الرئيسية » في الأخبار أيضا
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي

الرباط - المغرب اليوم

بعد قرار المحكمة الدستورية القاضي بعدم دستورية عدد من مقتضيات المسطرة المدنية، تترقب فعاليات حقوقية أن تحال المسطرة الجنائية هي الأخرى لافتحاص دستوريتها، لاسيما في ظل الانتقادات التي طالت عدد من موادها، خاصة التي تقيد حق الجمعيات في رفع الدعاوى القضائية حول قضايا الفساد.

وأثارت المصادقة النهائية على مشروع قانون المسطرة الجنائية امتعاضا واسعا وسط فعاليات حقوقية ومدنية، طالبت بحذف المقتضيات التي تتناقض مع الدستور المغربي والمواثيق الدولية، معتبرة إياها بمثابة منحة للوبيات الفساد وأنها تشجع على الإفلات من العقاب.

وقال المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في بلاغ الصادر عن اجتماعه الأسبوع الماضي، نه “ينتظر أن تتم إحالة كل مشاريع القوانين على المحكمة الدستورية بدءا بمشروع المسطرة الجنائية”، مضيفا أنه قد قرر “وضع خطة للترافع من أجل هذا المطلب الحقوقي الأساسي”.

جاء ذلك بعد ترحيب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بقرار المحكمة الدستورية بشأن مشروع المسطرة المدنية، مسجلة أنه “قرار يؤكد انتقادات الحركة الحقوقية للمشروع دون أن يقف عند كل المواد التي تتطلب المراجعة، علما أن المطلوب أيضا هو ملاءمة المشروع مع التزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان، وليس مع الدستور فقط”.

وتوقفت الجمعية، خلال الاجتماع المذكور، عند ما اعتبرته “تزايد قضايا الفساد وانفضاح العديد من الملفات الجديدة، وتجدد الحديث عن أخرى، من ضمنها ما سبق للجمعية أن راسلت بشأنها المسؤولين أو انتصبت فيها كطرف مدني كقضية البرلماني المعتقل “رشيد الفايق” بفاس، التي تكشف عن مدى استشراء الفساد الانتخابي حسب ما كشفت عنه تصريحات المشتكي”.

ومن جهته قال تحالف ربيع الكرامة إنه تابع “باهتمام بالغ قرار المحكمة الدستورية القاضي بعدم دستورية بعض المواد من مشروع القانون رقم 23.02 المتعلق بالمسطرة المدنية، لعدم انسجامها مع أحكام الدستور وضماناته المرتبطة بالحق في المحاكمة العادلة، والمساواة أمام القضاء، وحماية حقوق الدفاع”.

وثمن التحالف “هذا القرار التاريخي”، مؤكدا أن “المبادئ نفسها تفرض امتداد الرقابة الدستورية إلى قانون المسطرة الجنائية الذي صادقت عليه المؤسسة التشريعية مؤخرا، والذي –للأسف– حافظ على نفس الفلسفة التمييزية التي تهدد حقوق المواطنات، وتكرس الإفلات من العقاب”.

واعتبر تحالف ربيع الكرامة أن القانون الجديد تجاهل بعد النوع في مختلف أبوابه، ولم يعالج الثغرات التي طالما نبهت إليها الحركة الحقوقية والنسائية، مشيرا إلى المادة 3 التي ما زالت “تحصر حق تقديم الشكايات ومباشرة المتابعات في أطراف محددة، مقصية الجمعيات النسائية والحقوقية من لعب دورها في مؤازرة الضحايا وفضح مرتكبي الجرائم، خاصة في قضايا العنف المبني على النوع”.

ولفت التحالف إلى “المادة 7 التي تبقي على قيود غير مبررة في ولوج الضحايا للعدالة، وتفتح الباب أمام إسقاط المتابعات بطرق تؤدي إلى الضغط على النساء للتنازل أو الصلح القسري”.

وشدد على “غياب أي تنصيص واضح على حماية الضحايا والشهود في قضايا العنف القائم على النوع، مما يدفع العديد من النساء إلى الإحجام عن التقاضي خوفا من الانتقام أو الوصم”، قبل أن يخلص التحالف إلى أنه “بصفة أكثر شمولية مختلف المواد التي لا تراعي بعد النوع في الشق المسطري لمختلف مراحل التقاضي”.

