القاهرة - المغرب اليوم
بعد قضاء شهور في اتباع نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة بانتظام، قد يكون عدم فقدان الوزن بشكل ملحوظ أمرًا محبطًا. ناهيك عن تأثير ذلك على ثقة الشخص بنفسه. لكن العلم يشير إلى وجود عوامل خفية قد تكون وراء عدم فقدان الوزن رغم بذل كل الجهود، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
لا يعود عدم فقدان الوزن بالقدر المتوقع لدى الكثيرين ممن يمارسون الرياضة بانتظام إلى قلة الجهد المبذول. ففقدان الوزن لا يقتصر على بذل جهد أكبر في الصالة الرياضية والتحكم في كميات الطعام. بل يلعب التمثيل الغذائي، وهو الآلية التي تحول الطعام إلى طاقة، دورًا أساسيًا في مدى فعالية حرق الجسم للسعرات الحرارية والدهون.
يعتمد التمثيل الغذائي للشخص على عدد من العوامل - الوراثة، والعمر، والجنس، والصحة الهرمونية، وحجم الجسم، وكتلة العضلات، وما إلى ذلك. وبالمثل، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على التمثيل الغذائي للشخص - بعضها يحفزه وبعضها يبطئه.
عندما لا يعمل التمثيل الغذائي لديك على النحو الأمثل، قد لا تُحقق حتى التمارين الرياضية المكثفة والحميات الغذائية الصارمة النتائج المرجوة. ومع ذلك، فإن فهم العوامل الخفية التي قد تؤثر على معدل الأيض وتُبطئه يُساعدك على تعديل استراتيجيتك دون الشعور بالإحباط.
فيما يلى.. 4 عوامل تعيق رحلة إنقاص الوزن:
اختلال التوازن الهرموني
تُعد الهرمونات المتحكم الرئيسي في عملية الأيض، والشهية، وتخزين الدهون، واستخدام الطاقة. إذا لم تكن هرموناتك متوازنة، فقد يصبح فقدان الوزن أكثر صعوبة، حتى مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. فحالات مثل مقاومة الأنسولين، واضطرابات الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية)، وارتفاع مستويات الأنسولين المفاجئ، تجعل جسمك يحرق الدهون بكفاءة أقل، بل وقد تحفزه على تخزين المزيد منها. يحدث هذا من خلال التأثير على امتصاص الخلايا للجلوكوز، مما يجبر جسمك على تخزين الدهون بشكل مفرط بدلاً من حرقها من خلال التمارين الرياضية والنظام الغذائي.
قد يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى انخفاض معدل الأيض الأساسي - أي عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الراحة - مما يجعلك تشعر بالخمول ويجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة. كما أن عوامل أخرى، مثل بدء سن اليأس أو اختلال توازن الكورتيزول الناتج عن التوتر، قد تساهم في تأخير التقدم.
ما يجب فعله: استشر الطبيب بشأن الأعراض. حيث يمكن لفحوصات الدم تقييم مستويات هرمونات الغدة الدرقية والأنسولين للمساعدة في وضع استراتيجية تتجاوز النظام الغذائي والتمارين الرياضية.
كتلة العضلات ونوع التمرين
لا تتساوى جميع التمارين الرياضية في تأثيرها على الوزن. إذا كان برنامجك الرياضي يركز على تمارين الكارديو مع قلة تمارين القوة، فقد تفتقر إلى أحد أهم عوامل تحسين عملية الأيض. فكلما زادت كتلة عضلاتك، ارتفع معدل الأيض لديك، لأن الأنسجة العضلية تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون أثناء الراحة. ما لم تكن هناك تمارين مقاومة أو تمارين رفع أثقال كافية، فقد لا يبني جسمك العضلات أو يحافظ عليها، خاصةً إذا أدى فقدان الوزن أو اتباع حمية غذائية إلى تقليل السعرات الحرارية المتناولة. وهذا بدوره قد يبطئ عملية الأيض لديك مع مرور الوقت.
ما يجب فعله: مارس تمارين تقوية العضلات (باستخدام الأوزان أو وزن الجسم) مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل. حاول الحفاظ على كتلة عضلاتك أو بنائها من خلال تناول كميات كافية من البروتين، ومارس تمارين رفع أوزان أثقل تدريجيًا.
مستويات النوم والتوتر
النوم ليس مجرد راحة، بل هو منظم لعمليات الأيض. يؤثر قلة النوم على هرمونات مثل اللبتين والجريلين، المسئولة عن التحكم في الجوع والشبع، مما يزيد في كثير من الأحيان من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية ويقلل من الحافز لممارسة الرياضة. إضافة إلى ذلك، يؤدي التوتر المزمن إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بتخزين الدهون في منطقة البطن وإبطاء عملية الأيض بشكل عام. وبالتالي، قد يؤدي التوتر المستمر إلى تراكم الدهون في الجسم، حتى مع ممارسة الرياضة بانتظام.
ما يجب فعله: بدايةً، احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة. وللحفاظ على نوم صحي، مارس تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل، وتمارين التنفس، أو اليوجا. وتساعد هذه الخطوات البسيطة على إعادة تنظيم هرمونات الجوع ودعم معدل أيض صحي.
صحة الأمعاء وعوامل تعطيل التمثيل الغذائي الخفية
الميكروبيوم المعوي في أجسامنا هو مجموعة البكتيريا الموجودة في الأمعاء والتي تلعب دورًا رئيسيًا في عملية التمثيل الغذائي. حيث يؤدي اختلال توازن الميكروبيوم المعوي، المعروف باسم خلل التوازن الميكروبي المعوي، إلى زيادة امتصاص السعرات الحرارية من الطعام والتأثير على تخزين الدهون، كما يُغير إشارات الجوع، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة حتى مع اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. ويمكن أن تُسبب بعض العوامل البيئية وعوامل نمط الحياة هذا الاختلال، مثل سوء التغذية، والإفراط في تناول السكريات، واستخدام المضادات الحيوية، والتوتر، وانخفاض نسبة الألياف في الطعام. ليس هذا فحسب، بل تشير أدلة متزايدة أيضًا إلى أن المواد المُسببة للسمنة - مثل المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك (مثل ثنائي الفينول أ) ومجموعة متنوعة من الملوثات البيئية - قد تُؤثر على وظائف الهرمونات ومعدل التمثيل الغذائي وتخزين الدهون، مما يُضيف بُعدًا آخر من التعقيد إلى عملية التمثيل الغذائي.
ما يجب فعله: التركيز على نظام غذائي صحي للأمعاء غني بالألياف والأطعمة المخمرة ومضادات الأكسدة. كما أن تقليل التعرض لبعض أنواع البلاستيك والأطعمة المصنعة قد يكون مفيدًا أيضًا.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
البروتين سر فقدان الوزن من دون خساره العضلات
لفقدان الوزن بسرعة 5 عادات صباحية تساعد على حرق الدهون وتحسين التمثيل الغذائي