاب أنه تم الاعتماد في تأليفه على سبعين مصدرا ومرجعا من أمهات الكتب المحكمة كتابة وترجمة، وهي مصادر تم انتقاؤها، بحسبه، "بعيدا عن كل خلفية إيديولوجية وسياسية متحيزة قد تجنح بالكتاب نحو التطرف السياسي أو الديني".
وأضاف عالم أن البحث في الديمقراطية موضوع مناسب يمكن التلاميذ "من فهم واقعهم بكل تشابكاته الحقوقية، السياسية، الاجتماعية والثقافية، ويمكنهم أيضا من إدراك ما يجري في العالم الخارجي من قضايا تتصل بالحقوق السياسية، فيتمكنون بذلك من رسم صورة حقيقية حول ذاتهم وحول الغير المختلف عنهم".
ومن خلال هذه التجربة، قدم تلاميذ ثانوية أمّ البنين، يقول عبد الحق عالم، "الدليل على الوعي المتقد الذي يتملكه شباب المدرسة العمومية، وما يحتاجون إليه هو الدعم والتحفيز والتوجيه من طرف المسؤولين"، مضيفا أن "مثل هؤلاء التلاميذ المبدعين هم الضامن لاستمرارية عطاء المدرسة المغربية العمومية وأملها في البقاء".
يذكر أن هذا الإصدار التلاميذي المشترك، بصيغة المؤنث، يتضمن مقدمة وخاتمة، وبينهما فصلان أساسيان؛ الأول خصص لـ"الديمقراطية مفهوم وتاريخ"، والثاني تطرّق لـ"الانتقال الديمقراطي وترسيخ الديمقراطية"، ويحتوي كل فصل على مبحثين، وكل مبحث يتفرع إلى مطالب.