ووضح تحالف ربيع الكرامة أن “هذه الاختلالات ليست مجرد تفاصيل تقنية، بل هي مساس مباشر بالدستور وبالتزامات المغرب الدولية، وتؤدي عمليا إلى تحصين المعتدين من المساءلة، وتقويض الثقة في المنظومة القضائية”.

وأردف أن “هذه الاختلالات تتناقض مع التزامات المغرب الدولية، ومع الاستحقاقات الوطنية في أفق سنة 2030 التي حددتها الأمم المتحدة كسقف للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات”، مفيدا أن “الإبقاء على مقتضيات تمييزية في قانون المسطرة الجنائية يمثل خطوة خطيرة للوراء ويضرب في العمق التزامات المغرب في مجال المساواة والعدالة”.

وأعلن رفضه القاطع “لمجموعة من المواد التي تكرس التمييز والإقصاء تجاه الحركة الحقوقية والنسائية في سعيها للانتصاف للضحايا، وخاصة المادتين 3 و7، بالإضافة الى جميع المواد التي تخل بمبدأ المساواة أمام القانون، مما يعيق تحقيق العدالة والديمقراطية”.

ودعا التحالف إلى ملاءمة جميع القوانين مع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، داعيا “المحكمة الدستورية إلى ممارسة رقابة استباقية على قانون المسطرة الجنائية الجديد، لإعمال عدم دستورية العديد من بنوده وإسقاط كل المقتضيات التي تنتهك مبدأ المساواة وحماية الضحايا”.

ووجه التحالف “نداء إلى كافة البرلمانيات والبرلمانيين لتحمل مسؤوليتهم التاريخية في حماية الحقوق والحريات، والدعوة العاجلة لإلغاء المواد التمييزية، وضمان حق الجمعيات في الترافع ومحاربة الفساد”، داعيا “كافة القوى الحقوقية والنسائية إلى إطلاق حملة وطنية ضاغطة للدفع بعدم دستورية المواد التي تم إقرارها والتي تكرس التمييز وتقوض دعائم مسطرة جنائية عادلة ومنصفة للجميع”.

واعتبر التحالف إن “الإصلاح الحقيقي لا يكتمل بإسقاط مواد معيبة من المسطرة المدنية فقط، بل بمواءمة جميع القوانين الإجرائية مع الدستور، لضمان عدالة لا تستثني أحدا، وتحمي كرامة النساء والرجال على حد سواء”.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

مجلس النواب المغربي يُصادق على تعديل قانون المسطرة الجنائية بعد جلسة دامت 11 ساعة

 

وزير العدل المغربي مشروع قانون المسطرة الجنائية يقطع الطريق عن الشكايات الكيدية

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نتنياهو يطلب العفو رسمياً من رئيس إسرائيل في قضية…
إيران وتركيا تؤكدان تعزيز العلاقات وتدعو لوقف الهجمات الإسرائيلية…
الأمم المتحدة تؤكد أن فرصة الحوار السوداني ما زالت…
إسرائيل تدرس خيارات لتفكيك حماس رغم استمرار وقف إطلاق…
وزارة الخارجية المصرية تعلن إطلاق سراح المواطنين المختطفين في…

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…

أخبار النجوم

خسائر فادحة تطال كنوز بيرين سات وكنان دوغلو بعد…
بعد نجاحه في ورد وشوكولاتة أبرز أعمال محمد فراج…
سعد لمجرد يعود للقضاء في قضية اغتصاب جديدة
عمرو عبد الجليل يعلن موعد اعتزاله التمثيل ويكشف الأسباب

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

جيروزاليم بوست حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية
أوروبا وأوكرانيا تضعان خطة سلام من 12 بندا لإنهاء…
حماس تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر اليوم
مخاوف من حماس تدفع دولا لرفض إرسال قوات إلى…
مسيرات تستهدف مطار الخرطوم قبل إعادة افتتاحه